جيكوب أرابو، مؤسس شركة جيكوب أند كو Jacob & Co، كشف عن ساعة بوغاتي كريستال الياقوت الأخضر Bugatti Green Sapphire Crystal في أسبوع دبي للساعات.
تُعدّ علبة الساعة المصنوعة بالكامل من الكريستال الياقوتي أحد أهم الإنجازات في صناعة الساعات الراقية المعاصرة. ذلك أن قلّة من صانعي الساعات قادرون على إنتاج علبة شفافة تماماً ومصنوعة بالكامل من الكريستال الياقوتي، وعدد أقلّ حتى ممن يرغبون في بذل الجهد والوقت لإنتاج مثل هذه العلبة، وعلامة جيكوب أند كو هي من ضمن تلك القلّة.
إذ أن ساعة بوغاتي تشيرون كريستال الياقوت الأخضر Bugatti Chiron Green Sapphire Crystal هي نتيجة لأشهر عديدة من التحضير بدأت بابتكار أساليب لتكييف التصميم الفريد لعلبة ساعة بوغاتي تشيرون Bugatti Chiron مع الكريستال الياقوتي. بعد صياغة تقنيات التصميم والتصنيع، استغرق الأمر شهوراً من معالجة المواد بشكل معمّق والتلميع اليدوي لإنتاج علبة تكشف عن 578 مكوّناً مصنوعة ومجمّعة يدوياً يتشكّل منها عيار التعبئة اليدوية JCAM37، بما في ذلك المحرّك الآلي الحصري المعلّق داخل العلبة. تطلّب التصنيع وحده سنوات من التطوير، ولا يزال يخضع لتحسينات مستمرّة.
الابتكارات التقنية
الياقوت المستخدم في صنع العلبة هو مادة اصطناعية، تم إنشاؤها داخلياً من مسحوق أكسيد الألومنيوم بعد تسخينه إلى 2,200 درجة مئوية حتى يتبلور بشكل قطع من الياقوت الخام. من الأهمية بمكان ألا تذوب المادة، لكي تشكّل تلبيداً على قاعدة تتصلّب على الفور. تُضاف طبقات من هذه المادة حتى تتشكّل قطع على شكل مخروطيّ، ومن ثمّ يتم تشكيل الياقوت إلى كتل في إجراء حصري بملكيّة مسجّلة.
لإنشاء اللون، يتمّ تعزيز المسحوق باستخدام مزيج من الأتربة النادرة والمعادن الأخرى. لكن للحصول على علبة كاملة باللون الأخضر، تتم إضافة عناصر أخرى، ما يزيد من فرصة فقدان بلورات الياقوت استقرارها الكيميائي من خلال إجراء موازنة، وأحياناً تتكرّر العملية مرّات عدّة حتى تتشكّل الدرجة اللونية المناسبة، ما يزيد من تكاليف التصنيع، وهو أحد الأسباب التي تجعل هذه العملية حصرية تماماً ومسجّلة. بعد ذلك تُنحَت قطع الكتلة الياقوتية المكتملة لتشكّل هيكل الساعة.
التحدي الحقيقي يكون عند بداية تشكيل الكتلة في علبة ساعة تشيرون، والذي يكون تلقائياً في البدء. يصبح هذا الإجراء المعقّد أكثر صعوبة بسبب علبة تشيرون على شكل برميل، وقياس 57.8 ملم في 44.4 ملم. هو ليس سطحاً منفرداً، بل يتكوّن من مزيج من الأسطح الهندسية، بما في ذلك الأشكال الأسطوانية والكروية والمنحنية، وينتهي بشكل حدوة حصان تماثل شبكة بوغاتي.
