3 أشهر مرّت على انفجار بيروت: حدث مؤلم هزّ العالم بكامله تاركاً خسائر بشرية، مادية، معنوية ونفسية. كارثة فعلية لم تطل أناملها السوداء بيروت فقط، بل تخطّت العاصمة لتضع لبنان كلّه في أزمات كبيرة على عدّة أصعدة. مبادرات عدّة انطلقت في هذا الإطار لدعم بيروت وكل لبنان، وكانت B for Beirut من أبرزها: حملة أطلقتها بولغري بالتعاون مع منظمة Save the Children لجمع التبرعات لتوفير فرص التعليم والتعلم الاجتماعي-العاطفي للأطفال والشباب الأكثر حاجة في لبنان.
الهدف وراء برنامج الاستجابة الطارئة لمنظمة "أنقذوا الأطفال" الذي تموّله بولغري، هو تقديم تعليم غير رسمي لـ600 من الأطفال غير المنتظمين في مدارس، و380 طفل مهدد بالخروج من المدارس الحكومية، من خلال دروس إغنائية. هذا ويركّز الدعم أيضاً على التطوير المهني المستمر لـ30 معلّم، وزيادة الوعي حول التحديات التي تجبر الأطفال على ترك المدرسة وتمنعهم من العودة إليها. كما يهدف البرنامج إلى الوصول إلى 300 أم وأب من خلال حملة توعية حول التعليم، حماية الأطفال والوقاية من فيروس كورونا.
في حديث خاص مع المدير العام لجمعية Save the Children في لبنان جاد صقر، شدّد على أن التعليم هو في صلب مهام المنظمة وكذلك حماية الأطفال وتأمين الملجأ لهم وهو ما كان أولويّة بعد انفجار بيروت. كما أشار إلى أنه، وكجزء من الشراكة مع Bulgari، قرّرت العلامة تنظيم حملة B for Beirut لمساعدة المتضررين من انفجار بيروت. من هنا، أكّد جاد صقر أنه ما من استثمار أفضل من الاستثمار في الأطفال، داعياً الجميع للمساهمة في التبرّع في حملة بولغري التي تركّز على تعليم الأطفال، تدريب المعلّمين وتوعية الأهل بأهميّة التعليم.
دعماً لمبادرة جمع التبرعات، تمّ إطلاق فيديو على قنوات بولغري الرقمية الرسمية، شارك فيه أكثر من 20 صديق لبولغري. أشخاص، منهم وجوه معروفة في مختلف المجالات، تبنّوا هذا المشروع وانضموا إلى Bulgari وSave the Children للعمل من أجل استدامة مبادرة B for Beirut.
أُطلقت المبادرة في منتجع بولغري دبي Bvlgari Resort Dubai في احتفال حضره نحو 80 وسيلة إعلام دولية، عدد من قادة الرأي الكبار وأصدقاء علامة بولغري التجارية. تمّ عرض هذا المشروع الخيري على الضيوف خلال حفل عشاء خاص أعدّه الشيف الإيطالي الحائز على 3 نجوم ميشلن، Niko Romito في مطعم Il Ristorante – Niko Romito، حيث تخصَص جميع عائدات المطعم خلال أسبوعين لحملة B من أجل بيروت". من هنا، كان لنا هذا الحوار الخاصّ مع الشيف Niko Romito:
كيف كانت ليلة الاحتفال؟
كانت ليلة مميزة وأنا مسرور جداً. بالرغم من الاجراءات الوقائية المكثفة إلا أن جميع الحاضرين كانوا متحمسين للحدث ولمدى أهميته في مساعدة أطفال بيروت.
خلال مسيرتكِ طهوت للناس والمعجبين من جميع أنحاء العالم، طهوت للنقاد والأصدقاء والعائلة... ما هو الشعور بأن تطهو من أجل قضية، من أجل إنقاذ حياة طفل؟
إنها مسؤولية اجتماعية مهمة جداً وطريقة لوضع النجاح والتقدير الذي حصلت عليهما طيلة مسيرتي، في خدمة الآخرين وتسليط الضوء على حالات بحاجة فعلاً للمساعدة.
