ما هي الطريقة الأسهل للتعرّف على الفترة التي تمّ خلالها التقاط صورة قديمة؟ الشعر!
تتمتّع الصيحات المتعلّقة بالشعر بقدرة مذهلة على إحياء ذكريات السنوات الماضية. مَن منّا لا تتذكّر تسريحات بعض المشاهير والنجمات التي باتت أيقونيّة في عالم الجمال؟
تعرّفي على تاريخ تطوّر صيحات الشعر عبر الحقبات وصولاً إلى موسم ربيع وصيف 2018.
يُقال إنّ بداية القرن العشرين تميّزت في آنٍ واحد بالتسريحة المرتفعة من الأعلى والخصل المجعّدة من أسفل الشعر والمنسدلة على جانبٍ واحد من الكتف. هذه الأخيرة تذكّرنا أيضاً بالعصر الفيكتوريّ. كانت الممثّلة والعارضة الأميركيّة Evelyn Nesbit الملقّبة بـGibson Girl، أي مثال الأنوثة والجاذبيّة، واحدة من معتمدات هذه الإطلالة. الجدير بالذكر أن بعض النساء كنّ يلجأن إلى الاحتفاظ بخصلات شعرهنّ المتساقطة بهدف إضافتها إلى أعلى الرأس لمنح الشعر حجماً أكبر.
بحلول حقبة العشرينيّات، رحّب عالم الجمال بالشعر القصير، على الرغم من أنّه تمّ رفض هذه الصيحة من قبل العديد من الأشخاص وتحديداً النساء. تسريحات قصيرة عديدة برزت، لا سيّما قصّة Bob التي اشتهرت بها الممثّلة الأميركيّة Louise Brooks، قصّة Shingle، قصّة Eton Crop التي تميّزت بها الراقصة الفرنسيّة Josephine Baker، كما بدأت تسريحة التموّجات في هذه الحقبة بالظهور، وبرزت أيضاً معها الأكسسوارات والمجوهرات لتزيين الشعر لإضافة لمسة أنثويّة.
عُرفت حقبة الثلاثينيات بشكل رئيسيّ بتسريحة التموّجات أو الريترو الأنثوية! تميّزت هذه التسريحة بأنواع التموّجات المتعدّدة، كالناعمة، المتدفّقة، Marcel Wave وPin Curls وغيرها. أطلّت الممثّلة Claudette Colbert بتسريحة التموّجات وظهرت المصمّمة الأيقونيّة Coco Chanel بقصّة Cropped Curls.
مع اندلاع الحرب العالميّة الثانية، استُلهمت تصفيفات الشعر من الأجواء الحربيّة، كون المرأة كانت عاملة في الحقول، المصانع والخدمات المسلّحة، الأمر الذي أملى عليها اتّباع بعض القواعد. كانت المرأة بحاجة إلى أساليب عمليّة مثل تسريحة Glam Pin Curls خاصّةً في المملكة المتحّدة، إذ كان من الصعب الحصول على منتجات الشعر يوميّاً، حتى أنّ غسل الشعر كان يعتبر أمراً مترفاً. بعد انتهاء الحرب، راج اعتماد تسريحة Victory Rolls التي اشتهرت بها الممثّلة الأميركيّة Betty Grable. عُرفت تسريحة Pompadour أيضاً التي اعتمدتها الممثّلة الأميركيّة Ava Gardner والتي تقضي برفع الشعر عند منطقة الجبين.
بعد انتهاء الحرب، عادت التسريحات البسيطة إلى الواجهة من خلال استخدام الدبابيس، البكرات، ومثبّت الشعر، أصبح شعر المرأة منحوتاً وقد شمل التجعيدات الناعمة التي اشتهرت بها Marilyn Monroe بالإضافة إلى اللّون الأشقر الذي شكّل صيحة من دون منازع. اعتبرت تسريحة الشينيون التي اعتمدتها Grace Kelly في يوم زفافها سنة 1956 مصدر إلهام للكثيرات، كما جعلت Audrey Hepburn قصّة Pixie صيحة خلال هذه الحقبة وبرزت تسريحة Ponytail أي ذيل الحصان الأيقونيّة، خاصّةً لدى Brigitte Bardot خلال بداياتها. عُرفت الممثّلة Sophia Loren في نهاية الخمسينيّات بتصفيفة European Bouffant التي كانت مصدر إلهام للكثير من النساء.
نالت تسريحة Bouffant التي تتميّز بحجم كبير شعبيّة واسعة وارتبط اسمها بـJackie Kennedy، أمّا Brigitte Bardot، فكانت أيقونة التسريحة المرتفعة من أعلى الرأس. عادت قصّة Bob بعد ظهورها في العشرينيّات وكانت Mary Quant إحدى معتمداتها. أمّا التحرّكات التي شهدتها الستينيات للمطالبة بالحقوق المدنيّة لأفريقيا، ساهمت في انتشار تسريحة Afro التي تميّزت بها الناشطة الأميركيّة Angela Davis. مع ظهور موجة الهيبي، دخلت أيضاً تسريحة الشعر الطويل والأملس إلى عالم الجمال وتوافدت النساء لنسخ أسلوب النجمة الأميركيّة Cher.
