"أتمنى من كل قلبي، عندما يحين الوقت، أن يُطلق على كاميلا لقب الملكة القرينة فيما تواصل عملها بإخلاص"... إنها كلمات الملكة اليزابيث الراحلة خلال احتفالها بالذكرى الـ70 على تولّيها العرش. الأمنية تحقّقت بعد وفاة الملكة في سبتمبر 2022 وكاميلا باركر، زوجة الملك تشارلز الثالث، أصبحت اليوم The Queen Consort. الملكة كاميلا التي لطالما قارنها الجمهور بـ"أميرة القلوب" ديانا (والسبب واضح!) لم تحصل على اللقب بسهولة كما يبدو الأمر. فالملكة اليزابيث الداعمة لكاميلا، شكلّت يوماً الرادع الأساسي لعلاقتها مع تشارلز. Camilla Parker مرّت بالكثير من المراحل، استخدمت ذكاءها وحنكتها، حصلت على قلب تشارلز ومن ثم لقب الملكة... والحصول على الإثنين كلّفها الكثير من الجهد.
ما نعرفه عن كاميلا باركر... وصولاً إلى لقب الملكة القرينة
كيف التقت كاميلا بالملك تشارلز (الأمير آنذاك)؟
- ولدت كاميلا شاند، وهي كِنية والديها، عام 1947 في مقاطعة ساسكس في بريطانيا. حُضنت بعائلة ثرية ومن الطبقة العليا ولكن ليست ملكية!
- أكملت كاميلا سنواتها الدراسية في سويسرا، من ثم عادت إلى لندن حيث انطلقت الشابة الحيوية، المنفتحة والقويّة نحو الحياة.
- عشقت الخيول وانغمست في هواية ركوب الخيل. عشقها هذا قادها للقاء الملك تشارلز لأوّل مرّة في مباراة بولو للخيول عام 1970 في مقاطعة وندسور.
- بحسب العديد من المصادر، كاميلا باركر هي التي بادرت في محادثة الملك تشارلز والأخير وقع في حبّها من النظرة الأولى وولدت علاقة الصداقة بينهما ومن ثم حبّ.
بين تشارلز وكاميلا علاقة رومانسية أشبه بالأفلام ولكن!
- تتحدّث العديد من المصادر عن تطوّر العلاقة التي نشأت بين الملك تشارلز وكاميلا بعد لقائهما الأوّل عام 1970 وتصفها بالرومانسية، السلمية والتي فيها الكثير من الشغف! الحبيبان تشاركا الكثير من النشاطات سوياً، خاصةً ركوب الخيل، والكثير من اللحظات المرحة.
- لكن هذه العلاقة قابلها معارضة عائلة الأمير الشاب. يُقال أن الملكة اليزابيث رفضت أن تستمر قصّة حبّ تشارلز وكاميلا، باعتبار أن الأخيرة ليست ملائمة لأن تكون زوجة وريث العرش. هي شابة تعيش حياتها بالطول والعرض، قويّة وأسلوبها لا يشبه أسلوب الأميرات والملكات!
- رضخ الأمير لرغبة والدته وابتعد عن كاميلا لينضمّ إلى البحرية الملكية، لكنّه لم يقطع علاقته بها!
- عام 1973، تزوّجت كاميلا من أحد ضبّاط سلاح الفرسان وهو أندرو باركر بولز وأنجبت منه طفلها الأوّل توم.
- وفقاً للعديد من المصادر، زواج كاميلا من ضابط سلاح الفرسان جعلها تدخل خانة الحياة الاجتماعية الأرستقراطية والملكية أكثر وأكثر، وبالتالي بقيت كاميلا قريبة من الملك تشارلز. (فعلاً ذكية)
- ... استمرّت علاقة تشارلز وكاميلا تحت عنوان "الصداقة" ولكن في الواقع لم تكن كذلك. كان من المعروف أن كاميلا كانت حاملة أسرار تشارلز، تستمع إليه في أي وقتٍ كان وتقدّم له النصائح.
- العديد من المصادر في تلك الفترة أكّدت أن العلاقة العاطفية بين الملك تشارلز وكاميلا لم تنقطع يوماً وصورهما هي أكبر دليل.
كاميلا الطرف الثالث في علاقة تشارلز والأميرة ديانا (أو ربما العكس...)
