تطهير البشرة: مستحضراتكِ الجديدة تريد أن تساعدكِ

أحياناً، قد تغيّرين روتين جمالكِ وتطبّقين مستحضرات جديدة خاصة بالعناية بالبشرة، فتلاحظين أن بشرتكِ أصبحت أسوأ ممّا هي عليه، ليخطر على بالكِ أوّل استنتاج: هذه الكريمات غير ملائمة لنوع بشرتي! لكن ما لا تعرفينه هو أن في بعض الأحيان، تعمل مستحضرات العناية بالبشرة الجديدة على تطهير وتنظيف بشرتكِ، لذلك تظهر الحبوب والرؤوس السوداء لتختفي بعد أسابيع عدّة لا أكثر. إليكِ في ما يلي بالتفاصيل، كلّ ما عليكِ معرفته عن عملية تطهير البشرة أي ما تعرف بـSkin Purging، جرّاء استخدام الكريمات الجديدة، ومتى تعرفين أن هذا المستحضر ملائم أو غير مناسب لبشرتكِ.

ببساطة، إن عملية تطهير الجلد تأتي بعد استعمال روتين جمالي جديد. بمعنى آخر، تدهور حالة بشرتكِ لفترة محدودة بسبب تطبيق مستحضر جديد يحتوي على مكونات فعالة. هذه العناصر تسرّع دوران الخلايا التي تسمح لكلّ ما يسدّ المسامات في الظهور على سطح البشرة فتتشكّل بالتالي البثور والرؤوس السوداء. بعد أن تنتهي بشرتكِ من عملية التطهير أي بعد أسابيع عدة ستلاحظين أن بشرتكِ أصبحت نضرة! في الواقع، إن ظهور البثور والرؤوس السوداء ليس له علاقة بالضرورة بموضوع أن هذا المستحضر غير ملائم لبشرتكِ، بل على العكس عليكِ أن تتابعي استخدام المنتج حتى تحصلي على النتيجة المرجوّة. لكن طبعاً، في حال لاحظتِ أن هذه البثور لم تتلاشى بعد فترة، فعندها يكون مؤشر على أن المستحضر غير مناسب لكِ.

عند استخدام مستحضرات العناية بالبشرة الجديدة، قد تمرّ البشرة بمرحلة التطهير لتحصلي على وجه نضر. ولكن من ناحية أخرى، قد تكون هذه المنتجات بكلّ بساطة غير ملائمة لكِ، ولهذا السبب تظهر حب الشباب وغيرها من المشاكل. من هنا لمعرفة ما إذا كانت البثور ناتجة عن تطهير البشرة أو لم تناسبكِ مستحضرات العناية بالبشرة الجديدة، خذي بعين الإعتبار هذه الفروقات:

المدة: العلامة الأولى التي يجب البحث عنها هي مدة ظهور حب الشباب. إذا بدأتِ منتجاً جديداً معروفاً بقدرته على التطهير، لكن البثور استمرّت لفترة أطول من 4 إلى 6 أسابيع، فقد يشير ذلك إلى أن المنتج لا يعمل لصالحكِ.

مكان البثور: تميل عملية التطهير أيضاً إلى إثارة البثور في المناطق التي تظهر فيها عادةً أعراض حب الشباب. لذلك إذا لاحظتِ تهيّجاً في مناطق جديدة، فمن المحتمل أنّها ليست عملية تطهير، وإنّما مجرّد حب شباب ظهرت إلى العلن وأن المنتج لا يتناسب مع بشرتكِ.

نظراً لأن عملية التطهير تميل إلى تسريع عملية تقشير الجلد، فغالباً ما قد تلاحظين أعراض حب الشباب البسيطة. المكوّنات النشطة التي تؤدي إلى تنقية الجلد تعزّز تجديد خلايا الجلد عن طريق التقشير. بشكل عام، يُقال إن الجلد يجدّد نفسه كل 28 يوماً تقريباً، لكن الريتينويد أو الحمض سيسرّعان هذه العملية، مما قد يؤدي إلى ظهور البثور. كما أنّه من المعروف أن المنتجات أو المكوّنات التي تزيد من معدل دوران الخلايا، تتسبّب في تقشير بشرتكِ، وتجلب الاحتقان إلى السطح، ممّا بالتالي يؤدّي إلى التطهير.

