هل سبق أن سمعتِ عن مرض سرطان الثدي الالتهابي؟ هو من بين أنواع سرطان الثدي والذي يعرف باسم IBC وهي اختصار لكلمة Inflammatory Breast Cancer. لا يعتبر شائعاً كثيراً بين أنواع السرطانات الأخرى، كما أنّه من الصعب تشخيصه في مراحله الأولى. ما هو سرطان الثدي الالتهابي؟ ما هي أعراضه؟ ما هي أسبابه؟ وغيرها الكثير من الأسئلة التي قد تخطر في بالكِ ستجدينها في السطور التالية.
1- ما هو سرطان الثدي الالتهابي؟
سرطان الثدي الالتهابي هو أحد الأنواع النادرة لسرطان الثدي، حيث تقوم الخلايا السرطانية بسد الأوعية الليمفاوية في جلد الثدي. هذا الأمر ينتج عنه تورّم واحمرار الثدي ليبدو وكأنّه ملتهب. ينمو هذا النوع من السرطان بسرعة وغالباً ما يكون في غضون أسابيع أو أشهر ويتطلّب علاجاً فورياً. كذلك ووفقاً
لجمعية السرطان الأميركية، يمثّل سرطان الثدي الالتهابي ما يقارب من 1 إلى 5% من جميع تشخيصات سرطان الثدي.
2- اسباب سرطان الثدي الالتهابي
يحدث سرطان الثدي الالتهابي لأسباب غير واضحة، وعلى الرغم من اسمه، فإنّه لا يحدث في الواقع بسبب الالتهاب. من المعروف بأن سرطان الثدي الالتهابي يبدأ بخلية غير طبيعية تتطوّر في قناة الحليب، وبسبب الطفرات في الحمض النووي الخاص بها، تنمو هذه الخلية وتنقسم بوتيرة سريعة جداً.
يمكن لتراكم الخلايا السرطانية الناتج أن يسد الأوعية الليمفاوية في جلد الثدي ويمنع التصريف اللمفاوي، مما يسمح بتراكم السوائل داخل الثدي. في بعض الأحيان، تنتشر الخلايا السرطانية أو تنتشر إلى العقد الليمفاوية والأنسجة والأعضاء في جميع أنحاء الجسم.
3- اعراض سرطان الثدي الالتهابي
لا يشكّل سرطان الثدي الالتهابي عادةً كتلة، كما يحدث مع الأشكال الأخرى من سرطان الثدي. بدلًا من ذلك، تشمل علامات وأعراض سرطان الثدي الالتهابي ما يلي:
- تغيّر سريع في مظهر ثدي واحد، على مدار أسابيع عدّة
- سماكة أو تضخم واضح في أحد الثديين
- تغيّر لون الثدي، ليبدو أحمر أحمر أو أرجواني أو وردي أو تظهر به كدمات
- دفء غير طبيعي للثدي المصاب
- ظهور نقرات أو نتوءات على جلد الثدي المصاب، تشبه قشر البرتقال
- الشعور بالألم والحكة الدائمة
- تضخّم الغدد الليمفاوية تحت الذراع، أو فوق عظمة الترقوة أو أسفلها
- تسطّح الحلمة أو انقلابها نحو الداخل
4- كيف يتم الكشف عن سرطان الثدي الالتهابي؟
رغم عوارضه الواضحة مثل الم الثدي، البقع الحمراء عليه وغيرها، من الصعب جداً تشخيص IBC عبر بعض الفحوصات. لذلك في معظم الحالات، يكون الـInflammatory Breast Cancer قد وصل إلى مراحل متقدّمة مثل المرحلة الثالثة أو الرابعة قبل اكتشافه خلال الفحص. لكن عادةً يتمّ إجراء هذه الفحوصات التالية:
- الفحص البدني: بما أن الكتل عادةً لا تتشكّل مع سرطان الثدي الالتهابي، فقد يبحث الطبيب عن احمرار أو علامات أخرى تدلّ على ذلك.