اعتبر الشعر الطبيعيّ الميزة الأساسيّة خلال السبعينيات وبرز اسمان بشكل أساسيّ، هما Farrah Fawcett وCher. تميّزت Cher بالشعر الأملس الطبيعيّ في حين أنّ Farrah كانت معروفة بتسريحة Feather Cut. عُرفت أيضاً العارضة Twiggy بالقصّة الذكوريّة، إلى جانب مختلف القصّات والتسريحات الأخرى، منها قصّة Short and Long التي اعتمدتها Jane Fonda والضفائر الإفريقيّة التي اشتهرت بها Cicely Tyson.
شهدت الثمانينيّات عودة الشعر الكبير الحجم، لكن بشكل مختلف تماماً عن تسريحات الخمسينيّات والستينيّات. برزت مجموعة جديدة من المنتجات مثل الجيل، وكان الشعر المجعّد أسلوباً شائعاً اعتمدته الممثّلة الأميركيّة Sarah Jessica Parker، كما انتشرت الأكسسوارات، مثل عصابات الرأس، الشرائط الملوّنة وغيرها. شهدت أيضاً الفتيات اللّواتي ولدن خلال هذه المرحلة على تسريحة الشعر غير المتوازنة ودخلت ثقافة البنك إلى صيحات الشعر لتظهر هذه الأخيرة صاخبة بألوان صارخة والتي عُرفت بها المغنّية الأميركيّة Cyndi Lauper. مع حلول أواخر الثمانينيّات، بلغت صيحات الشعر الغريبة والجريئة ذروتها، وكانت Madonna أبرز معتمداتها.
مع انتهاء حقبة الثمانينيّات، انتهت معها الصيحات المشاكسة وعادت التسريحات الطبيعيّة مرّة أخرى إلى الواجهة! عُرفت المغنّية Courtney Love بصيحة الغرنج التي كانت إيديولوجيّة بدايات التسعينيّات. من خلال انخراط المرأة في مجال العمل خلال هذه الحقبة، لم يكن لديها الوقت الكافي لاعتماد القصّات المتكلّفة. أهمّ القصّات التي ظهرت خلال هذه الفترة كانت The Rachel Cut التي تمّت تسميتها على اسم شخصيّة Rachel التي جسّدتها الممثّلة Jennifer Aniston في مسلسل Friends، وكذلك قصّة The Bedhead، وهي عبارة عن مجموعة من الطبقات اشتهرت بها الممثّلة Meg Ryan. تلاشت ألوان الشعر الغريبة لتظهر الألوان الطبيعيّة على شكل Highlight، بالإضافة إلى الغرّة المطويّة نحو الأعلى، أي ما يعرف بـFeathered Bang، الشعر الشائك أو ما يعرف بـSpiky وغيرها.
ارتكز عام 2000 على التسريحات ذات النكهة الشخصيّة، على الرغم من ظهور صيحات أخرى منها التسريحة على شكل طبقات، الغرّة الكثيفة والجانبيّة، بالإضافة إلى التموّجات التي اشتهرت بها Lauren Conrad. شهدت أيضاً هذه الفترة عودة لصيحة البنك، الـEmo التي أصبحت شعبيّة لدى المراهقين، إضافةً إلى الشعر الملوّن. شاع اعتماد الألوان التي تسلّط الضوء على ملامح الوجه، مثل شعر Beyoncé بتموّجات الأشقر.
مع التقدّم الذي شهدناه، لا يجب أن ننكر مدى أهميّة المستحضرات الجماليّة التي ساعدت المرأة في الحفاظ على إطلالتها الجماليّة في زمن بات فيه للسرعة أهميّة، أبرزها أداة التمليس، مجفّف الشعر وغيرهما والتي ظهرت عام 2010 بكثرة. في السنوات الأخيرة، شهدنا بشكل كبير على قصّة Pixie التي اعتمدتها عدد من النجمات، مثل Anne Hathaway وJennifer Lawrence وMiley Cyrus وPamela Anderson وغيرهن.
في موسم ربيع وصيف 2018، برز عدد من الأساليب المختلفة من التسريحات والقصّات التي تنوّعت ما بين الكلاسيكيّة، الديناميكيّة والجريئة. تعرّفي على أبرز الصيحات واختاري الأنسب لكِ!
إقرئي أيضاً: غرّتكِ هذا الموسم جريئة وبعيدة عن الكلاسيكيّة!
في عيد الفطر، إستوحي لوككِ من تسريحات شعر ومكياج النجمات
