عالم الجمال في تطوّر لا يعرف حدوداً: المستقبل يبدأ الآن!

إذا أردنا مقارنة امرأة في الـ40 من عمرها في حقبة السبعينيّات، وامرأة في عمر الـ40 اليوم، نلاحظ الأشواط الكبيرة التي قطعها عالم الجمال، وذلك بفضل التطوّرات في تركيبات المستحضرات، التكنولوجيا، والتجارب المخصّصة. اليوم، مع تطوّر مفهوم الشيخوخة البطيئة والتقدّم التكنولوجيّ الذي لا يعرف حدوداً، لا يسعنا إلا أن نطرح هذا السؤال على أنفسنا: ماذا ننتظر من عالم الجمال في المستقبل؟!

بفضل التكنولوجيا وتطوّر مفاهيم الجمال أصبح تقبّل التقدّم في العمر أكثر سهولة لدى الكثير من السيّدات. باتت التغييرات البيولوجيّة أبطء وبات التصالح معها واحتضانها أشمل. نلاحظ أيضاً انتشار مصطلحات جديدة مثل "Better, Not Younger"، واستخدام أقلّ للمصطلحات الخاصّة بمكافحة الشيخوخة. من هنا، نرى أنّ مستقبل عالم الجمال مشرق!

مبدأ Slow Ageing يرتكز على اتّباع خطوات صحّية تهدف إلى تأخير أو تقليل علامات الشيخوخة، سواء من خلال اللجوء إلى المستحضرات، الإجراءات الجماليّة أو اتّباع نظام غذائيّ ولايف ستايل صحّي. إنطلاقاً من هذا المبدأ سيتغيّر متوسّط العمر، فبحسب دراسة قامت بها شركة Beautystreams، فإنّ متوسّط العمر في العام 2025 سيكون 32 سنة بينما سيصبح 42 سنة في العام 2100. أمّا مبدأ Pro-Ageing فيرتكز على تقبّل فكرة الشيخوخة واحتضان علامات التقدّم في السنّ، بدلاً من محاربتها. هذا المبدأ يؤيّد فكرة التعبير عن الفرديّة واعتبارها وسيلة للاحتفال بالنفس.

الذكاء الاصطناعيّ AI سيلعب دوراً مهمّاً في تقديم المستحضرات والعلاجات الجماليّة المخصّصة لكلّ فرد، وذلك من خلال التحاليل الذكيّة التي تقوم على درس احتياجات البشرة عبر التطبيقات أو الأجهزة التي تحلّل بدقّة ميزات البشرة. أمّا الواقع المعزّز AR فسيخوّلكِ تجربة المنتجات افتراضيّاً، أكانت مكياج، قصّات شعر...

في المستقبل القريب ستُقوم العلامات الجماليّة بابتكار مستحضرات بتركيبة مخصّصة لكلّ فرد بعد تشخيص مشاكل البشرة التي يعاني منها. كما ستُتاح للمستهلك فرصة تركيب المكوّنات شخصيّاً وفي المنزل. ينطبق هذا الأمر على العطور أيضاً، حيث ستقدّم بعض العلامات تجربة تركيب العطر الخاصّ بكِ.

الحلول الجماليّة المُعتمِدة على الجينات هي وسيلة لتحسين العناية بالبشرة بناءً على المعلومات الجينيّة الفرديّة، لتقديم مستحضرات وعلاجات جماليّة، كالإكسوزوم والخلايا الجذعيّة. كما أنّ هذه التكنولوجيا ستمنحكِ فرصة تغيير تركيبة الجينات الخاصّة بكِ، لتحصلي على لون البشرة الذي تريدينه، لون العينين، نوع الشعر...

المستحضرات متعدّدة الحواس هي منتجات تُثير أكثر من حاسة واحدة كالبصر، السمع، اللمس، الشمّ والتذوّق، وذلك بهدف توفير تجربة شاملة ومتكاملة، لتغذية البشرة والروح في آن. من هنا، ستشمل هذه المستحضرات تركيبات بروائح لذيذة، قوامات متعدّدة، مستحضرات مُرفقة بالأصوات والذبذبات...

