نقش عروس: أبرز تقاليد ليلة الحنة من حول العالم

تغيّرت تقاليد الأعراس بين الأمس واليوم، ومع ذلك ما زالت ليلة الحنة تستحوذ على الأهمية الكبرى بين كل طقوس الزواج والعادات المتوارثة. تقوم العادة على رسم الحنة على يدي العروس كرمز لجلب الحظ والخصوبة. ورغم اختلاف طريقة الإحتفال بليلة الحنة بين بلد وحضارة، إلا أن الأكيد أن هذه الليلة التي تودع فيها العروس أيام العزوبية قبل دخولها القفص الذهبي تحمل معها صدى ذكريات جميلة تبقى محفورة داخلها لمدى الحياة. تعالي معنا إلى جولة على أبرز تقاليد ليلة الحنه من حول العالم، والتي لا تزال تمارس أحياناً إلى يومنا هذا.

نقش الحناء من مستلزمات حفل الزفاف المغربي. ولكن قد تختلف العادات والتقاليد من منطقة إلى أخرى في المغرب. يخصص اليوم الأول لحمام العروس، حيث ترافقها صديقاتها ونساء العائلة ويتم حجز الحمام العمومي خصيصاً لذلك اليوم، فينظف قبل حضور العروس ويعطر بمختلف أنواع البخور. ويتم خلاله حمل الشموع داخل الحمام وتقوم العروس بحمامها من مكونات الورد والحناء والغسول وماء الورد والصابون المغربي. أما نقش الحناء في اليوم الثاني فيتمّ من خلال إحضار "النقاشة" حنة العروس (حليب، بيض، شموع، قالب سكر) ويعهد إليها تزيين يدي العروس ورجليها بنقوش جميلة وأشكال هندسية وسط الأغاني والزغاريد، وأحياناً قد تتواجد فرقة غنائية تحيي تلك الليلة الخاصة بالحناء. وترتدي العروس القفطان المغربي، الذي يكون عادةً لونه أخضر، وتضع مكياجاً بسيطاً. وفي الوقت نفسه، ترمي النساء قطع نقدية على صحون الحناء التي تكون عادة بجانب قوالب السكر والبيض، وهي مواد ترمز إلى البياض وتدل على التفاؤل بحياة سعيدة بين الزوجين.

تقام ليلة الحناء في العراق قبل ليلة الزفاف، حيث تدعو العروس صديقاتها وأقاربها من النساء، وترتدي في هذه الليلة عدّة فساتين وجلابيات بألوان مختلفة، ويوضع أمامها صينية كبيرة فيها الشموع والعطور والحناء والورود. ومن التقاليد أن تقوم جدّة العروس أو والدتها أو أم والدها برسم الحناء على قدمي العروس ويديها، ثم يتمّ توزيع الحناء على المدعويين. ويأتي أيضاً العريس وأهله لبيت العروس ويتبادلون الحناء.

تعرف ليلة الحنة بـ"ليلة الغمرة" في المملكة العربية السعودية، وهي الليلة التي عادة ما تسبق حفلة الزواج بيوم واحد وتجتمع فيها قريبات العروس وصديقاتها للغناء والرقص. تقوم العروس في هذه الليلة بارتداء زي من تراث منطقتها، وتقوم بتغطية وجهها بالبرقع المزين بحبات اللؤلؤ أو جنيهات الفضة حتى لا يراها أحد إلا عند ارتداء فستان الزفاف، ولكن أحياناً قد تظهر العروس السعودية كاشفة الرأس والوجه لاظهار جمال وجهها وشعرها وتتزين بالحلي والذهب. يقوم البعض بنقش يدي العروس بنقوش جميلة وملونة أو كريستالية، شرط أن تكون من تقوم بالحناء غير مطلقة أو أرملة أو تعيسة في زواجها لإبعاد الفأل السيء عن العروس. ويتم تقديم خلال ليلة الحنة عشاء فخم وحلويات.

ترتدي العروس الإماراتية ثوبًا أخضر مطرزًا بالذهبي، وترتدي الحلي والمجوهرات. ويقتصر الحضور في ليلة الحناء على شقيقات العروس ووالدتها والعريس وشقيقاته ووالدته. في السابق كانوا يعتمدون على الخبي وهو أن تحنى العروس وهي مختبئة، وتجلس في مكان بعيد عن أعين الناس وتقوم إمرأة بتحنيتها. أما اليوم، فتجلس العروس على كرسي وتضع قدميها على وسادة، وتأتي ناقشة الحنة فتنقش الحناء على كفي العروس باستخدام خوصة نخيل تغمس بالحناء، بينما تُحنى أطراف الأصابع مع الظفر، ثم تلف الأيدي والأرجل بعد وضع الحناء بقماش أخضر بطريقة محكمة حتى يصبح اللون غامقًا. وترافق ليلة الحنة العشاء والموسيقى.

وفق التقاليد التركية، تقام ليلة حناء العروس في الليلة الأخيرة التي تقضيها العروس مع أسرتها. ترتدي العروس التركية فستاناً من اللون الأحمر المطرز وتغطي وجهها بوشاح من الشيفون الأحمر المطرز وتجلس على كرسي في وسط صالة منزل والدها. تجتمع النساء حول العروس على شكل دائرة، يحملن الشموع ويغنين أغاني حزينة حتى تبكي العروس كدلالة على حزنها على فراق أهلها. ثم يُحضر الحناء بصينية خاصة ويدار به حول العروس، وعندما يحين وقت وضع الحناء في يد العروس تأتي أمها لتضع قطعة ذهب في يدها، عندها تفتح العروس يدها ليوضع لها الحناء بشكل دائرة في كف اليد، وعلى العقدة الأخيرة من كل إصبع. تستكمل بعدها الليلة بأغاني فرح ورقصات وموسيقى.