كل التفاصيل حول اضرار وفوائد الأطعمة النيئة

هل الأطعمة النيئة مفيدة أو مضرة بالصحة؟ يدّعي البعض أن تناول الأطعمة النيئة هو الطريق إلى صحة أفضل، وذلك لأنّ بعض الفيتامينات تُفقَد عند طهي الطعام. ولكن في المقلب الآخر، قد تحتوي الأطعمة النيئة على مجموعة من البكتيريا المضرة بالصحة. هذه الوقائع قد تجعلكِ تقعين في حيرة كبيرة وتتساءلين ما إذا كانت الأطعمة النيئة مفيدة أو مضرة للصحة. من هنا، ولكي نوضح لكِ هذه المسألة سنقدّم لكِ في هذا المقال كل المعلومات التي عليكِ معرفتها عن الأطعمة النيئة.

الأطعمة النيئة هي الأطعمة غير المطبوخة وغير المصنّعة، وتشمل:

• الأطعمة المخمرة، مثل اللبن والزبادي، فول الصويا، التوابل.
• الحبوب المنبتة، وهي تلك البذور من الحبوب التي بدأت للتو في النمو لكنها لم تصبح نباتاً بعد.
• المكسرات غير المحمصة أو المقلية على أنواعها.
• الحبوب غير المطبوخة مثل البرغل، القمح، الأرز.
• الخضروات النيئة أي غير المسلوقة أو المطبوخة.
• الفواكه النيئة أي من دون إضافة أي نوع من السكريّات إليها، أو من دون تحويلها إلى مربى.
• الأسماك النيئة.
• اللحوم النيئة.

يدعي الكثير من الأشخاص أن الأطعمة النيئة مغذية أكثر من الأطعمة المطبوخة. ما مدى صحّة هذا الكلام؟ أكملي قراءة المقال لكي تتعرفي على أضرار وفوائد تناول الأطعمة النيئة، وما هي الأطعمة التي يُفضّل أن تؤكل نيئة وتلك التي يُفضّل طبخها.

تحتوي بعض الأطعمة على بكتيريا وكائنات دقيقة خطرة لا يتم القضاء عليها إلا عن طريق الطهي. غالباً ما تحتوي اللحوم النيئة والأسماك والبيض ومنتجات الألبان على بكتيريا يمكن أن تجعلك مريضة في حال تناولها من دون طبخ، وتُعدّ الإشريكية القولونية، والسالمونيلا، والليستريا، والكامبيلوباكتر من أكثر أنواع البكتيريا شيوعاً التي يمكن العثور عليها في الأطعمة النيئة من مصادر حياونية، في حين تُعتبر الفاكهة والخضروات آمنة بشكل عام للاستهلاك النيء، طالما أنها غير ملوثة.

يعتبر المضغ خطوة أولى مهمة في عملية الهضم، إذ يعمل على تقسيم قطع الطعام الكبيرة إلى جزيئات صغيرة يمكن هضمها. يتطلب مضغ الأطعمة النيئة قدراً أكبر بكثير من الطاقة والجهد مقارنة بالأطعمة المطبوخة، وعندما لا يتم مضغ الطعام بشكل جيّد، يصعب على الجسم هضم الطعام مما يؤدي إلى حدوث الغازات والانتفاخ. تعمل عملية طهي الطعام على تفتيت بعض أليافه وجدران الخلايا النباتية، مما يسهل على الجسم هضم وامتصاص العناصر الغذائية. تكون الأطعمة المطبوخة إذاً أسهل في المضغ والهضم من الأطعمة النيئة، ويعتبر الهضم السليم ضروري لامتصاص العناصر الغذائية في الطعام.

أظهرت الدراسات أن طهي الخضار يزيد من توافر مضادات الأكسدة فيها مثل:

• البيتا كاروتين: وهو أحد مضادات الأكسدة القوية التي يحولها الجسم إلى فيتامين أ. وقد ارتبط النظام الغذائي الغني بالبيتا كاروتين بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب.
• اللايكوبين: من جهة أخرى يمتص جسمك مادة اللايكوبين المضادة للأكسدة بسهولة أكبر عندما تحصلين عليها من الأطعمة المطبوخة بدلاً من الأطعمة النيئة. وقد ارتبط اللايكوبين بانخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستات لدى الرجال وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب. وجدت إحدى الدراسات أن طهي الطماطم أدى إلى تضاعف محتواها من اللايكوبين خلال 30 دقيقة من الطهي. كما زادت القدرة المضادة للأكسدة الإجمالية للطماطم بأكثر من 60٪.