ثم هناك صلابة الياقوت والتي تبلغ 9 على مقياس موس للصلابة. الواقع أن عدداً محدوداً من المواد يفوقه صلابة، بما في ذلك الماس، الذي تبلغ درجة صلابته 10، ولهذا السبب تُستخدَم أدوات قطع الماس وتلميعه في صناعة العلبة. أهم خطوة في هذه العملية هي التلميع الذي يشكّل نعومة وشفافية الياقوت، ويتمّ بشكل يدوي نظراً إلى دقّة الإجراء وخطواته المتعددة، حيث أن علبة هذه الساعة تحديداً، استغرق تلميعها من 80 إلى 120 ساعة. لا ينتهي الأمر عند هذا الحدّ، إذ ثمّة ظهر العلبة كذلك، الجزء العلوي، التيجان الـ3، شبكة بوغاتي المصبوبة على شكل حدوة حصان وغيرها من القطع التي يتمّ قطعها وصقلها جميعاً بشكل منفصل للحصول على قياسات دقيقة ومستوى موحّد من الشفافية. علماً أن كلّاً من الأشكال له عملية تلميع مختلفة بحيث تختلف الزوايا المستخدمة في تلميع الأجزاء الخارجية والداخلية للعلبة مع الحرص على اتّساق مستوى الجودة، بما في ذلك الشفافية. وبالإضافة إلى ذلك، عندما تصبح العلبة أكثر نعومة، يجب على الحرفي أن يقلل تدريجاً من خشونة أدوات تلميع الماس، وهذه أيضاً عملية إنتاج حصرية ومسجّلة الملكية.
مفهوم الساعة
تُعدّ ساعة بوغاتي تشيرون كريستال الياقوت الأخضر Bugatti Chiron Green Sapphire Crystal إضافة لسلسلة من الساعات التي تجمع بين خلاصة فلسفة كلّ من مصنّع السيارات الرياضية الفائقة والعلامة التجارية للمجوهرات والساعات الفاخرة. نبعت فكرة إنشاء علبة من الياقوت للساعة من الرغبة في توفير رؤية كاملة لجميع مكوّنات عيار التعبئة اليدوية JCAM37المزخرفة والمجمّعة يدوياً والتي يبلغ عددها 578 مكوّناً.
يتضمّن ذلك النسخة الحصرية كاملة الوظائف المماثلة لمحرّك Bugatti W16. حيث يتم تعليق المحرّك داخل علبة الساعة بواسطة 4 أعمدة تشبه ممتصّ الصدمات في سيارة تشيرون.
يتم تفعيل المحرّك عند الطلب من خلال ضخّ 16 مكبساً ودوران شاحنين توربينيّين. تشمل التفاصيل الأخرى في الحركة المميّزة التوربيون الدائري ومدته 60 ثانية على منحدر 30 درجة والذي يمكن رؤيته من خلال نسخة طبق الأصل من شبكة بوغاتي المصنوعة على شكل حدوة حصان.
الإلهام
انطلقت مجموعة بوغاتي تشيرون Bugatti Chiron من فكرة ابتكرها كلّ من بوغاتي وجيكوب أند كو لمحاكاة الإحساس العميق لمحرّك بوغاتي W16 الشهير في ساعة. من هنا فقد تمّ تصميم كلّ شيء في الساعة تكريماً لسيارة بوغاتي تشيرون الرياضية الفائقة.
العلبة الانسيابية الفريدة التي كان من الصعب إعادة إنشائها في كريستال الياقوت، مستوحاة من شكل تشيرون الانسيابي، بينما كتلة المحرّك تهدف إلى تقليد محرّك بوغاتي W16 بحركة عند الطلب مع عرض للمحرّك أثناء العمل. هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها آلية محرّك السيارة وهي تعمل بكامل طاقتها في ساعة، كما تمّ تعليق الحركة بواسطة براغي مصمّمة لتكرار امتصاص الصدمات. حتى مؤشر احتياطي الطاقة عند الساعة 9 مصمّم خصيصاً لتكرار رمز مضخّة الغاز العالمية. كما تمّ تصميم الجزء الخلفي من الساعة ليبدو مثل لوحة عدادات السيارة ذات التاجين والدافع الذي يضبط الساعة ويضبط الوقت وينشّط حركة المحرك.