المكوّنات النشطة التي يمكن أن تؤدّي عادةً إلى تنقية البشرة هي الأحماض التي تعمل على تقشير البشرة مثل: حمض الجليكوليك، حمض اللبنيك، حمض الساليسيليك، الريتينويد والريتينول.

كلّ هذه المكوّنات تعمل على تقشير البشرة، تخليصها من تراكم خلايا الجلد الميّت، الأوساخ والدهون الزائدة، لتحفّز خلايا الجلد الجديدة على الظهور على سطح البشرة.

مصدر الصورة: adorebeauty.com.au

قد يبدو الأمر وكأن المنتج يتسبّب في ظهور حب الشباب على بشرتكِ، ولكن نظراً لأن المكوّنات التي تؤدي إلى تطهير الجلد تقشّر الجلد، فإن ما يحدث غالباً هو ظهور أعراض حب الشباب التي كانت تتشكّل بالفعل تحت الجلد. بمعنى آخر، البثرة كانت موجودة بالفعل؛ ولكن في بعض الأحيان يستغرق الأمر أسابيع لرؤيتها على بشرتكِ. من هنا يؤدي التطهير إلى تسريع هذه العملية، وغالباً ما يؤدي إلى ظهور أنواع مختلفة من حب الشباب، والتي تقع جميعها تحت مسمّى "حب الشباب الالتهابي": البثور، الحطاطات Papules، العقيدات في الوجه Nodules والخراجات Cysts.

يغطّي حب الشباب الالتهابي مجموعة واسعة من أنواع حب الشباب، حيث تظهر معظم أعراضها، مثل البثور، نتيجة استجابة التهابية من الجسم. عندما يختلط مثلاً الزهم مع خلايا الجلد الميتة داخل المسام، فإنه يؤدّي في بعض الأحيان إلى تكوين بكتيريا تعرف باسم .P. Acnes من هنا عندما يكتشف جسمكِ هذه البكتيريا، فإنه يرسل خلايا الدم البيضاء إلى المنطقة لمهاجمة المادة الغريبة. هذا ما يسمّى بالالتهاب، ولهذا السبب تبدو البثور كما تبدو في بعض الأحيان - حمراء، منتفخة، ومليئة بالصديد.

لتجنّب اعراض تنقية الجلد، من المفضّل دائماً إدخال المنتج الجديد ببطء إلى روتينكِ الجمالي، لمساعدة بشرتكِ على التكيّف معه تدريجياً. أيضاً وقبل أن تختاري مستحضراً جديداً، انظري دائماً إلى المكوّنات وقارنيها مع المنتجات الأخرى التي لم تعمل بشكل جيّد على بشرتكِ سابقاً - فقد لا تكون بشرتكِ متوافقة مع مادة كيميائية أو مكوّن معين.

بشكل عام، يستمرّ تطهير البشرة لبضعة أسابيع والتي تكون عادةً ما بين 4 إلى 6 أسابيع حتى تنتهي. طبعاً المدّة قد تختلف من شخص إلى آخر، وذلك بحسب كلّ بشرة.

أثناء عملية تنقية البشرة، من المهمّ جداً الإهتمام بوجهكِ تماماً كما تتعاملين معها مع حب الشباب العادي. ما عليكِ فعله هو ترطيبها، عدم فقع البثور، تجنّب التعرّض المكثّف للبشرة خصوصاً أن معظم المكوّنات المسبّبة للتطهير تؤدي إلى حساسية الشمس.

في حال لاحظتِ أن عملية تنقية البشرة، قد تسبّبت بتغيّرات جلدية كبيرة مثل التورم، الألم، تكوّن الكيسات، أو عندما يؤثّر سلباً على حياتكِ اليومية، فيجب إيقاف المنتج. لذلك قومي باستشارة طبيب أمراض جلدية، للتأكّد من أن التفاعل هي حقاً عملية تطهير وليس شيئاً مختلفاً، مثل رد فعل تحسسي أو عدوى جلدية. من هنا احرصي على استخدام كريم مرطب لطيف يحتوي على مكوّنات مهدئة مثل النياسيناميد، حمض الهيالورونيك والسيراميد، لمنع المزيد من تهيّج البشرة وتهدئتها وتحسين سلامة حاجز الجلد.