كثيراً ما نسمع أنّ التمارين الرياضيّة تعزّز قوّتنا البدنيّة، تزيدنا صحّة وتحافظ على شبابنا. لكن من كان ليعلم أنّ الرياضة قد تساعد فعليّاً في تأخير علامات الشيخوخة؟ نعم يا عزيزتي، إلى جانب الفوائد الصحيّة والجسديّة التي تزوّدنا بها، وجدت بعض الدراسات أنّ التدريب المتواتر العالي الكثافة أو ما يعرف بـHigh-intensity interval training يؤخّر ظهور علامات الشيخوخة. كيف؟ تابعي قراءة السطور التالية للمزيد من التفاصيل.
ما هو التدريب المتواتر العالي الكثافة؟
التدريب المتواتر العالي الكثافة أو ما يعرف بـHigh-intensity interval training. مثل ما يدلّ اسمه عليه هو مجموعة من التمارين العالية الكثافة التي تُمارس في وقت قليل جدّاً، ولها فائدة كبيرة في حرق الدهون بشكل سريع مثل القرفصاء، البلانك، الاندفاع وتمارين الضغط... تتكوّن من مجموعة من تمارين التحمية يتبعها 3 الى 10 تمارين عالية الكثافة التي يجب أن تمارس بأقصى شدة ممكنة. ما بين هذه التدريبات الحادة يتوجّب اجراء تمارين أقل حدة تعتبر بمثابة فترات استراحة وتنتهي بفترة تدريبٍ هادئة.
كيف يساعد التدريب المتواتر العالي الكثافة على تأخير علامات الشيخوخة؟
أنتِ بالطبع تتسائلين عن العلاقة ما بين هذه التمارين الرياضية والتأخير في ظهور الشيخوخة. يعزّز التدريب المتواتر العالي الكثافة عمليّة التخليق الحيوي للبروتين في الجسم، التي كلّما كانت بطيئة بانت علامات الشيخوخة عليكِ بشكلٍ أسرع. من جهةٍ أخرى، تشدّ هذه التدريبات عضلات الجسم وتمنعها بالتالي من الترهّل.
مما لا شك فيه ان الكريمات المرطبة بكل أنواعها لها دور كبير في محاربة علامات التقدم في العمر من خلال التقليل من ظهور التجاعيد الرفيعة وشد ترهّلات البشرة، إضافة إلى ترطيبها ومنحها الليونة، كما تحميها من الجفاف والتشققات المضرّة. من جهة أخرى، وإلى جانب كريمات العناية بالبشرة، هناك طرق أخرى يمكنها أن تحافظ على جمال الجلد وشبابه.
في هذا السياق، قام فريق الباحثين الألمان بتقسيم الأشخاص إلى 4 مجموعات: المجموعة الأولى تم تركها من دون القيام بأي نشاط رياضي، أما المجموعات الثلاثة الأخرى فتمّ إشراكها في روتين رياضي لمدة 6 أشهر متتالية، وكل مجموعة منها اعتمدت دورة رياضية أسبوعية مختلفة عن نظيرتها لمدة 45 دقيقة. قامت المجموعة الثانية بممارسة رياضة الجري أو المشي السريع، فيما تدرّب فريق المجموعة الثالثة على تمارين مكثّفة High Intensity Tactical Training) (HIIT. تعمل هذه التدريبات على تقوية عضلة القلب وتحسين الأوعية الدموية وعملية التمثيل الغذائي للجلوكوز، إلى جانب التقليل في حجم دهون الجسم بنسبة كبيرة، لما تتضمّنه من تمارين قفز وضغط عالية الكفاءة. أمّا المجموعة الرابعة فمارست التمارين الرياضية المتعلقة بتقوية عضلات الفخذين بواسطة الآلات الرياضية المتخصصة.
نتيجة الدراسة:
عند مقارنة نتائج فحوصات الدم التي أجريت على المشتركين في بداية الدراسة وفي نهايتها، أشارت الدراسة إلى أن المجموعة التي مارست تمارين مكثّفة (High Intensity Tactical Training HIIT)، ظهرت عليها تأثيرات الرياضة التي تم قياسها على مستوى خلايا البشرة، حيث لوحظ تباطؤ في نمو خلايا الشيخوخة لدى الأشخاص في المجموعة، بسبب تنشيط انزيم التيلوميزار الذي يحافظ على انقسام الخلايا وصيانتها. بالتالي هذه التمارين لديها تأثير مباشر على حماية الخلية من الشيخوخة، تجديدها ومنعها من التقدم في العمر، على عكس المجموعات الثلاثة الأخرى التي لم تظهر على خلايا بشرتهم أي تأثيرات ملحوظة مكافحة للشيخوخة.