"لا شيء مستحيل"، عبارة كرَّرَتها أكثر من مرّة خلال حوارنا معها، مؤكّدةً أنّ الإيمان بالعمل الجماعيّ هو محرّكها الأساسيّ. تستمدّ الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود طاقتها القياديّة القويّة من المحيطين بها، مُدركةً أهميّة تمكين الآخر وفتح آفاق أمامه للتقدّم والإبداع. تمكَّنت خلال مسيرتها من أن تلعب دوراً أساسيّاً في تطوّر مشهد الموضة والثقافة السعوديّ، ويعزّز اليوم هذا الدور منصبها الجديد كرئيسة تنفيذيّة لعلامة JAY3LLE للأزياء الرياضيّة.
مقابلة مع الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود
تهانينا على منصبكِ الجديد! لطالما تميّزتِ بقيادة قويّة، حضور بارز وطاقة Main Character، كيف ستعمل هذه المرحلة على تعزيز هذا الحضور وفتح آفاق جديدة أمامكِ؟
أولاً، أشكركم على التهنئة. بصراحة، لا أرى نفسي بشكلٍ فرديٍّ، بل أؤمن أنّ أيّ نجاح هو نتاج جهد جماعيّ. الحمد للّه، كنت محظوظة بالعمل مع فِرَق متميّزة في الماضي، وآمل أن أحقّق النجاح نفسه مع الفريق الحاليّ والمستقبليّ. ما يميّز هذه المرحلة هو جمعها بين خبرات عالميّة في مجالات الإبداع والتصميم وكفاءات سعوديّة شغوفة تسعى للتطوّر في هذا القطاع. هدفي هو خلق بيئة عمل تتبادل فيها الأطراف الخبرات والمعرفة، ممّا يمكّن الجيل الجديد من المصمّمين والمهنيّين في السعوديّة من اكتساب خبرات عالميّة مباشرة، وإبراز هويّتهم وإبداعهم مستقبلاً. بالنسبة لي، تكمن القوّة الحقيقيّة في بناء فريق مُتكامل، يعتمد على أُسس قويّة ومعرفة عميقة، تسمح لهم بفتح آفاق جديدة وترك بصمة واضحة في المستقبل.
كلّ رئيس تنفيذيّ يترك بصمته المميّزة. ما هي البصمة الفريدة التي تأملين أن تتركيها في JAY3LLE؟
أسعى لأن تتمثّل بصمتي في إنشاء علامة تجاريّة لا تقتصر على تقديم منتجات فاخرة، بل تبنّي أسلوب حياة شامل يجمع بين الإبداع، الرياضة والرفاهية. أريد أن يُنظر إلى JAY3LLE كحلقة وصل بين الروح الأصيلة للسعوديّة والطموح العالميّ، وتصبح نموذجاً لعلامة سعوديّة قادرة على التنافس في أرقى الأسواق الدوليّة. أتمنّى أن يستمرّ تأثيرها لسنوات عديدة، ليس فقط بصفتها علامة تجاريّة، بل حركة تُلهم وتفتح آفاقاً جديدة لجيلٍ كاملٍ من المُبدعين.
متجذّرة في التقاليد ومدفوعة بالابتكار، ما هو المبدأ الأساسيّ الذي لا يزال يشكّل أسلوبكِ في القيادة واتّخاذ القرارات؟
المبدأ الأساسيّ الذي أعتنقه في القيادة هو الالتزام بالقيم الجوهريّة مع الانفتاح على التغيير. بينما تمنحني التقاليد استقراراً وجذوراً قويّة، يتيح لي الابتكار استكشاف آفاقٍ جديدةٍ في التفكير واتّخاذ القرارات. أرى أنّ القائد الفعليّ لا يكتفي بفرض آرائه، بل يستمع إلى فريقه ويشركه في القرار. يجب أن يحقّق توازناً بين الأصالة والتجديد وهذا التوازن هو ما يحدّد أسلوبي في كلّ خطوةٍ أتّخذها.
غالباً ما يستوجب التطوّر والنموّ كسر بعض القواعد. ما هي القاعدة التي شكّل كسرها أكبر تحدّ، لكنّها كانت خطوة ضروريّة للمضي قدماً؟
أعتقد أنّ أصعب قاعدة تجاوزتها هي فكرة أنّ النجاح لا بد من أن يتبع النمط التقليديّ. في JAY3LLE، قرّرنا إعادة تشكيل استراتيجيّتنا من الرياض، واضعين نصب أعيننا رؤية تقدميّة وطموح عالميّ فريد. لم يكن هذا الأمر سهلاً، إذ إنّ كسر القواعد يتطلّب مواجهة التحدّيات والشكوك. لكن، كان من الضروريّ أن نُثبت أنّ الإبداع والابتكار يفتحان آفاقاً جديدة، وأنّ العمل الجماعيّ قادر على تحويل "المستحيل" إلى "مُمكن". هذه الخطوة منحتنا القدرة على التفكير بشكل أوسع وأعمق، ورسم مسار مميّز للعلامة التجاريّة.
عندما يصفكِ الناس بأنّك "امرأة ملهمة"، كيف تتفاعلين مع هذا الوصف؟
أشعر دائماً بالامتنان عندما أسمع هذا الوصف، لكنّني أعتبره أكثر من مجرّد لقب شخصيّ، فهو يمثّل مسؤوليّة كبيرة. لا يقتصر الإلهام الحقيقيّ على الكلمات، بل يتجسّد في الأفعال، وفي منح الآخرين الفرص ليُبدعوا ويكتشفوا إمكانيّاتهم. أعتقد أنّ مهمّتي كقائدة هي تمكين الفريق ليكون كلّ فرد منه مصدر إلهام في مجاله. لذلك، أتعامل مع هذا الوصف بتواضع، وأعتبره دافعاً للاستمرار في إثبات أنّ الإلهام ينبع من التعاون الجماعيّ والروح المشتركة، وأن لا شيء مستحيل.
هل لديكِ روتين أو عادات معيّنة تساعدكِ على استعادة التوازن وتجديد الطاقة في الأوقات المليئة بالتحدّيات والضغوطات؟
نعم، أحرص دائماً على تخصيص لحظات بسيطة لاستعادة توازني وسط مشاغل العمل، سواء كنت وحدي أو برفقة آخرين. هذه اللحظات الصغيرة تعيد لي تركيزي، وتمنحني الطاقة اللازمة للاستمرار. فالتوازن لا يعني انعدام التحدّيات، بل القدرة على مواجهتها بإيجابيّة. لذا، أرى هذه العادات ضروريّة للحفاظ على وضوح رؤيتي، وتمكيني من العودة إلى الفريق بحيويّة أكبر وتركيز أعلى على الإبداع.
بعد 10 سنوات، ما الذي تتمنّين أن تشكري نفسكِ عليه؟
آمل أن أشكر نفسي لإصرارها على تحقيق حلمي الكبير، وعلى مواجهتها للتحدّيات بعزيمة وإيمان. أريد أن أقول لنفسي "أحسنتِ لأنّكِ بنيتِ شيئاً يستحق البقاء، وأحسنتِ لأنّكِ منحتِ الآخرين الفرص للتقدّم والإبداع واكتشاف أصواتهم الخاصّة". أتمنى ألاّ ترتبط لحظة الامتنان بما حققته شخصيّاً فقط، بل بالأثر الذي تركته على الفريق وفي المجتمع أيضاً، ولأنّنا أثبتنا معاً أن لا شيء مستحيل عندما تكون هناك رؤية واضحة وعمل جماعيّ.