- سنعود إلى الأشهر التي سبقت زفاف الملك تشارلز والأميرة ديانا... قبل زواجهما بفترة قصيرة وبحسب المصادر والكثير من الوثائقيات، ديانا عرفت من مقرّبين حقيقة العلاقة بين كاميلا وتشارلز، على الرغم من أنّ الأخير أكدّ لها سابقاً أنهم مجرّد أصدقاء. كذلك، يُقال أنها اكتشفت سوار قدّمته كاميلا لتشارلز، يحمل حرفَي G وF، وهما دلالة على اللقبَين السريّين للثنائي وهما Gladys وFred.
- عام 1981 تزوّج تشارلز من الأميرة ديانا بحفل زفاف أسطوري. المفارقة أن كاميلا حضرت حفل الزفاف، لماذا؟ هنالك سبَبين متداولَين، الأوّل هو أن زوج كاميلا وكونه ضابط في سلاح الفرسان كان من المدعوّين إلى العرس! السبب الثاني هو علاقة الصداقة التي جمعت العريس وكاميلا وبالتالي دعاها إلى الزفاف. تخيّلي أن كاميلا حضرت زفاف حبيبها وصورها في الزفاف توثّق هذه اللحظة التاريخية!
- هدف كاميلا واضح، الحصول على قلب تشارلز وربما السعي وراء لقب الملكة... ولذلك لم تبتعد يوماً عن حبيبها. بتصريح من الأميرة ديانا، كان هنالك 3 أشخاص في العلاقة: تشارلز- كاميلا – ديانا!
- كاميلا لم تكتفِ، فقد تقرّبت من الأميرة ديانا أيضاً. العديد من المصادر تؤكّد أنهما خرجا سوياً عدّة مرّات وكانا يتبادلان الكثير من الأحاديث. لكن التاريخ لن ينسى لحظة مواجهة ديانا لكاميلا في إحدى حفلات، حين قالت لها أنّها على علم بكل ما يُجرى بينها وبين زوجها.
- ازدادت الخلافات بين ديانا وتشارلز، وصولاً لليوم الذي اعترف فيه أنّه على علاقة مع كاميلا. بعدها، وقع الطلاق... بين كاميلا وزوجها عام 1995 وتشارلز والأميرة ديانا عام 1996!
الآن بدأ عصر الملكة كاميلا باركر...
- عام 1997 توفيت الملكة ديانا في حادث مأساوي واختفت كاميلا عن الأنظار وسط الإنتقادات التي تلّقتها من محبّي أميرة القلوب... حتى عام 1999. في تلك السنة، أطلق موقع The Clarence House المخصص لنشر أخبار الثنائي تشارلز وكاميلا وبالتالي العمل على تقديم كاميلا بصورة رسمية كفرد من العائلة الملكية.
- لحظة تاريخية في مسيرة علاقة تشارلز وكاميلا: أوّل صور رسمية لهما كثنائي عام 1999 في حفل معيد ميلاد شقيقة كاميلا.
- حصلت كاميلا على قلب تشارلز رسمياً وتزوّج الثنائي الشهير عام 2005.
- بعدما أصبحت زوجة وريث العرش، بدأ عمل كاميلا الجدّي. تقرّبت من أولاد زوجها وأحبّوها، فازت بثقة الملكة ودعمها وعلت جاهداً على الكثير من القضايا الإنسانية لكسب تعاطف الجمهور. رفعت الصوت حول مرض ترقّق العظام، الذي أصيبت به كل من والدتها وجدتها، عملت في قضايا العنف ضد المرأة، الاغتصاب، والعنف الجنسي ومحو الأميّة.
- الأهم من كل ذلك، كاميلا استطاعت أن تغيّر تشارلز وأن ترسم البسمة العريضة على وجهه وهذا لاحظه العالم بعد زواجهما.
- كل ذلك، جعلها تكسب ثقة الملكة ومحبّتها، ونكرّر أن الملكة هي التي منعت نشوء العلاقة بين ابنها وكاميلا في السابق!
- كاميلا العاشقة الذكيّة قطعت كل هذا الطريق وصولاً إلى اليوم الذي حصلت فيه على لقب Queen Consort أو الملكة القرينة. طريق شاق صحيح... لكنّه يستحقّ كل هذا العناء... فهل هي عاشقة مضحيّة وذكية أو دخيلة لكسب القلب واللقب؟!