من الطبيعي أن تمرّي بأيام عصيبة وأن تواجهي المشاكل والضغوطات اليومية في العمل الحرّ أو داخل مكتب العمل. لكن أداء وظيفة غير مناسبة لكِ أو لا تحبينها بالفعل تجعل معاناتكِ في العمل لا تنتهي. هذا الأمر يؤثّر بشكل سلبي على جسمكِ وصحتكِ أولاً بسبب التوتر والإجهاد الذي تتعرضين له في العمل مما يزيد من نسبة التعرّض للمشاكل الصحية.
تزداد عوارض الإجهاد إن كنتِ تكرهين عملكِ! إليكِ ما سيحدث بالتفاصيل لجسمكِ في السطور التالية.
لا يمكنكِ النوم
لا تستطيعي النوم من دون التفكير بما عليكِ فعله خلال العمل في اليوم التالي، أو مجرّد التفكير بما حدث خلال النهار. يدلّ هذا الأمر على أنكِ لستِ مرتاحة وراضية، خصوصاً إن كنتِ تشعرين بالأرق الشديد بسبب المشاكل التي تواجهينها في بيئة العمل أو حتى في نظام العمل. كذلك، لن تنعمي بنوم هنيء وبالتالي لن تكوني جاهزة لبدء نهار جديد مليء بالتحديات.
لا بأس إن مررت ببعض ليالي مضطربة، ولكن إن تكرّر الأمر لمدة طويلة، هذا يعني أن ضغوط العمل تؤثر سلبياً على صحتكِ.
يصيبكِ الصداع الدائم
نتيجة عوارض الإجهاد الزائد في بيئة العمل، تتشنّج عضلات جسمكِ لفترة طويلة، خصوصاً إن كنت تشعرين بأن مكان العمل هو بمثابة منطقة خطر بالنسبة إليكِ. بالتالي يصيب هذا التشنج عضلات الرقبة والأكتاف مما يؤدّي إلى الصداع النصفي أو صداع التوتر.
عضلات جسمكِ تؤلمكِ
عندما تشعرين بأنكِ معرّضة للخطر في بيئة العمل، يفرز جسمكِ كميات هائلة من الأدرينالين Adrenaline وهرمونات أخرى تسبب الإجهاد والتوتر. كذلك، يبقى جسمكِ بحالة تأهّب للرد على أي هجوم من مديركِ مثلاً. هذه الحالة المستمرة في العمل ترهق عضلات جسمكِ وتؤثّر بشكل كبير على أدائكِ.
حالتكِ النفسية تزداد سوءً
الإجهاد لا يصيب فقط الصحة الجسدية بل الصحة النفسية أيضاً. إن كنتِ تكرهين وظيفتكِ ستكوني مُحبطة طيلة الوقت على الأرجح ومتشائمة أيضاً. تزداد حالتكِ النفسية سوءاً خصوصاً إن كنتِ تشعرين بأن نظام العمل ليس عادلاً أو أنكِ تواجهين المشاكل مع زملائكِ في العمل من دون أن تبوحي بالأمر. يزيد تراكم الكتمان والغضب من المشاكل النفسية مثل الهوس المرتبط دائمًا بالتفكير الزائد والمضطرب، والانفعالات الحادة.
كثيراً ما تصابين بالمرض
تشير بعض الدراسات أن التوتر والإجهاد يضعفان الجهاز المناعي في الجسم، لذلك تصبحين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، أبرزها الإصابة بنزلات البرد بشكل مستمر قد يكون نتيجة كرهكِ لوظيفتكِ.
تعانين من آلام في المعدة وتقلّب الشهية
إن كنتِ تكرهين عملكِ، تشعرين بالتثاقل عن الذهاب إلى العمل وبألم في المعدة خصوصاً بعد مرور الويك اند والعودة من جديد إلى العمل. يعود ذلك إلى مشاكل في عسر الهضم والإنتفاخ الذي يسببه الإجهاد. لا يؤثّر عسر الهضم فقط على المعدة بل على الدماغ والمزاج أيضاً. في السياق نفسه، تفقدين شهيتكِ عن الطعام عند التعرض للتوتر الذي يؤدي إلى إفراز الأدرينالين. يتغيّر الأمر عندما تلجأين إلى تناول الأطعمة السكرية التي تحدّ من الشعور بالتوتر، لكن في الواقع عليكِ تجنّب هذه الأطعمة لأنها مضرّة.
ما الحلّ إذاً؟
أولاً أعيدي تقييم نفسكِ وأفكاركِ السلبية، حاولي التخلّص منها ومن الإجهاد الذي تتعرّضين له في العمل من خلال ممارسة نشاطات أو هوايات تفرغين بها غضبكِ. كذلك حاولي أن تسيطري على أفكاركِ السلبية وتغيير هذا المسار نحو التفكير الإيجابي، ربما بالتمسّك بالأمل وبمستقبل أفضل ولو قليلاً.
عندما يتحوّل العمل إلى بيئة سامة فسيلحق صحتك الجسدية والنفسية بالضرر. لذلك، وإن كان هذا الأمر متاحاً لك، من الأفضل ترك وظيفتكِ بدلاً من محاولة التأقلم معها من دون جدوى.