في الفترة الأخيرة، تزايد الاتجاه، أكثر فأكثر، نحو النهج الوقائيّ في الصحّة، وقد أدّى وباء كورونا إلى تسريع هذا التحوّل، وبالتالي إلى تغيير مفهوم الصحّة والجمال. ففي استطلاع لـEuromonitor Voice of the Consumer في العام 2023، عندما سألوا بعض المستهلكين عمّا يعنيه "أن تكون بصحّة جيدة"، كانت أجوبتهم كالتالي: شرب كميّة كافية من الماء، الصحّة العقليّة والرفاهية العاطفيّة. بالإضافة إلى اللياقة البدنيّة وتناول نظام غذائيّ متوازن، كما الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم وانخفاض مستويات التوتّر. إذاً، مع الاعتناء بالجسم وما يدخل إليه، ينعكس ذلك على الجمال الخارجيّ. من هنا، نستنتج أن الصحّة الجيّدة = الجمال الطبيعيّ.

نلاحظ أن العديد من النجمات يحافظن على شبابهن بالرغم من تقدّمهن في السن. قد يعود ذلك بالتأكيد، إلى اللجوء إلى العلاجات الجمالية والعمليات الجراحية الصحيحة، لكن ذلك لا يكتمل من دون اتّباع لايفستايل صحي أكان عبر ممارسة الرياضة، اللجوء إلى نظام غذائي مفيد وتطبيق مستحضرات العناية بالبشرة المناسبة.

اليوم، يتخطّى الحفاظ على الأرض استخدام المواد الطبيعيّة والتقليل من استهلاك البلاستيك... فالأمر لم يَعُدْ خياراً، بل واجباً! وذلك، لنفاد قدرة الأرض على تجديد مواردها. كيف يُمكن الحفاظ على الأرض، وما هي الخطوات التي تتّخذها العلامات الجماليّة؟

• اللجوء إلى مواد التغليف القابلة للتحلّل، إعادة التدوير والاستخدام.

• تبنّي مبادئ لتقليل التأثير البيئيّ في تركيبات المستحضرات، مثل استخدام مكوّنات غير سامّة وقابلة للتحلّل البيولوجيّ والحدّ من البصمة البيئيّة لعمليات الإنتاج.

• تفادي استخدام المواد الكيميائيّة الضارّة، مثل البارابين، الكبريتات والفثالات، والتي يمكن أن يكون لها آثاراً ضارّة على كلّ من صحّة الإنسان والبيئة.

• اللجوء إلى مبدأ الـBiomimicry للحدّ من استخدام المواد الطبيعيّة المعرّضة للزوال. تعمل هذه التقنيّة على نسخ المكوّنات الطبيعيّة في المختبرات بحيث تقدّم الفوائد نفسها وتلعب الدور نفسه.

• تلبية رغبات المستهلكين في اقتناء منتجات لم يتمّ اختبارها على الحيوانات، ما يجعل خياراتهم في مجال التجميل متوافقة مع معتقداتهم الأخلاقيّة.

جهاز من علامة Nimble Beauty، يعمل على فحص الأظافر، طلائها وتجفيفها. حاز على جائزة Innovation Awards 2024 Honoree.

جهاز من Armani Beauty، لنحت وتدليك البشرة. مزوّد بتقنيّة متطوّرة قادرة على تحليل البشرة باستخدام 18 ضوء LED. كما أنّه مزوّد بـ3 وضعيّات لتحديد ملمس البشرة، تنعيمها وترطيبها.

جهاز من L'Oréal Paris، يساعد في صبغ الشعر بسهولة تامّة. يكفي وضع خرطوشة ملوّنة في الجهاز وتمريره على الشعر، كأنّكِ تمشّطينه.

جهاز من Amorepacific، يساعد في تحليل مشاكل الشفاه، توفير علاجات لها وتلوينها.

جهاز من شركة CatchMD الأميركيّة الناشئة، الذي يعمل بتقنيّة AI لتحليل البشرة. هذا الجهاز يقدّم أكثر من 10 مرشّحات ضوئيّة مختلفة، ترتكز على المسامات والتجاعيد.

جهاز من Tzoa، يتمّ تعليقه على الملابس. هو أوّل جهاز قادر على تعقّب جودة الهواء، الأشعّة ما فوق البنفسجيّة، الحرارة، معدّل الرطوبة...

