إعادة تعريف ما يعنيه أن تكوني جميلة وأهميّة الأصالة قبل كل شيء

في عصر يشجّع الوعي المتزايد بالتنوّع، التعبير عن الذات، والهوية الشخصيّة، بدأت معايير الجمال التقليديّة تفسح المجال للاحتفال بالفرديّة. يمثّل هذا التحوّل خروجاً قويّاً عن مفهوم "المقاس الواحد الذي يناسب الجميع" الذي سيطر لفترة طويلة على تصوّرنا للجمال المثاليّ. في هذا التقرير، نلقي الضوء على إعادة تعريف جوهر ما يعنيه أن تكوني جميلة في عالم يقدّر الأصالة والتعبير عن الذات قبل كل شيء.

الجمال اللامركزيّ هو الإبتعاد عن معايير الجمال التقليديّة التي يمليها المجتمع أو وسائل الإعلام أو عالم الموضة. بدلاً من ذلك، هو يشجّع الفرديّة ويمكّن الأفراد من تحديد الجمال الخاص بهم. بالتالي، هو يشجّع على المفاهيم الأساسيّة التالية:

الجمال المتنوّع: يحتفل الجمال اللامركزيّ بالتنوّع بجميع أشكاله، بما في ذلك أنواع الجسم، ألوان البشرة... ويؤكد أن الجمال ليس مقاساً واحداً يناسب الجميع.

التعبير عن الذات: يشجّع الناس على التعبير عن أنفسهم من خلال إطلالاتهم، سواء كان ذلك من خلال الموضة، تسريحات الشعر، الماكياج أو التعديلات الجماليّة. هنا، ينصب التركيز على ما يجعل الأفراد يشعرون بالثقة.

الشموليّة: تتبنّى العلامات التجاريّة وأصحاب النفوذ هذا التحوّل بشكل متزايد من خلال عرض مجموعة واسعة من النماذج التي تناسب الجميع. يعزّز هذا المبدأ إيجابيّة الجسم ويتحدّى معايير الجمال السامّة.

تمكين المستهلك: يتمتّع المستهلكون الآن بمزيد من التحكّم في سرد الجمال. يمكنهم اختيار المنتجات والأنماط والجماليّات التي تتوافق مع قيمهم ومعتقداتهم الشخصيّة.

الاستدامة: يختار اليوم العديد من الأفراد الأزياء أو منتجات التجميل صديقة للبيئة وخالية من القسوة كجزء من تعبيرهم عن أنفسهم ومبادئهم.

إيجابيّة الجسم: تشجع هذه الحركة الناس على حبّ أجسادهم وقبولها كما هي، بدلاً من السعي لتحقيق الصورة المثاليّة.

أسباب: تعد وسائل التواصل الاجتماعيّ محركاً رئيسيّاً للإلهام والوصول إلى تيار لا ينتهي من الانتماءات الثقافيّة الفرعيّة وأشكال التعبير. على سبيل المثال، على منصة TikTok يوجد عدد لا متناهي من هاشتاق #Aesthetic، الذي يتيح لكلّ واحد فرصة إظهار نفسه بطريقة جديدة ومتفرّدة.

نتائج: أصبح الجمال أقلّ ارتباطاً بمثال ثقافي موحّد، بدلاً من ذلك، تمّت تجزئته إلى مجتمعات متعدّدة، يمكن لكلّ فرد أن يتحرّك فيها ويخرج منها حسب رغبته، من دون الالتزام بمعايير واتجاهات الجمال التقليديّة، التي لا تزال سائدة إلى حدّ ما.

أسباب: طوّرت العلامات دورها من تقديم المنتجات فقط ، إلى تمكين المستهلك. أصبحت تقدّم مجموعات كبسولة تحاكي فئة معيّنة من المستهلكين وتساعدهم في التعبير عن الذات والتجريب، من خلال وجهات نظر فريدة وعروض غير تقليديّة.

نتائج: مع احتضان العلامات الجماليّة للتنوّع ومفهوم الشموليّة أكثر فأكثر، نرى اليوم أشخاصاً يشبهوننا ويمثّلوننا.

أسباب: تعتبر مؤثّرات السوشيل ميديا، اليوم، قدوة للعديد من متابعاتهن، وقد تخطّين كونهن قوّة مؤثّرة تتبنّى الصيحات، إلى مبتكرات للصيحات، وذلك من خلال منح الشباب تجارب شخصيّة تشبههم.

