الأحداث التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة أعادت إلى الواجهة معضلة العنصريّة وآثارها الظالمة على الفئات البشريّة التي تعاني منها، لكن لا يكفي أن نتعاطف مع مجتمع العرق الأسود، لأن محاربة العنصرية تبدأ أوّلاً بالاعتراف بوجودها، بفهمها وبتثقيف أنفسنا عنها حتى نتحوّل من متفرّجين صامتين إلى حلفاء في المعركة ضدّها!
من المهمّ أن نعرف أن الانتباه للمشكلة لا يعني بالضرورة فهمها عندما يتعلّق الأمر بالعنصرية وبتفوّق العرق الأبيض أو White Supremacy. هذا الاستعلاء العرقي يتغلغل في أعماق مجتمعاتنا، يمتدّ إلى تصرفاتنا وطرق تعاملنا مع ذوي الأعراق الملوّنة، وهو ينتقل إلينا منذ الصغر لدرجة يتجذّر باللّاوعي عندنا.
فهم المشكلة يبدأ عندما ندرك كمّ أنّ امتياز العرق الأبيض أو White Privilege لعب دوراً لصالحنا وخدم تقدّمنا في الحياة على حساب العرق الأسود، أولاً بعدم تعرّضنا للأحكام المسبقة التي ترتكز على العرق، كالميل للعنف أو حدّ الأشخاص بأماكن أو وظائف معيّنة، أكان في حصولنا على راتب أعلى، في إعطائنا فرصة للحديث أو الظهور أكثر من غيرنا خلال مقابلات أو اجتماعات العمل، ببساطة بتخويلنا للنجاح من دون تشكيك في خلفيّاتنا.
عندما كان يُمنع على ذوي العرق الأبيض من الغناء في المقاهي كانت Marilyn Monroe تستخدم نفوذها وشهرتها لمساعدة صديقتها صاحبة البشرة السوداء Ella Fitzgerald من خلال التعمّد بالحضور إلى مقهى معيّن والجلوس على الطاولة الأمامية شرط أن يُسمح لصديقتها بالغناء. هذا هو مثال عن استخدام امتياز العرق الأبيض لمحاربة العنصرية.
الأمر لا يقتصر على المواضيع الكبيرة، لأن العنصرية المتأصّلة في الأذهان تدخل في أصغر وأسخف التفاصيل. فهل فكّرتِ يوماً أن الأزياء معظمها تُصمّم بدون الأخذ بعين الاعتبار مقاسات جسم المرأة السوداء التي تختلف عن المرأة البيضاء مثلاً؟ وماذا عن عالم الجمال الذي ظلّ لسنوات يروّج للبشرة البيضاء على أنها المعيار الجمالي المثالي الوحيد؟ أو ربّما علامات المكياج التي فشلت لسنوات في ابتكار أكثر من تدرّج فاونديشن وحيد لصاحبات البشرة الداكنة فيما تتوّفّر تدرّجات لا تعدّ ولا تحصى لصاحبات البشرة البيضاء...
أترين؟ كل شيء يبدأ بأمور صغيرة التي ربّما لو تنبّهنا لها، حاربناها وحاولنا تغييرها منذ البداية أو استخدمنا امتيازنا العرقي لتحقيق ذلك بدل الاستفادة منه، لكننا لم نصل إلى مرحلة ندرك فيها وجود العنصرية ولكن لا نفهمها كاملة. اليوم لا يكفي أن نضغط إعجاب على منشور مناهض للعنصرية أو أن ندعم تحرّك BlackLivesMatter#، دورنا بأن نكون حلفاء، بأن نتثقّف، بأن نتضامن، بأن نساعد على نشر الوعي، بأن نستخدم امتيازنا لمصلحتهم ولا نقف على حياد. الرياضي الأميركي Emmanuel Achoعبّر عن ذلك في أحد خطاباته مؤخّراً قائلاً: "من أجل الوقوف معنا، يجب أن تكون على علم بالقضايا التي تهمّنا، وأن تكون مثقفاً تماماً حتى تشعر بمستوى الألم الذي نشعر به، بذلك تتمكن من الفهم الكامل!".
