هل سبق لكِ وشعرتِ أنكِ بحاجة للخروج من المنزل والتنزه بمفردكِ؟ على الأرجح أن جميعنا نحتاج إلى تمضية الوقت مع أنفسنا ولكن قد نستصعب اتخاذ المبادرة والقيام بهذه الخطوة، خاصةً إذا كان الأمر متعلّق بالتنزّه أو السفر مثلاً. بالنسبة لي غالباً ما كنت أحب الخروج مع أصدقائي المقرّبين منّي، صحيح أن عددهم قد لا يكون كبير إلّا أنني كنت أفضّل الخروج من المنزل والتنزه برفقة أحدهم على الأقل، وذلك لزيارة أماكن جديدة، تذوّق أطعمة لذيذة واختبار أنشطة لم نقم بها من قبل وغيرها. لكن، في إحدى المرّات قررت الخروج من المنزل بمفردي! لم تكن التجربة سهلة في البداية لكنها منحتني حفنة كبيرة من الطاقة والسعادة. هل تحمستِ لمعرفة تفاصيل هذه التجربة؟ تابعي قراءة السطور التالية إذاً.
تجربتي مع الخروج من المنزل للتنزه بمفردي
Me, Myself and I هكذا كانت نزهتي الأخيرة التي قمت بها بمفردي. في الحقيقة استغرق الأمر الكثير من الشجاعة والتفكير قبل اتخاذ المبادرة والقيام بها. في كل مرّة كنت أقرر بها التنزّه بمفردي، كنت إمّا أختلق ما يشغلني عن النزهة أو أجد نفسي أمام منزل صديقتي وأنتظرها للخروج سوياً. استمريت على هذا الحال لمدّة شهرين تقريباً وربما أكثر... لكن في إحدى المرّات وجدت أنّي أفوّت على نفسي زيارة بعض الأماكن المفضّلة لديّ وغالباً ما تكون هذه الأماكن تتميّز بطبيعتها الخلّابة لمشاهدة غروب الشمس مثلاً، وذلك بسبب ارتباطي مع أصدقائي.
قبل أن أكمل لكِ تجربتي هذه، سأخبركِ معلومة عنّي
فكرّة الخروج من المنزل بحدّ ذاتها، لم تكن بالأمر الصعب بالنسبة لي، لأنني أذهب يومياً بمفردي إلى العمل وأمضي ما يزيد عن ساعتين ذهاباً وإياباً... ولن أخفي عليكِ أنني أستمتع بوقتي في السيارة بفردي. كذلك عادةً ما أقضي أعمالي وأذهب بمفردي، ولكن القيام بنزهة والذهاب إلى مكان غريب نوعاً ما ومصادفة أشخاص لا أعرفهم، هو كان الأمر الذي يحتاج شجاعة.
بالعودة إلى تجربتي مع التنزّه بمفردي، وفي إحدى المرّات، انتابني شعور قوّي بأنه حان الوقت للقيام بهذه الخطوة! انطلقت من المنزل في السيارة وفي الحقيقة لم أضع خطّة لأين سأذهب، إلّا أن حبّي للطبيعة قادني إلى قمم إحدى جبال لبنان في منطقة الشوف حيث كان مشهد غروب الشمس أكثر من مميّز. أمضيت ما يقارب الساعة مع نفسي، ولم يكن الأمر مملّ أبداً، إذ قمت بالتقاط الصور، تحدثت مع نفسي قليلاً وتمنيت ألّا يراني أحد ويعتقد أنني فقدت عقلي ، ضحكت على أحداث طريفة حصلت معي، تناولت مشروبي المفضل واستمتعت بمشهد العصافير في السماء والفراشات التي تحوم حولي.
نصائح ستزوّدكِ بالشجاعة الكافية للخروج من المنزل للتنزه أو السفر بمفردكِ
قبل العودة إلى المنزل في نزهتي الأخيرة، كنت قد وضعت خطة للنزهة المقبلة، والتي بالطبع سأكون بها بمفردي أيضاً. من هنا، وبقدر ما استغرق الأمر منّي الكثير من التردد والتفكير قبل الخروج من المنزل للتنزه بمفردي، أصبح الأمر بغاية السهولة بالنسبة إلي، لأن ذلك كان له تأثير إيجابي جداً على نفسيّتي. إذا كنتِ ترغبين بالتنزه أو السفر بمفردكِ ولم تشعري بالشجاعة بعد، فسأخبركِ عن بعض النصائح التي ستساعدكِ على ذلك:
- امنحكِ نفسكِ الوقت الكافي قبل الخروج من المنزل بمفردكِ، فكّري بالموضوع، خططي له وحددي يوم وساعة له.
- ابدئي بخطوة صغيرة! اختاري في البداية أماكن قد تشعرين بالراحة إذ تواجدتِ بها بمفردكِ، وربما قد لا تكون بعيدة جداً عن منزلك.
- اعلمي جيداً أنه من الطبيعي الشعور بالخوف قبل السفر أو الخروج للتنزه بمفردكِ، لكن واجهي هذا الشعور!
- ركّزي أفكاركِ على الأحداث الإيجابية التي قد تحدث معكِ، ولا تدعي الأفكار السلبية تراودكِ.
- لا تتأثّري بأراء الأشخاص السلبيين المحيطين بكِ، والذين يشعرونكِ أنكِ غير قادرة على القيام بهذه الخطوة.
- قبل الخروج أو السفر بمفردكِ، قومي بأبحاث مكثّفة عن المكان الذي تودّين زيارته.
- تأكّدي من وجود الحاجات الأساسية معك مثل بطاق الهوية، النقود، الهاتف... وأخبري أحد المقرّبين منكِ بأنكِ ستقومين بهذه الخطوة للمزيد من الاطمئنان.
في الختام، وبحسب تجربتي وتجربة كل مَن قام بهذه الخطوة، فإنها تعزّز الثقة بالنفس، تزوّدكِ بالكثير من القوّة بالإضافة إلى أنها تشعركِ بالسعادة! يُقال أنه مَن يستطيع السفر أو الخروج من المنزل للتنزه بمفرده، فهو قادر على فعل أي شيء صعب في الحياة. قد لا تكون هذه المقولة دقيقة تماماً، إلّا أنه ومن أي شك أن هذه الخطوة تترك تأثيراً في شخصيتكِ، وأنصحكِ بالقيام بها على الأقل مرّة واحدة في السنة.
هيا تشجّعي، قومي بالسفر أو الخروج من المنزل للتنزه بمفردكِ وأشكريني لاحقاً