close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

مقابلة خاصّة مع ابراهيم معلوف: موسيقى، ذكريات والكثير من الحبّ لبيروت!

مقابلة خاصّة مع ابراهيم معلوف: موسيقى، ذكريات والكثير من الحبّ لبيروت!
play icon

من بيروت، إلى باريس والعالم... موهبته لا تعرف حدود، موسيقاه تجوب العالم من دون جواز سفر وأعماله تكتسب الإعجاب بجهدٍ فرديّ بحتٍ. يعود الفنان ابراهيم معلوف إلى بيروت مرّة جديدة في عرض موسيقيّ يحتفل فيه مع اللبنانيّين بحبّهم للحياة، وذلك بمناسبة مئويّة صحيفة L’Orient Le Jour، في ميدان سباق الخيل.ا

مقابلة مع الفنان ابراهيم معلوف

1- متحمّسون جداً لمشاهدتكَ في حفل مئويّة L’Orient Le Jour في Beirut Hippodrome. الصحيفة بذاتها والمكان يُعتبران رمزين أساسيّين في مشهد بيروت الثقافيّ والحضاريّ. ما الرسالة التي تريد إيصالها من خلال هذا التعاون؟

أنا أيضاً متحمّسٌ جدّاً للتعاون مع L’Orient Le Jour (صحيفة أقرؤها منذ زمن طويل)، للعزف في ميدان سباق الخيل في بيروت (موقع لم أعزف فيه من قبل) وللاحتفال بالفرانكفونيّة والصحافة في لبنان. هذه الخطوة هي فرصة لكي أُظهر أنّ الفنّ والصحافة يجب أن يسيرا جنباً إلى جنب، وهذا ليس الحال في كلّ الأوقات.

2- إذا أردتَ الاستلهام من بيروت لتأليف قطعةٍ موسيقيّةٍ، ما هي صفات بيروت التي ستستلهمُ منها؟

قد ألهمتني بيروت في السابق، وقمتُ بتأليف قطعةٍ موسيقيّةٍ منذ 30 عاماً تقريباً، تحت عنوان Beyrouth. ما زال هذا العمل يُشبه بيروت اليوم، وهذا يعني أنّه مهما حدث، العاصمة اللبنانيّة تولد دائماً من جديد. مصدر الإلهام بالنسبة لي هو الصمود، كلمة لم يَعُدْ أحدٌ يرغب بسماعها، لكنّها لا تزال موجودة... إنّها فعلاً موجودة! قد يجثو لبنان على ركبتيه، لكنّه لا يسقط أبداً وينهض دائماً. إنّه مثال للقوّة وحبّ الحياة.

مقابلة خاصّة مع ابراهيم معلوف: موسيقى، ذكريات والكثير من الحبّ لبيروت!
play icon

3- لاحتساء فنجان قهوة، للقاء مع الأصدقاء... ما هو مكانكَ المفضّل في بيروت؟

أعشق التنزّه في شارع مار مخايل، على شاطئ البحر وعلى الكورنيش. كذلك، كلّما أتيتُ إلى لبنان، أمضي معظم وقتي في قريتي الجبليّة.

4- واكبَت L’Orient Le Jour أجيالاً عاشت في الاغتراب، وأنتَ شخصيّاً اختبرته منذ الطفولة. ما أكثر ما يؤلمكَ في هذه التجربة؟

الاستقرار في باريس كان خيار والديّ، لكنّني محظوظٌ بما فيه الكفاية للقدرة على التنقّل بشكلٍ متكرّر بين بيروت وباريس. المسافة تبعدُ 4 ساعات فقط، ويمكنني أن أزور لبنان متى أشاء. لم أختبر فعلاً تجربة الإغتراب التي اختبرها والديّ وعانيا منها. اليوم، أعيش الإغتراب وكأنّه ندبة في حياة والديّ، وهذا الأمر ليس من السهل التعايش معه، إنّه مؤلم للغاية. لكنّ الأمر يشكّل أيضاً فرصة لحمل هويّتين والعيش في بلدين.

5- ما هي أولى ذكرياتكَ مع L’Orient Le Jour؟

أذكر مقالاً نُشر بعد حفلة موسيقيّة أقمناها في إطار مهرجان البستان في Assembly Hall في الجامعة الأميركيّة. كان هذا المقال رائعاً ومشجّعاً جداً، وهو الوحيد الذي استطعتُ قراءته، لأنّ باقي المقالات كانت مكتوبة باللّغة العربيّة. كان عمري حينها 12 عاماً (بعد انتهاء الحرب مباشرة) وكنتُ فخوراً جداً.

