وداعاً سيمون مندلق... بعد أكثر من 50 عام من الإحتراف، الإبداع والخبرة، ودّع مصفّف الشعر اللبناني اليوم أهله، أحبّائه وكل نجمة وسيّدة زيّن بأنامله السحريّة إطلالاتها! سيمون مندلق لم يكن مجرّد مصفف شعر، بل استطاع بإبداعاته أن يكون رمزاً للفن والجمال، وقائدًا في عالم الإبداع. أُعلن خبر وفاة سيمون يوم 16 أغسطس 2024 وشكّل الخبر صدمة للكثيرين.
من فريق جمالكِ: ذكراكَ نجم يُضيء سماء الجمال بإبداعاتِ لامحدودة.
من شاب بعمر الـ16 سنة يبحث عن عمل ليؤمّن مصروفه، إلى أشهر مصففي الشعر في العالم العربي... قصّة نجاح سيمون مندلق، درس لكل واحد منّا! لم تكن مسيرة سيمون بالسهولة التي يعتقدها الكثيرون، ولم تُقدّم له هذه المصلحة "على طبق من فضّة"، بنى اسماً له بتعبِ وجهد. دخل الصالون شاب يبحث عن مصدر لمدخوله وخرج منه بانياً امبراطوريّة تحمل خبرة 50 عام في مجال تصفيف الشعر.
سيمون شاب لبناني من منطقة المجيدل، تربّى في عائلة تتكوّن من 5 أبناء. ككل شاب في عمر المراهقة، كان سيمون يرغب بالعمل لتأمين مصروف له، ويا من صدفة غريبة حصلت معه، جعلته من أشهر مصففي الشعر في العالم العربي والأكثر ثقة بين السيّدات!
وفقاً لما رواه في إحدى مقابلاته، كان في تلك الفترة مُعجباً بفتاة ويرغب بالتعرّف إليها. في إحدى الأيام، قام بالسير خلفها، ليجد نفسه في صالون لتصفيف الشعر النسائي! بكل شجاعة، اقترب من مصفف الشعر وطلب منه فرصة للعمل، رغم عدم امتلاكه أي خلفيّة سابقة في هذا المجال. لعلّ ما يميز قصّته هي تلك اللحظة الحاسمة التي شكلت بداية مسيرته المهنيّة!
ثابر سيمون، وعمل بجد وتفانٍ لتعلّم هذه المصلحة، لم يتذمّر يوماً من عمله، لأنه كان بنظره شغف قبل أن يكون مهنة! بنى امبراطوريّة له، علّم الكثيرين، حتى ابنه جورج وابنته ميا، تعلّما المصلحة على يد والدهما، ولم يخلو الأمر من بعض الملاحظات القاسية من سيمون، التي جعلتهما اليوم على خطى والدهما.
السيدة التي يهتم بتسريحتها سيمون مندلق، تشعر أنها ملكة. الثقة التي يتمتّع بها، ينقلها لها عبر تسريحات تحاكي أنوثتها وتجعلها تشعّ ثقة وقوّة. كان يهتمّ بالتسريحة وكأنها قطعة فنيّة، ويقدّم كل ما يحتويه قلبه من شغف وحبّ لعالم تصفيف الشعر. هذا ما ميّز سيمون اليوم عن منافسيه، وهذا ما جعله رقم صعب، اسماً مرموقاً وحبيب قلب كل سيّدة صفّف لها شعرها!
تعاون سيمون مع عدد هائل من النجمات، الشخصيات الملكيّة والوجوه المعروفة. لم يأتي ذلك عن عبث، أو فقط لأن سيمون لديه خبرة أو يتّبع آخر صيحات الجمال. بل لأنه يحاكي جمال السيّدة بتسريحاته ويظهرها بأبهى حلّتها، بغض النظر عن الصيحات الرائجة. السيدة التي كانت تجلس على كرسيّ سيمون، كانت على ثقة عمياء أن هذا الرجل قادر على ابتكار موديل يليق بها، بها وحدها، يعمل بحسب ما يراه مناسباً لها ويليق بنوعيّة شعرها، شكل وجهها وشخصيّتها. هذا ما جعل ذلك المُبدع ينال ثقة السيّدات، النجمات، وكل امرأة جلست على كرسيّه.