من أهمّ الخطوات للعناية بالنفس وبناء علاقات صحيّة مع الآخرين، وضع حدود بينكِ وبينهم. لا نقصد هنا الحدود الجسديّة، فهذا أمر بديهيّ، إنّما الحدود التي توضح للشخص الآخر، سواء كان زميلاً في العمل، شريكاً أو أيّ شخص تعرفينه، كيفيّة التعامل معكِ، ما تقبلين به وما ترفضينه... هويّتكِ الخاصّة. الحدود تعطيكِ القدرة على السيطرة على عواطفكِ، تنظيم وقتكِ، فلا تضيعينه بالأحداث الدراميّة، أو بمهامّ ليست على لائحة أولوياتكِ، تساعدكِ لتركّزي على تحقيق الأهداف الخاصّة بكِ والحفاظ على صحّتك النفسيّة. بذلك، تكونين قادرة على الاستمتاع بحياتكِ والوصول إلى النجاح بمعاييركِ الخاصّة. هذه الحدود هي قوّتكِ غيرالمرئيّة، وأنتِ مسؤولة عن حمايتها.
خطوات سهلة لوضع حدود صحية في العلاقات والحفاظ عليها
إليكِ الخطوات التي ستسهّل عليكِ وضع حدودكِ والحفاظ عليها:
- أوضحي ما تريدن: الخطوة الأولى، توضيح ما تحتاجين بالضبط لتوصيله إلى الشخص الآخر.
- ابحثي عن الوقت المناسب، أي الوقت الأمثل للطرفين.
- ابدئي بمجاملة: إذا كنتِ في حيرة كيف تبدئين الحديث، يمكنكِ البدء بطريقة إيجابيّة، كمجاملة بسيطة أو شكر على أمر ما. بعد ذلك، تكملين المحادثة شارحة قوانينكِ الخاصّة.
- كوني لطيفة مع نفسكِ: وضع الحدود لأحدهم قد يثير مشاعر الذنب، لكن لا تقلقي مع استمراركِ لوضع الحدود، ستبدأين بالشعور باستياء أقلّ وثقة أكبر.
- قولي لا: لكلّ المهامّ التي لا تريدين فعلها أو لا تملكين الوقت الكافي لتنفيذها.
- أوضحي فكرتكِ: عند وضع الحدود، لا تركّزي على تغيير سلوك الشخص الآخر. بدلاً من ذلك، قومي بتوضيح كيفيّة استجابتكِ بطرق جديدة، إذا استمرّ الشخص في هذا السلوك.
- تذكّري أنّها مسيرة: عادة لا يكون رسم حدود صحيّة طريقة يتم القيام بها مرة واحدة فقط، ستجدين نفسكِ غالباً مضطرّة لتذكير الأشخاص في حياتكِ بالحدود التي حدّدتِها، واحتياجاتكِ وأهميّتها.. تحلّي بالصبر.
- لا تضعفي: قد نعود إلى تقبّل التصرّفات الخاطئة في العلاقة قبل رسم الحدود. لا تضعفي بسبب العادات القديمة، استمرّي في دفع نفسكِ للحفاظ على حدودكِ.
- كوني منفتحة لتقديم تنازلات: وضع حدود خاصّة لا يعني عدم تقديم بعض التنازلات، خاصّة مع الأشخاص المقرّبين. كوني منفتحة لضمان تلبية احتياجاتهم وحدودهم أيضاً.
فوائد وضع حدود صحية في العلاقات مع الآخرين
- خفض نسبة التعرّض للاكتئاب والقلق الناتجين عن الاحتكاك بالآخرين ومعرفة مشكلاتهم.
- الحفاظ على علاقات أقوى مع الآخرين وأكثر ديمومة.
- تعزيز الشعور بتقدير الذات، وتجنّب الذبذبات السلبيّة من الآخرين.
- الحفاظ على الاستقلاليّة والخصوصيّة، وضمان عدم تدخّل الآخرين في الأمور الشخصيّة.
- إفساح المجال لقضاء وقت أكبر مع النفس، تحقيق أسلوب حياة متوازن، وزيادة قدرتنا على تحمّل مسؤوليّة اتّخاذ قرارتنا وتطويرها دون التأثّر بالغير.
- تجنيب أنفسنا التعرّض لإساءات الآخرين.
- الحفاظ على الصحّة النفسيّة.