- الماموغرام: يستخدم الماموغرام أشعة سينية منخفضة الطاقة لإنشاء صورة للثدي من الداخل. هذا الأمر يسمح للطبيب بالبحث عن علامات سرطان الثدي، مثل سماكة الجلد.
كما تستخدم الموجات فوق الصوتية للثدي موجات صوتية لإنشاء صور للثديين من الداخل والأنسجة القريبة والغدد الليمفاوية. تسمح هذه الموجات بمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر أكثر إلى الأنسجة القريبة أم لا. ولكن غالباً ما تبدو التهابات IBC والتهابات الثدي متشابهة في التصوير.
- الخزعة: قد تكون هذه الطريقة الوحيدة لتأكيد تشخيص IBC. أثناء إجراء الخزعة، يقوم الطبيب بإزالة عيّنة الأنسجة من الثدي، وبعدها يتمّ اختبارها لمعرفة ما إذا كانت هذه الأنسجة سرطانية. نتائج الخزعة قد تحدّد مرحلة السرطان، أو ما إذا كان ينتشر خارج أنسجة الثدي.
إلى جانب هذه الفحوصات التي قد لا تؤكّد الإصابة بسرطان الثدي الالتهابي، هناك بعض المعايير التي تساعد أيضاً في تشخيص المرض، أهمّها:
- بداية سريعة للإحمرار، التورّم والشعور بدفء غير طبيعي في الثدي.
- استمرار ظهور الأعراض التي ذكرناها أعلاه لمدة تقلّ عن 6 أشهر.
- الاحمرار يغطّي ثلث الثدي على الأقل.
- تظهر عينات الخزعة الأولية من الثدي المصاب سرطاناً غازياً، أي يعني أن خلايا السرطان قد ظهرت وتطوّرت ونمت من بطانة القنوات في أنسجة الثدي إلى أنسجة الثدي المحيطة.
5- ما هي مضاعفات سرطان الثدي الالتهابي؟
قد يسبب علاج IBC مضاعفات، مثل الوذمة اللمفية أي تجمّع السائل اللمفاوي بعد إجراء عملية جراحية لإزالة العقد الليمفاوية. نظرًا لأن سرطان الثدي الالتهابي يتطوّر بسرعة كبيرة، فإن السرطان عادةً ما ينتشر إلى أنسجة أخرى بحلول وقت تشخيصه. قد تحتاج المريضية إلى علاجات إضافية إذا انتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.
6- هل يتمّ الشفاء من سرطان الثدي الالتهابي؟
يميل سرطان الثدي الالتهابي إلى النموّ بسرعة، ومن المرجح أن ينتشر في وقت اكتشافه. أيضاً من الممكن أن يعاود ظهوره مرة أخرى بعد العلاج أكثر من معظم أنواع سرطان الثدي الأخرى. لهذا السبب، فإن معدلات الشفاء والبقاء على قيد الحياة بشكل عام ليست مرتفعة كما هي بالنسبة للأنواع الأخرى من سرطان الثدي.
7- علاج سرطان الثدي الالتهابي
يتمّ علاج سرطان الثدي الالتهابي بشكل عام أولاً بالعلاج الكيميائي الجهازي للمساعدة في تقليص الورم، ثم بالجراحة لإزالة الورم، يليها العلاج الإشعاعي. قد تشمل العلاجات المستخدمة في النهج المتعدد الوسائط تلك الموضحة أدناه.
- العلاج الكيميائي المساعد الجديد Neoadjuvant chemotherapy: يتم إعطاء هذا النوع من العلاج الكيميائي قبل الجراحة وعادةً ما يشمل أدوية أنثراسيكلين وتاكسان. يوصي الأطباء بشكل عام بإعطاء 6 جلسات على الأقل من العلاج الكيميائي المساعد الجديد على مدار 4 إلى 6 أشهر قبل إزالة الورم، ما لم يستمر المرض في التقدم خلال هذا الوقت ويقرر الأطباء عدم تأجيل الجراحة.
