ما يُؤمن به مركز "سرد" الثقافي في الرياض، أنّ الفنّ هو لغة عالميّة تتجاوز الحدود وتلامس القلوب، ويسعى إلى توفير بيئة إبداعيّة داعمة لكلّ الشباب السعوديين الذين يرغبون في تطوير مهاراتهم الفنيّة. كما يهدف إلى أن يكون الوجهة الأولى لكلّ الموهوبين، لبناء مجتمع فنيّ مبتكر، ممّا يعزّز دور المملكة العربيّة السعوديّة كوجهة فنيّة وثقافيّة متنامية.
رحلة مركز "سرد" الثقافي
بدأ مركز "سرد" الثقافي كفكرةٍ بسيطةٍ عام 2016، تحت مظلّة مشروع "أرباب الحِرف للفنون" في مدينة جدّة، بهدف توفير مساحة تجمع الشباب السعوديّين المهتمّين بالفنون والهوايات. مع مرور الوقت، تمّ افتتاح المركز في الرياض، وتطوّرت رؤيته ليصبح أكثر شمولاً، حيث لم تعد أنشطته مقتصرة على ورش العمل الصغيرة والتجمّعات، بل توسّعت لتشمل فعاليّات فنيّة وثقافيّة كبرى، بالإضافة إلى استضافة معارض فنيّة ودورات تدريبيّة ومنتديات ثقافيّة. هذا التطوّر جعل منه ركيزة مهمّة لدعم الحراك الثقافيّ والفنيّ في المملكة، ممّا ساهم في جذب المزيد من المواهب الشابّة.
من أبرز التحديّات التي واجهها المركز في بداية مسيرته، جَذْبُ المواهب الشابّة وإقناعها بالالتزام بمسار فنيّ طويل المدى، في ظلّ غياب بنيّة تحتيّة فنيّة وقلّة الموارد المتاحة لتدريب المواهب وتطوير قدراتها. لذلك، تبنّى مركز "سرد" الثقافي استراتيجيّات متنوّعة لتأمين بيئة دعم شاملة، من خلال توفير المعدّات والتقنيّات الحديثة وتقديم الإستشارات من خبراء محليّين ودوليّين. كما عمل على إقامة شراكات مع مؤسّسات تعليميّة وفنيّة، ممّا سهل استقطاب الدعم والتمويل وتقديم الفرص التدريبيّة المتقدّمة.
لا يقتصر دور المركز على تقديم تدريبات فنيّة وورش عمل فحسب، بل يركّز أيضاً على دعم الأفراد نفسيّاً ومهنيّاً، من خلال الإرشاد والتوجيه في مساراتهم الفنيّة.
مقابلة مع عبدالله الحضيف مؤسّس مركز "سرد" الثقافي ورئيس شركة "أرباب الحِرف للفنون"
1- كيف يرى مركز "سرد" الثقافي دور الشباب في تشكيل مستقبل الفنون والثقافة في السعوديّة، وما هي الإستراتيجيّات المتّبعة لتأهيلهم وإعدادهم لهذا الدور؟
يُؤمن المركز بأنّ الشباب هم المحرّك الأساسيّ لمستقبل الفنون والثقافة في السعوديّة. لذلك يعمل على تمكينهم من خلال تزويدهم بالأدوات اللازمة، سواء على الصعيد المهنيّ أو الأكاديميّ. تتضمّن استراتيجيّات المركز لتنمية الشباب برامج تعليميّة وتدريبيّة مصمّمة خصيصاً لتلبية احتياجات المواهب الشابّة. كما يشجّع على الابتكار في مجال الفنون، ممّا يسهم في تطوير شخصيّات إبداعيّة قادرة على تخطّي الحدود التقليديّة للفن والثقافة.
2- كيف يتعامل المركز مع التغيّرات السريعة في عالم الفنّ والثقافة، خصوصاً مع التأثيرات التكنولوجيّة الحديثة؟
يتبنّى مركز "سرد" الثقافي سياسة مواكبة هذه التغيّرات من خلال إدخال التكنولوجيا الحديثة في جميع برامجه. يسعى إلى تعزيز استخدام الأدوات الرقميّة والفنون التفاعليّة مثل الواقع الافتراضيّ والذكاء الإصطناعيّ في الأعمال الفنيّة، ممّا يوفّر فرصاً جديدة للشباب للاستفادة من هذه التقنيّات وتطوير أعمالهم بشكلٍ مبتكرٍ.
3- كيف يساهم المركز في تعزيز الحركة الفنيّة والثقافيّة في السعوديّة لتحقيق تطلّعات رؤية 2030؟
تركّز رؤية 2030 على تطوير قطاع الفنون والترفيه كجزء من التحوّل الوطنيّ، ومركز "سرد" الثقافي يلعب دوراً محوريّاً في هذا التغيير. من خلال دعم الفنّانين الناشئين والمواهب الشابّة وتقديم برامج تعليميّة وتدريبيّة متقدّمة، يساعد المركز على خلق مجتمع فنيّ متنوّع ومستدام يعكس تطلّعات المملكة في التحوّل إلى مركز ثقافيّ وفنيّ عالميّ. كما يسعى إلى تعزيز الفنون المحليّة مع فتح الآفاق للتعاون الدوليّ، الأمر الذي يحقّق أهداف المملكة في أن تصبح وجهة ثقافيّة رائدة على مستوى العالم. يُعتبر مركز سرد الثقافي حجر الزاوية في مستقبل الفنون والثقافة في السعوديّة.