جهاز مُستخدم في العيادات الجماليّة، يمكن أيضاً استخدامه في المنزل. يستهدف التجاعيد، تصبّغات البشرة والندبات بهدف الحصول على بشرة مُشرقة.

جهاز من YSL Beauty، وهو بمثابة سمّاعة رأس تتّصل بالجهاز العصبيّ، تعمل بتقنيّة تخطيط كهرباء الدماغ Electroencephalography من أجل تقديم تجربة المتجر. هذا الجهاز يساعد في الكشف عن ملفّ الشمّ الخاصّ بكِ، بهدف إعطائكِ عطراً مناسباً لكِ ولمزاجكِ.

جهاز من Foreo، يقدّم 8 أنواع من أضواء LED، بما فيها Near-Infrared. يستهدف منطقة الرقبة والديكولتيه لمحاربة التجاعيد وتوحيد لون البشرة.

جهاز من Silk'n، يمزج ما بين موجات الراديو، الـInfrared والليزر لشدّ البشرة، تفتيحها وتجديد الخلايا.

جهاز من MZ Skin، خاصّ بالعيون يعمل عبر بثّ أضواء LED لمعالجة الهالات السوداء، إنتفاخ العيون، التجاعيد والخطوط الرفيعة أسفل العيون وحولها.

علامات جماليّة عدّة دخلت العالم الافتراضيّ وقدّمت مستحضراتها مباشرةً عبر منصّات ميتافيرس مثل L'Oréal Paris وClinique وEstée Lauder. الإنفلونسرز الإفتراضيّات يغزونَ عالم الميتافيرس، هل هذا أمر إيجابيّ أو سلبيّ؟ لا نستطيع أن نعرف الجواب، ربما تكون مجرّد موجة وربّما سيحدّدنَ فعلاً معايير الجمال الجديدة.

بحسب دراسة قامت بها شركة Atym بالتعاون مع شركة Revlon، يُعتبر جيل Alpha المعروف أيضاً بـSephora Kids، من أكثر الأجيال التي تنفق الأموال في عالم الجمال والعناية بالبشرة. بالرغم من أنّ جيل Z يهيمن بشكلٍ لافت على عالم الجمال، إلا أن جيل ألفا سرق الأضواء في الفترة الأخيرة. ففي سنة 2023 فقط، أنفق هذا الجيل حوالى 4.7 ميلون دولار على المستحضرات الجماليّة. بالإضافة إلى ذلك، جيل ألفا سيكون من أكثر الأجيال المثقّفة نظراً لتعدّد المصادر التي تزوّده بالمعلومات، من الأهل من جيل الألفيّة ومن الأشقاء من جيل Z. الآن، ومع سيطرة Gen Z وGen Alpha، ما الذي ينتظره الشباب من عالم الجمال في المستقبل؟

كلّ المستحضرات والعلاجات الجماليّة ستتّجه نحو الإستدامة لحماية البيئة وإنقاذها من الأعمال المدمّرة التي واجهتها.

إطلاق مستحضرات جماليّة مخصّصة لكلّ الأفراد من مختلف الجنسيّات، الأعمار، ألوان البشرة... التنوّع في أشكال المنتجات ستشمل مختلف التركيبات، تدرّجات الألوان وموديلات التغليف.

كلّ من Gen Z وGen Alpha يقدّران الشفافيّة والمصداقيّة في العلامات التجاريّة. سيدعمان العلامات التجاريّة التي تشارك المعلومات بشكلٍ صريح مع الجميع، في ما يتعلّق بالمكوّنات، مصادرها، وعمليّات التصنيع.

إعطاء الأولويّة للتعبير الشخصيّ والفرديّة في الخيارات الجماليّة. الأفراد من هذين الجيلَين سيحرصون على إبراز جمالهم الفرديّ والتميّز عن الآخرين، وذلك عبر البحث عن المستحضرات والصيحات المناسبة لهم.

احتضان الجمال بكلّ ميزاته ونقاطه الفرديّة وذلك عبر الابتعاد عن العمليّات التجميليّة وتفضيل الأدوات والأجهزة الجماليّة التي تُستخدم في المنزل، والتي تعزّز الجمال الطبيعيّ لبشرة صحّية ونضرة.