نتائج: ساهمن في تغيير التعريفات الجماليّة المثاليّة، وكسرن كلّ الحواجز التي تقف بطريقهن.

يتيح عالم Metaverse وWeb3 تجارب غامرة وأكثر تخصيصاً في عالم الجمال، من خلال تمكين المستخدمين من التعبير عن هويّاتهم الفريدة والمتنوعّة عبر الصور الرمزيّة Avatar الخاصّة بهم. هذا يعني إمكانيّة تحقيق المزيد من الإطلالات الجذّابة والسرياليّة والإطلالات ثلاثية الأبعاد، ما يجعل المستحيل ممكناً. يتحوّل عالم ميتافيرس إلى ساحة حقيقية، حيث يمكن للناس من مختلف البلدان والثقافات أن يشعروا بالترحيب والاستكشاف، وهو أمر يجب على عالم الجمال التركيز عليه، فهو يساعد كثراً في التغلّب على مشاكل يواجهونها مثل التفريق، التعصّب، التمييز...

معلومات إضافية

- بحسب البحث الذي أجرته مجموعة VICE Media وRazorfish في العام 2022، أكثر من نصف اللاعبين الإلكترونيين من الجيل Z يشعرون بأنهم يشبهون أنفسهم أكثر في عالم Metaverse.

- كشف التعاون بين Squarespace واستطلاع Harris Poll في عام 2021 أنّ ما لا يقل عن 60% من الجيل Z يعتقدون أن كيفيّة تقديم الأشخاص لأنفسهم عبر الإنترنت مهمة أكثر من سلوكهم الشخصيّ في العالم الواقعيّ.

أن تكوني مثيرة للإهتمام هو أن تتركي إنطباعاً لدى الآخرين، وهذا ما يجعلكِ حقاً جميلة. كيف؟ تحدّي نفسكِ فكريّاً، اتقني فنّ الحديث وسرد القصص، أظهري شخصيّتكِ القويّة وثقتكِ بنفسكِ، لا تكتفي بالقليل بل إسعي دائماً إلى الأفضل، كوني مثابرة. لا تخافي من تجربة كلّ ما هو جديد، تحدّي نفسكِ، كوني مبدعة وإبني الكثير من العلاقات.

تعتبر Jennifer Lopez مثالاً، للمرأة المثيرة للإهتمام، فلا يمكننا أن نغضّ النظر عن الطريقة التي تتكلّم بها، كيف تقدّم نفسها وحتى كيف طوّرت نفسها عبر السنين، من ممثّلة ومغنيّة إلى سيّدة أعمال وقدوة للنساء، فهي لا تكفّ عن تطوير نفسها أبداً. كذلك، إذا غصنا في عالم الأزياء، نلاحظ أن العديد من عارضات الأزياء الشهيرات، لم يتمّ قبولهن في البدء، بسبب عدم مطابقة سماتهن مع معايير الجمال المطلوبة مثل Gisèle Bundchen، Gigi Hadid وKendall Jenner، لكن مثابرتهن، وثقتهن بأنفسهن جعلتهن مثيرات للاهتمام أوصلتهن إلى ما هنّ عليه.

مع التحوّل الثقافيّ الذي يشهده عالم الجمال اليوم، والذي يعزز الفرديّة والتعبير عن الذات، والابتعاد عن المعايير التقليديّة، خصوصاً مع الجيل الجديد Gen Z ، نأمل بأن يحدث بعض التغيير في المجتمع، حتى للجيل الأكبر سنّاً الذي ما زال يعتبر المرأة الجميلة هي التي تتوافق مع المعايير التقليديّة. فكلّ من الإعلام، وسائل التواصل الإجتماعيّ، والعلامات التجارية يبرزون الأشخاص الذي تميّزوا بسبب تفرّدهم وشخصيّتهم.

قد يكون لديهم أسلوب مميز، مواهب إبداعيّة أو قصصاً آسرة تجعلهم مثيرين للاهتمام. من المهم أن نعترف أنّ الجمال أمر شخصيّ، وما يعتبر جميلًا يمكن أن يختلف بشكل كبير من شخص لآخر. في حين أنّ الجمال التقليديّ يمكن أن يكون جذّاباً بصرياً، إلّا أن الأشخاص المثيرين للاهتمام غالباً ما يتركون انطباعاً دائمًا من خلال عمقهم وطريقة تفاعلهم مع العالم. في النهاية، أنتِ مسؤولة عن الجواب لهذا السؤال من خلال اختياركِ للموجة التي ستركبينها...أو تُحدثينها!