خصائص الشخصية المنغلقة مقابل الشخصية المنفتحة... أي واحدة منهما أنتِ؟

تقابلين الكثير من الأشخاص في حياتك اليومية، منهم مَن يتمتّع بشخصية منفتحة، ومنهم بشخصية منغلقة أو انطوائية. كيف تتعرّفين على كلّ من هاتين الشخصيّتين؟ وما هي الخصائص التي تميّزهما؟ سنعرّفكِ في هذا المقال على ميزات كل من الشخصية المنغلقة، والشخصية المنفتحة لكي تتمكّني من التمييز بينها.

الشخصية الفوضوية تتمتع بحسّ الإبداع والذكاء، فهل انتِ كذلك؟

يُعرّف البعض الشخصية الانطوائية أو المنغلقة على أنها تتوتر أو تشعر بالقلق في اللقاءات الاجتماعية أو أنها شخصية خجولة ولا تحب التواصل مع العالم. لكن، هذا التعريف غير دقيق، إذ إنّ الشخصية الانطوائية التي تُسمّى introvert هي التي تفضّل التواجد بمفردها بدلاً من التواجد ضمن مجموعة أو بين الناس. في ما يلي سنعرّفك على أبرز ميزات الشخصية الانطوائية.

من صفات الشخصية الانطوائية، أنها تتمتع بقدر كبير من الاستقلالية، فهي لا تحب بأي شكل من الأشكال الاعتماد على الآخرين لحل أمورها. في الجامعة مثلاً ستقوم بأعمالها التطبيقية المطلوبة منها لوحدها من دون اللجوء أبداً إلى الصدقات لطلب المساعد. في العمل أيضاً ستحلّ أمورها لوحدها وتسعى جاهدة للقيام بكافة الأعمال المطلوبة منها من دون الحاجة إلى طلب المساعدة وإعطاء العمل لشخص آخر. عندما يأتي الموضوع إلى الحياة الشخصية فإنّ الشخصية الانطوائية ستتدبّر أمورها لوحدها من دون الحاجة إلى العودة إلى الأهل أو الشريك لطلب المساعدة في شراء أغراضها أو حاجات المنزل أو أي شيء آخر.

بالنسبة إلى علاقتها مع الصدقات فهي ستمنحكِ من وقتها الكثير للاستماع إليكِ ومساعدكِ إذ يُعرف عن صاحبة الشخصية الانطوائية أنها تتمتّع بشخصية هادئة بشكل عام، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعلها مستمعة جيّدة. تميل إلى الاستماع إلى أفكار ومشاعر الآخرين والتفكير فيها بعمق. عند التحدّث معها ستستمع إليكِ باهتمام كبير، وتبذل جهداً لفهم ما تحاولين التعبير عنه.

نجد أنّ لدى صاحبة الشخصية القدرة على عزل نفسها بعيداً عن بقية العالم من أجل التركيز على إتمام مهمّة معيّنة. وهكذا، قد تختفي عن الأنظار لبعض الوقت من أجل القيام بالأنشطة الانفرادية كالبحثِ أو الكتابة، دون أن يكون للمُلهيات الخارجية أيّ أثر عليها. هذه القدرة المذهلة على التركيز هي السبب الذي يجعل الكثير من أصحاب الشخصية الانطوائية خبراء متخصصين في مجالات اهتماماتهم.

تبحث الشخصية الانطوائية عن أصدقاء تثق بهم وتشعر معهم بالراحة، الهدوء والإخلاص. بالإضافة إلى ذلك فإنّ صاحبة الشخصية الانطوائية تكون مخلصة للغاية للشريك، وللأصدقاء. فهي لا تحب أن تبني علاقات مع أيّ كان، بل تختار أشخاص محدّدين لكي تدخلهم إلى دائرة معارفها التي تكون صغيرة، وتكون صاحبة الشخصية الانطوائية مخلصة لكل فردٍ من هذه الدائرة الاجتماعية.

