اللؤلؤ: ​من مجوهرات للملكات إلى اكسسوار للجميع

لا يمكن التكلّم عن صيحة من الماضي، قطعة ذات صلة بالملوك والملكات، عالمي الموضة والجمال، صيحة لا يحدّها الزمن، دون التكلّم عن اللّؤلؤ. هذا الحجر الكلاسيكيّ الثمين، تمكّن أن يدخل عالمنا بمختلف أشكاله وألوانه، ليصمد ويتماشى مع كافّة الصيحات. فماذا عن التاريخ الذي يختبئ وراءه؟

عصبة الراس، من أكاليل ورقية إلى اكسسوار شعر

تعتبر اللآلىء من أقدم وأثمن الأحجار الكريمة، وقد ارتبطت بتقاليد وأساطير شعوب عديدة، بدءاً من الصينيّين إلى المصريّين والرومانيّين، وتزيّن بها الملوك والملكات على مرّ العصور. أصدر يوليوس قيصر خلال فترة حكمه في روما القديمة قانوناً، يسمح للطبقات الحاكمة فقط بارتداء اللّؤلؤ، كما أنّه كان من أكثر الهدايا التي تقدّم للملوك الصينيّين. تمّ اكتشاف أقدم لؤلؤة في تابوت أميرة فارسيّة، تعود لعام 420 ق.م، ويتمّ عرضها حاليّاً في متحف اللوفر. أمّا الأساطير المتعلقّة بهذا الحجر فكثيرة، الصينيّون ربطوا بين اللّؤلؤ ونقاء من يرتديه. أمّا في العصور المظلمة، فقد كان الفرسان يرتدون اللّؤلؤ خلال المعارك، لاعتقادهم أنّه يحميهم. يقال إنّ كليوباترا سحقت لؤلؤة وقدّمتها في مشروب لمارك أنتوني، تكريماً له.
انتشرت تجارة اللّؤلؤ في أميركا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وأطلق على تلك الحقبة اسم "عصر اللّؤلؤ". في تلك الفترة أيضاً، زاد الطلب في أوروبا حيث ارتدت السيّدات النبيلات والملكات المجوهرات المصنوعة منه. في القرن السابع عشر، كانت اللآلئ رائجة بين الرجال والنساء. بحلول القرن التاسع عشر، كان الطلب على مجوهرات اللّؤلؤ مرتفعاً، لدرجة
انخفضت نسبة المحار بشكل خطير. مع بداية القرن العشرين، كان الغوص الطريقة الوحيدة لجمع اللآلئ، ما اعتبر أمراً خطيراً، وكانت فرص نجاحها محدودة. في العام 1893، اكتشف ابن صانع المعكرونة اليابانيّ Kokichi Mikimoto، كيفيّة صنع اللّؤلؤ، ما سهّل عمليّة الاستحواذ على هذا الحجر. أدى بروز اللّؤلؤ المستنبت أو المزروع في أوائل القرن العشرين، إلى قلب هذا العالم رأساً على عقب، وأصبح متاحاً لكلّ الفئات الاجتماعيّة بسبب قيمته المنخفضة نسبة للطبيعيّ.

استمر اللّؤلؤ في تمثيله للمكانة الاجتماعيّة، لتظهر Coco Chanel في إحدى صورها الأيقونية خلال العام 1936 تعتمد قلادات من اللّؤلؤ، ما أظهر ما تمثّله هي وعلامتها التجاريّة: الرفاهية. تلتها Audrey Hepburn في فيلم Breakfast at Tiffany’s خلال العام 1961. قام Alber Elbaz عند ترأسّه دار Lanvin لمدّة 14 عاماً، بتخيّل الحجر وتعديل معانيه خلال مجموعة خريف وشتاء 2013، باستخدام اللآلئ المقلّدة وبطريقة Cool بعيدة عن الكلاسيكيّة. منذ ذلك الحين، بدأ المصمّمون باعتماد اللآلئ كأكسسوارات متاحة للجميع، في عقود وأساور وأقراط، كما زيّنوا بها الأزياء والأحذية والحقائب بأساليب بعيدة عن المعتاد، تتماشى مع العصر.

مهما غابت أو برزت صيحات، يبقى اللؤلؤ سيّدها، إذ لا يغيب عن ساحة الموضة بتاتاً! فقد نجح في اختبار الزمن وأطلّ علينا بمختلف الطرق، سواء في الأزياء والأكسسوارات أو حتى ضمن صيحات الجمال. لا تخفي من تنسيقه، إذْ يمنح إطلالاتكِ الكلاسيكيّة لمسة من الأناقة الدائمة، أمّا إذا نسّقتِه مع إطلالة جريئة فسيمنحكِ لمسة Cool. إنْ أردتِ اعتماد اللّؤلؤ بطرق بعيدة عن المعتاد وجديدة من نوعها، يمكنكِ تطبيقه في مكياجكِ أو حتى على أظافركِ.

1- تقليد أسريّ وللاحتفال باللّحظات الكبيرة: بدأ هذا الحبّ لدى الملكة Elizabeth II منذ طفولتها. يُعتقد أنّ السبب يتعلّق بتأثير عائلتها، كونه تقليداً عائليّاً بدأته الملكة فيكتوريا.

2- قطعة أساسيّة للخطابات الرسميّة: صنعت قلادة خصّيصاً للملكة بعد فترة وجيزة من استلامها العرش، تعتمدها كلّما أرادت إلقاء خطاب نادر للأمّة.

3- هو الحجر المفضّل لديها.

يتكون اللّؤلؤ المزروع أو الصناعيّ Cultured بطريقة مشابهة للّؤلؤ الطبيعيّ. الاختلاف الوحيد هو التدخّل البشريّ، إذْ يتمّ إدخال جسم صغير من عرق اللؤلؤ داخل صدفة المحار، ويترك مدّة زمنيّة كافية لتتشكّل عليه طبقات من الأنسجة المفرزة وليتحوّل إلى لؤلؤ صناعي.
أما Imitation Pearl أو اللؤلؤ المقلّد فهو يتمّ في عملية صناعيّة حيث تغطّى حبيبات زجاجيّة بمادّة تعرف بروح اللؤلؤ تستخلص من حراشف الأسماك وتكون ذات لون أصفر شاحب.

معلومة: كان الخليج العربي، تحديداً قرب دولة البحرين، حتى الأربعينيات من القرن العشرين المكان الرئيسي الذي يعثر فيه على محار اللؤلؤ.

Kate Middleton

Anitta

Cardi B

Lupita Nyong'o

Scarlett Johanson