قد تكون الأطعمة النيئة أكثر ثراءً في بعض العناصر الغذائية من الأطعمة المطبوخة، للأسباب التالية:

• تُفقد بعض الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء أثناء عملية الطهي مثل فيتامين ج وفيتامين ب.
• قد يقلل سلق الخضار من محتوى الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء بنسبة تصل إلى 60٪.
• تُفقد أيضاً بعض المعادن وفيتامين أ أثناء الطهي، وإن كان ذلك بدرجة أقل من فيتامين ج وفيتامين ب.
• ينتج عن الغليان أكبر خسارة في العناصر الغذائية، بينما تحافظ طرق الطهي الأخرى بشكل أكثر فعالية على المحتوى الغذائي للطعام. يعد التبخير والتحميص والقلي السريع من أفضل طرق طهي الخضار عندما يتعلق الأمر بالاحتفاظ بالعناصر الغذائية. كم تؤثر المدة التي يتعرض فيها الطعام للحرارة على محتواه من العناصر الغذائية. كلما طالت مدة طهي الطعام، كلما زاد فقدان العناصر الغذائية.

إذاً يمكن حفظ الاستنتاج التالي: تُفقَد بعض العناصر الغذائية، وخاصة الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، أثناء عملية الطهي. من هنا يمكن القول أن من فوائد الأطعمة النيئة للصحة، أنها تحتوي على كمية كبيرة من الفيتامينات.

• ذات صلة
  الرجيم الكيميائي: ما هو وما هي فوائده وأضراره؟

لا يمكن القول إذاً أنه من الأفضل تناول الأطعمة النيئة أو الأطعمة المطبوخة، وذلك لأنّ هناك مجموعة من الأطعمة التي يُفضّل تناولها نيئة للحصول على كافة فوائدها، كما أن هناك مجموعة من الأطعمة التي يجب تناولها بعد طبخها لتفادي التقاط أي نوع من البكتيريا المضرة. فيما يلي، بعض الأمثلة التي يُفضّل تناولها وهي نيئة:

• البروكلي: يحتوي البروكلي النيء على ثلاثة أضعاف كمية السلفورافان، وهو مركب نباتي مقاوم للسرطان، مقارنة بالبروكلي المطبوخ.
• الملفوف: طبخ الملفوف يدمر إنزيم الميروسيناز الذي يلعب دوراً في الوقاية من السرطان.
• البصل: البصل النيء عامل مضاد للصفائح الدموية، مما يساهم في الوقاية من أمراض القلب. يقلل طهي البصل من هذا التأثير المفيد.
• الثوم: مركبات الكبريت الموجودة في الثوم الخام لها خصائص مضادة للسرطان. يدمر طهي الثوم مركبات الكبريت هذه.

• الهليون: يؤدي طهي الهليون إلى تكسير جدران الخلايا الليفية، مما يجعل حمض الفوليك والفيتامينات أ، وس، وهـ أكثر قابلية للامتصاص.
• الفطر: يساعد طهي الفطر في تحلل مادة الاغاريتين، وهي مادة مسرطنة محتملة توجد في الفطر.
• السبانخ: العناصر الغذائية مثل الحديد والمغنيسيوم والكالسيوم والزنك متاحة أكثر للامتصاص عند طهي السبانخ.
• الطماطم: يزيد الطهي بشكل كبير من الليكوبين المضاد للأكسدة.
• الجزر: يحتوي الجزر المطبوخ على بيتا كاروتين أكثر من الجزر النيء.
• البطاطس: يكون النشا الموجود في البطاطس غير قابل للهضم تقريباً حتى تنضج البطاطس.
• البقوليات: تحتوي البقوليات النيئة أو غير المطبوخة جيداً على سموم خطيرة تسمى الليكتين. يتم التخلص من الليكتين بالنقع والطهي المناسبين.
• اللحوم والأسماك والدواجن: قد تحتوي اللحوم والأسماك والدواجن النيئة على بكتيريا يمكن أن تسبب الأمراض التي تنقلها الأغذية. طهي هذه الأطعمة يقتل البكتيريا الضارة.