6- إذا طُلب منكَ كتابة مقال في Le Jour L’Orient في عيدها الـ100، عمّا ستكتب؟

أتيتُ من عائلة تضمّ العديد من الصحافيين، والصحافة تثير اهتمامي فعلاً. سأكتب تقريراً شاملاً عن "أفضل 100 فنّان لبنانيّ واعد". سأغطّي في هذا المقال مختلف المجالات مثل الرسم، الأدب، الرقص، السيرك، الموسيقى، السينما، الإخراج والتمثيل. ربما أكتب أيضاً مقالاً آخر أشارك فيه رأيي حول ضرورة عودة الأخلاق والمعايير المهنيّة إلى الصحافة.

مقابلة خاصّة مع ابراهيم معلوف: موسيقى، ذكريات والكثير من الحبّ لبيروت!
play icon

7- ماذا تأخذ معكَ من بيروت في كلّ مرة تغادر فيها لبنان؟

حبّ الحياة، الاستمتاع دائماً وعدم الشعور بالملل! لم أجد ذلك في أيّ مكان آخر. يمتاز اللبنانيّون حقاً برغبة الحياة وبمتعة العيش. أنا أعيش في باريس منذ فترة طويلة جداً، وأستطيع أن أؤكّد أنّ هذه الأمور ليست موجودة أبداً هناك. يملك الناس كلّ ما يحتاجونه ليكونوا سعداء، لكنّهم لا يبذلون أيّ جهد ليحقّقوا ذلك، وهذا أمرٌ محبطٌ للغاية. أحملُ معي هذه الروح السعيدة التي تحبّ الحياة وأتشاركها مع أصدقائي، عائلتي والجميع.

8- أن تكون محاطاً ببيئة عائليّة فنيّة امتياز أم تحدّي؟

إنّه امتيازٌ طبعاً، لأنّه يُتيح فرصة تعلّم الموسيقى والفنون منذ الصغر، ويساهم في تطوير فهمك العميق لهذا المجال. يجعل رؤية العالم مختلفة، وتصبح اللغة الموسيقيّة أولويّة في الحياة، وهذا تماماً ما يحدث مع أولادي. وجود الموسيقى في حياتهم يجعلهم يعيشون حياة رائعة من خلال الإيقاعات والألحان. من جهة أخرى، يمكن لهذه الميزة أن تشكّل تحدّياً بسبب ضغط التوقّعات، فقد ينتظر منك الجميع أن تكون بنفس مستوى نجاح الوالدين أو حتى أفضل منهما. يدفعك هذا الضغط للتفوّق والتميّز ويُعتبر حافزاً قويّاً للتطوّر والتحسّن المستمرّ.

مقابلة خاصّة مع ابراهيم معلوف: موسيقى، ذكريات والكثير من الحبّ لبيروت!
play icon

9- سمّي 3 مبادئ في إرثكِ الثقافيّ تحرص على نقلها إلى أولادكَ.

الأخلاق: من المهمّ جداً التعامل الأخلاقيّ مع الجميع، أيّ القدرة على الارتقاء إلى مستوى توقّعاتهم وأن تكون صالحاً.

المرونة: أي تعلّم كيفيّة التكيّف مع ما هو غير متوقّع في الحياة، من المهمّ التمتّع بالمرونة التي تسمح لنا بالمضي قدماً بسرعة أكبر، والقيام بأمور أكثر جمالاً ونجاحاً.

الحبّ والتعاطف مع الآخرين: صفتان تشكّلان الحلّ لكلّ المشاكل.

10- ما أكبر تحدّي صادفته في مسيرتكَ؟

أنا فنّان مستقلّ تماماً، أنشأتُ علامتي الخاصّة وبنيتُ نفسي بنفسي من دون مساعدة أيّة شركات إنتاج، وكان ذلك بمثابة تحدّي كبير بالنسبة لي. صنعتُ 20 ألبوم، ولم يتمّ إدراج أيّ واحد منها في قائمة التشغيل على محطات الراديو. لذا، التحدّي الذي أفتخر به هو النجاح في اكتساب، عبر السنوات، إعجاب ثابت وأصيل من جمهور وفيّ ومخلص، من دون مساعدة الشركات الكبرى.

مقابلة خاصّة مع ابراهيم معلوف: موسيقى، ذكريات والكثير من الحبّ لبيروت!
play icon

11- ترشّحتَ مرتين لجائزة غرامي الموسيقيّة، حزتَ على جائزة سيزار السينمائيّة، نلتَ 4 جوائز فيكتوار الموسيقيّة وجائزة Prix Lumières ... ماذا تريد بعد؟

كلّ هذا حدث بشكلٍ عفويّ وطبيعيّ وأنا فخور جداً. لا أعتبر هذه الجوائز إنجازات أو أهداف، بل بمثابة تهنئة على أعمالي. إنجازاتي تُترجم في مسيرتي الفنيّة ومشاريعي. في الوقت الحالي، أعمل على حوالى 10 مشاريع. سيتمّ إطلاق موسيقى للكاتب والمخرج الفرنسيّ Claude Lelouch. أعمل أيضاً على كوميديا موسيقيّة كما سنكرّم أنا وزوجتي، هبة طوجي، الأغنية الفرنسيّة في حفل في ليون في أكتوبر.