مصطلحات مرتبطة بالعنصرية من المهم أن تعرفيها!
مصطلح Non-Racist وAnti-Racist
الشخص غير العنصريّ أو Non-Racist: يؤمن بالمساواة بين الجميع، لكن لا يسعى لتطبيق إجراءات تقدميّة عنصريّاً أو تقلّل من وجود التمييز.
الشخص المناهض للعنصرية أو Anti-Racist: يحارب تفوّق العرق الأبيض والعنصرية النظامية، يعترف بامتياز العرق الأبيض ويسعى لتسخيره والاستفادة منه في مكافحة العنصرية.
مصطلح Colorism
هو التحيّز أو التمييز ضدّ الأفراد ذوي البشرة الداكنة، عادةً ما يكون بين الأشخاص من المجموعة العرقيّة نفسها.
مصطلح Systematic أو Institutional Racism
العنصرية المؤسسية هي نوع من العنصرية التي تظهر كممارسة عادية داخل المجتمع أو المنظمة، مثل التمييز في العدالة، العمالة ، الرعاية الصحية، السلطة السياسية والتعليم...
مصطلح Prejudice وDiscrimination وOpression
التحيّز أو Prejudice: موجود لدى كل الناس نتعلّمه في مجتمعنا ونستقيه من ثقافتنا. هو الحكم المسبق على مجموعة لا ننتمي إليها ولدينا معرفة محدودة بها.
التمييز أو Discrimination: ينتج عن التحيّز، كاتّخاذ خيارات بناءً على أحكام مسبقة.
القمع أو Opression: يعتمد على تسخير التحيّز والتمييز في سياقات مختلفة لكبح مجموعة من الناس.
مصطلح Color Blind Racism
أنا لا أرى لون البشرة! جملة مرتبطة بهذا المفهوم الخاطئ بأن تجاهل الاختلافات العرقية يمحو العنصرية ويعزّز المساواة والانسجام بين الجماعات العرقيّة.
مصطلح Microaggression
هو نمط خفيّ من التمييز والتحيّز، يقوم على التشهير السلبي، الشتائم أو الإهانات اللفظية وغير اللفظية التي تستهدف الأشخاص من العرق الملوّن، وغالباً لا يتم اكتشافها، لأنها تبدو أقلّ أهمية من أن يعلّق المرء عليها، لكن يمكن أن تسبّب إقصاء الشخص وتهميشه من محيطه الاجتماعي.
مصطلح Cultural Appropriation
الاستحواذ الثقافي، هو تبنّي عنصر أو عناصر ثقافة ما من قبل أعضاء ثقافة أخرى، ويصبح إشكالياً عندما يتمّ تبنّي العناصر الثقافية بطريقة غير دقيقة أو نمطية دون موافقة أو اعتراف من المجموعة الأصلية.
ناشطات مناهضات للعنصرية عليكِ متابعتهن
Rachel Cargle: كاتبة ومحاضرة عامة، تركّز نشاطها وخطاباتها على المشاكل العرقية والقضايا النسائية.
Ava DuVernay: ناشطة ومخرجة أفلام.
Monique Melton: كاتبة وتعلّمناهضة العنصرية.
Alicia Garza: ناشطة وكاتبة في مجال الحقوق المدنية وإحدى مؤسسات حركة BlackLivesMatter#.
Ijeoma Oluo: كاتبة ومؤلفة كتاب So You Want To Talk About Race.
أظهري دعمكِ لمناهضة العنصرية وتسوّقي من هذه العلامات التجارية!
علامة Pyer Moss
علامة Telfar
علامة AAKS
علامة Victor Glemaud
علامة Fenty Beauty
علامة Pat McGrath Labs
علامة Loving Culture