ستعود رعي أرباح مطعم Il Ristorante في فندق Bvlgari دبي إلى مساعدة أطفال بيروت، كيف بدأ تعاونك مع الدار الإيطاليّة من أجل القضايا الإنسانيّة؟
تعاوني مع Bulgari بدأ منذ سنتين عندما علّمت الأطفال في بوليفيا كيفية صنع الخبز وتحويل هذا المنتج البسيط لمصدر الحصول على المال وكانت تجربة رائعة بالفعل
هل زرت بيروت من قبل؟
كلا، لكن هلا أخبرتني كيف هي اليوم؟
بيروت الجريحة من العمق في طور العلاج وتحاول الشفاء. اللبناني صامد ومقاوم بطبيعته، هو مستمر بحبه للحياة بالرغم من الدمار الذي أصابه جراء الانفجار وتدهور الحالة الاقتصادية بسبب فيروس كورونا. اليوم، أطفال لبنان بحاجة ماسة للمساعدة فشريحة كبيرة منهم ينتمون إلى عائلات أصبحت فقيرة بسبب الأوضاع المستجدّة... وعدد كبير من تلك العائلات تراجع وضعها الاقتصادي بشكل دراماتيكيّ في الآونة الأخيرة بعد أن كانوا مستقرين مادياً. من هنا سؤالي التالي سيكون: ماذا تقول لولد يرى أحلامه تتلاشى أمام عينيه؟
للأسف الجميع ليس محظوظ بأن يولد في بلاد حالتها جيّدة. ما أستطيع أن أقول له هو ألا يتخلى عن حلمه وإيمانه بمستقبل أفضل وهذا سيساعده بالتحلّي بنظرة أفضل للحياة. عندما ذهبت إلى بوليفيا تعلمت أن "المزيد تملك، المزيد تطلب ... والقليل تملك، القليل تحتاج"، لاحظت أن الأمور الصغيرة بالنسبة لنا تشكّل مصدر إنجازات كبيرة بالنسبة إلى سكان ذلك البلد.المعاناة التي يعيشها الاطفال البوليفيون يعتبرونها من الأمور الطبيعية والبديهيّة، وهذا علّمنا الكثير.
صحيح أنني لم أمرّ بأوضاع صعبة مشابهة للوصول إلى ما أنا عليه اليوم، لكن قصّة نجاحي تُلخّص بالرسالة نفسها وهو الإيمان بالأحلام. بعد أن درست إدارة الأعمال قررت المخاطرة وتغيير المسار كي أصبح طاهي في حين كانت فرص نجاحي ضئيلة جداً.
كيف تصف علاقتك بدار Bvlgari؟
إنه حبّ متبادل! نتشارك الهويّة الإيطاليّة الحقيقية والأصيلة التي تشكّل المحرّك الأساسيّ لهذا المشروع. الطبخ هو من أسساسيات التراث الإيطالي وهو مصدر للمشاركة والعاطفة الدافئة ومطبخي متأصّل بفنّ الطهو الإيطالي التقليديّ. تناول الطعام في مطعم Il Ristorante أشبه برحلة إلى إيطاليا والتعرّف فعلاً عليها مع كلّ طبق. هذا التعاون مع Bvlgari منذ أكثر من 3 سنوات يقدّم فرصة اكتشاف إيطاليا والمعنى الحقيقي لعبارة "صنع في إيطاليا".
شيف نريد أن نراك في بيروت، ستقع في غرامها! سنعرّفك بدورنا على المعنى الحقيقي لعبارة "صنع في لبنان"، وأن تتذوّق طعم الحمص الأصليّ.
أحب الحمّص!