- العلاج الموجّه Targeted therapy: غالباً ما تنتج سرطانات الثدي الالتهابية كميات أكبر من الطبيعي من بروتين HER2، مما يعني أنه يمكن استخدام أدوية مثل تراستوزوماب (هيرسيبتين) التي تستهدف هذا البروتين لعلاجها. يمكن إعطاء العلاج المضاد لـHER2 كجزء من العلاج المساعد الجديد وبعد الجراحة.
- العلاج الهرموني Hormone therapy: إذا كانت خلايا سرطان الثدي الالتهابي لدى المرأة تحتوي على مستقبلات هرمونية، فإن العلاج الهرموني هو خيار علاجي آخر. يمكن للأدوية مثل عقار تاموكسيفين، الذي يمنع هرمون الاستروجين من الارتباط بمستقبلاته، ومثبطات الأروماتاز مثل ليتروزول، التي تمنع قدرة الجسم على إنتاج هرمون الاستروجين، أن تتسبّب في توقف الخلايا السرطانية المعتمدة على هرمون الاستروجين عن النمو والموت.
- الجراحة Surgery: تتضمّن هذه الجراحة إزالة الثدي المصاب بالكامل ومعظم أو كل الغدد الليمفاوية الموجودة تحت الذراع المجاورة. وفي كثير من الأحيان، تتم أيضاً إزالة البطانة الموجودة فوق عضلات الصدر الأساسية، ولكن يتم الحفاظ على عضلات الصدر. ومع ذلك، يمكن أيضاً إزالة العضلة الصدرية الصغيرة.
- العلاج الإشعاعي Radiation therapy: يعد العلاج الإشعاعي بعد استئصال الثدي جزءًا قياسياً من العلاج متعدد الوسائط لسرطان الثدي الالتهابي. إذا تلقت المرأة تراستوزوماب قبل الجراحة، فقد تستمر في تلقيه أثناء العلاج الإشعاعي بعد العملية الجراحية.
- العلاج المساعد Adjuvant therapy: يمكن إعطاء العلاج الجهازي المساعد بعد الجراحة لتقليل فرصة تكرار الإصابة بالسرطان. قد يشمل هذا العلاج علاجاً كيميائياً إضافياً، أو علاجاً هرمونياً، أو علاجاً مستهدفًا (مثل تراستوزوماب)، أو مزيجاً من هذه العلاجات.
نصيحة: لا تنتظري شهر أكتوبر، الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي، حتى تتذكّري وتقومي بالتصوير الشعاعي للثدي أو ما يعرف بالماموغرافي، بل على العكس لا تغضي النظر عن هكذا موضوع مهمّ، فالأمر متعلّق بحياتكِ أنتِ!
كل ما عليكِ القيام به، هو تسجيل هذه الملاحظة على هاتفكِ أو حتّى اكتبيها على ورقة والصقيها على الثلاجة: "يجب القيام بالتصوير الشعاعي للثدي مرة في السنة". كوني واثقة أن الكشف المبكر بإمكانه أن ينقذ حياتكِ قبل أن تتفشّى الخلايا السرطانية في جسمكِ بالكامل.
لا تهملي هذه الخطوة المهمّة أبداً، ولا تؤجليها مهما كنتِ مشغولة بالعمل أو بحياتكِ العائلية. كلّ مرة في السنة، اذهبي مع والدتكِ، شقيقتكِ أو صديقتكِ لإجراء الفحوصات الأولية، لمعرفة النتيجة ما إذا كانت سلبية أم إيجابية. في حال كانت سلبية، كوني على يقين أن نسبة شفاءكِ من سرطان الثدي وبمراحله الأولى ستكون مرتفعة للغاية.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليست كافية وحدها لتشخيص المرض/الحالة، استشيري دائماً الطبيب