تميل هذه الشخصية في حال مرورها بعقبات، إلى الجلوس في تأمل ذاتي لاستكشاف حلول لمشاكلها. عندما تكون واقعة تحت ضغط نفسي، فإنها تختار قضاء بعض الوقت لوحدها لإعادة شحن طاقتها وتجديدها. على صعيد الحياة العمليّة غالباً ما تصل صاحبة الشخصية الانطوائية إلى مراكز عالية جداً وذلك لأنها قادرة على تحمّل المسؤولية بجدارة. على صعيد الحياة الشخصية تكون أيضاً صاحبة الشخصية الانطوائية قادرة على تحمّل الكثير من المسؤوليات في المنزل من الاهتمام بإدارة المنزل ومتطلّباته جنباً إلى جنب مع وظيفتها.

الشخصية المنفتحة التي تُسمى extrovert هي شخصية تحب التعايش مع العالم الخارجي، وتستمتع بالأنشطة الاجتماعية. الناس الذين يتمتعون بشخصية منفتحة يكونون متحمّسين طوال الوقت، ويحبّون قضاء الأوقات مع الآخرين، سواء كانوا أشخاص يعرفونهم أو أشخاص تعرفوا عليهم للتو. في ما يلي سنعرّفكِ على أبرز ميزات الشخصية المنفتحة.

تفضّل صاحبة الشخصية المنفتحة قضاء أغلب وقتها مع العالم، والأصدقاء ويكون الوقت التي تقضيه بمفردها قصير جداً، ويجد أصحاب الشخصية المنفتحة أن قضاء الكثير من الوقت بمفردهم يستنزف طاقتهم الطبيعية. بينما يحتاج الانطوائيون إلى قضاء وقت طويل بمفردهم في منازلهم أو مكاتبهم بعد قضاء وقت في الخارج مع الأصدقاء أو بعد لقاء عمل مكثّف، يجد أصحاب الشخصية المنفتحة أنهم بحاجة إلى قضاء المزيد من الوقت في الخارج وليسوا متحمسين إلى العودة إلى المنزل لقضاء الوقت لوحدهم.

تُكوّن صاحبة الشخصية المنفتحة صداقات جديدة بسهولة كبيرة. ويرجع ذلك إلى أنها تحب التفاعل مع الأشخاص من حولها، ولا تجد أبداً صعوبة في مباشرة الحديث من دون وجود مناسبة معينة، وخلق أساليب لمتابعة الموضوع والتعرف على الشخص الآخر. من هنا، يكون لدى الأشخاص ذات الشخصية المنفتحة شبكة اجتماعية كبيرة والعديد من المعارف، وهم يحاولون دائماً توسيع دائرتهم الاجتماعية.

في حين تفضّل صاحبة الشخصية الإنطوائية عدم مشاركة المشاكل والهموم مع أيّاً كان بل مشاركتها فقط مع المقرّبين منها، لا تجد صاحبة الشخصية المنفتحة أية عوائق تمنعها من مشاركة مشاكلها مع مَنْ حولها بغض النظر إن كانوا من المقربين أم لا. لذا لا يمانع الأشخاص ذات الشخصية المنفتحة إخبار مشاكلهم للآخرين للمناقشة والتوجيه، وغالباً ما يكونون أكثر استعداداً للتعبير عن أنفسهم.

غالبًا ما تكون صاحبة الشخصية المنفتحة قابلة للتكيّف مع أي موقف وتكون مبتكرة عند ظهور المشاكل. لا تحتاج إلى الكثير من التخطيط قبل بدء مشروع أو التخطيط لقضاء إجازة أو القيام بأي مهمة بل تحب القيام بالأعمال والمشاريع بطريقة عفوية. لدى صاحبة الشخصية المنفتحة القدرة على التأقلم بسرعة كبيرة مع أي تغيبر يطرق على الخطة، وهي مرنة من حيث تغيير المشاريع، أو الوقت.

الشخصية المنفتحة قد تنخرط في نشاطات محفوفة بالمخاطر من دون تردّد. خوض تجارب ومغامرات خطيرة تمنحهم شعور كبير من السعادة يزيد من طاقتهم الإيجابية، كما تجعلهم أقرب من الناس وهذه من صفات الشخصية المنفتحة، بالإضافة إلى ذلك ممارسة النشاطات الخطيرة كالرياضات الخطيرة، أو التحديات المجنونة تزيد من نسبة الأصدقاء من حولهم وهذا أيضاً ما يحبه الأشخاص الذين يتمتعون بشخصية منفتحة.