ليس من السهل التغلّب على أيديولوجيّة نمت عليها العقول وتشرّبتها لتصبح جزء لا يتجزّأ من واقع مجتمعنا وثقافتنا، وهي أيديولوجيّة التفريق بين المرأة والرجل، وبين مهن كلّ منهما. لكن على الرغم من ذلك، نجحت الإماراتية مريم المنصوري بالوصول إلى هدفها الذي لطالما حلمت به، وأصبحت أوّل قائدة لطائرة مقاتلة في الإمارات، كما كرّمت في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك كمحاربة للقوالب النمطيّة والإرهاب. تعرّفي إليها وعلى مسيرتها المشوّقة!
ككلّ فتاة يراودها حلم مستقبليّ في سنّ المراهقة، حلمت مريم المنصوري بأن تصبح قائدة طائرة للقوّات المسلّحة، رغم مواجهتها عقبات عدّة منعتها من تحقيق هذا الحلم كونها تعيش في مجتمع ذكوريّ. أمضت مريم المنصوري معظم وقتها في العمل مع القيادة العامّة قبل أن تسمح لها الفرصة بتحقيق حلم الانضمام إلى القوّات الجويّة.
بعد طول انتظار، فتحت كليّة خليفة بن زايد الجوّية أبوابها للمجنّدات في أبو ظبي، وتخرّجت منها مريم المنصوري في العام 2006 لتصبح واحدة من أوائل الطيّارين الذين خاضوا حملة ضدّ الإرهاب في سوريا.
هي اليوم قائدة طائرة مخضرمة للطائرات الحربيّة من طراز F-16، أرادت أن تثبت نفسها أمام زملائها الذكور ونجحت في إظهار مهارتها في هذا المجال. "كما هو حال جميع الثقافات، عندما تدخل المرأة مجالاً يهيمن عليه الرجال، تجد التردّد، التحيّز والتفكير النمطيّ عينه": بهذه الكلمات تختصر مريم المنصوري مسيرتها التي اعتبرها البعض جرعة أمل وتحفيز لمقاومة الصعوبات.
من جهة أخرى، أثارت مشاركة مريم المنصوري في الغارات الجوّية نقاشاً على شبكات التواصل الاجتماعيّ، حيث قام مؤيّدوها بنشر صورها على موقع تويتر تشجيعاً لها.
وأخيراً، ترى مريم المنصوري أنّها قادرة على رؤية المرأة الإماراتيّة تنجح في مجالات مختلفة لم تعتد عليها من قبل، لأنّها تملك العزم والإرادة لتصل إلى ما تشاء!
إقرئي أيضاً: هيفاء المنصور أوّل مخرجة في المملكة العربيّة السعوديّة
Maria Mahmood: أول فتاة محجبة تشارك في مسابقة ملكة جمال إنكلترا
مريم المنصوري تتسلّم جائزة الأمم المتّحدة لمحاربة القوالب النمطيّة والإرهاب في نيويورك