ما هي الاستقلالية المالية وكيف يمكنكِ تحقيقها؟

في ظلّ التعثّرات الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي نشهدها في الفترات الأخيرة، من الضروريّ أن تكوني امرأة مستقلّة ماديّاً. فالاستقلال الماديّ سيساعدكِ في التحرّر من العديد من القيود والصعوبات في شتّى المجالات، كما أنّه سينحت قوّة شخصيّتكِ لتصبحي المرأة التي كنت تحلمين بالوصول إليها. فهل تتوقين لليوم الذي ستصبح فيه المخاوف الماليّة أمراً من الماضي؟ إليك بشرى سارّة، قد يكون تحقيق هذه الاستقلاليّة أسهل ممّا كنتِ تعتقدين! من خلال خلق عادات تساعدكِ على البقاء على رأس قائمة أهدافكِ، ستصبح الاستقلاليّة الماليّة في متناولكِ. ليس من الضروريّ أن تعرفي الكثير عن هذا المجال لتكوني ذكيّة في التعامل مع الأموال، بل عليكِ فقط أن تدركي نقاط قوّتكِ وضعفكِ، للتمكّن من الوصول إلى الهدف.

الاستقلاليّة الماليّة أو الحريّة الماليّة، هي حيازتكِ للأموال الخاصّة بكِ، دون الحاجة لدعم من الآخرين، أي حين يكون لديكِ مدخول نقديّ يمكنكِ الاعتماد عليه، ويسمح لكِ بعيش الحياة التي تريدينها، دون أن تكوني مثقلة بالديون، خصوصاً إذا اضطّررت إلى دفع فواتير إضافيّة أو نفقة مفاجئة. قد يتعلّق الأمر بإدراككِ أنّكِ بحاجة إلى المزيد من الأموال، أو ربما زيادة دخلكِ أو التخطيط لمستقبلكِ الماليّ على المدى الطويل... باختصار، يتبدّل هذا المفهوم، مع تبدّل أهدافكِ ورؤيتكِ لهذا الموضوع.

وضع خطّة ماليّة تضمّ مبالغ وتواريخ محدّدة، قد يعزّز عزمكِ للوصول إلى هدفكِ ويحميكِ من إغراءات الإنفاق الزائد. ما إن تبدئي بإحراز تقدّم حقيقيّ، ستشعرين براحة من الضغوطات المستمرّة من الديون المتصاعدة وستتمكّنين من التقاعد في وقتٍ مبكر. تجدر الإشارة إلى أنّ اتّباع هذه الخطوات لا تحلّ جميع مشاكلكِ الماليّة، لكنّها تساعدكِ على تطوير عادات سليمة، ستضعكِ على طريق الحريّة الماليّة. أبرز الخطوات:

من السهل جدّاً زيادة النفقات، خاصّةً مع سهولة التسوّق عبر الإنترنت، باستخدام بطاقات الإئتمان، العروض الشرائيّة... لذلك، عليكِ أن ترسمي خطّاً بين ما تحتاجينه وما يمكنكِ الاستغناء عنه. أفضل طريقة للقيام بذلك، تكون من خلال إنشاء قائمة بميزانيّتكِ، تحدّدين فيها نفقاتكِ الأساسيّة، مثل المسكن، النقل، الطعام، التأمين، الديون، الأغراض الضروريّة...

خبّئي قرشكِ الأبيض ليومكِ الأسود... مثل شعبيّ شكّل مفهوماً ومبدأً يلتزم به كثر. يتمثّل الادّخار بعمليّة وضع الأموال جانباً، وغالباً ما تكون في حساب مصرفيّ لهدف معيّن، مثل دفع ثمن سيّارة أو دفعة أولى لشراء منزل أو لأيّ حالة طارئة قد تحصل. بالنسبة للبعض، الادّخار يأتي بشكل طبيعيّ ضمن طبيعتهم، أمّا البعض الآخر فيكادون يخدعون أنفسهم للقيام بذلك. أحد أبرز الأساليب، أن تحوّلي شهريّاً مبلغاً بطريقة تلقائيّة إلى حساب التوفير الخاصّ بكِ، ليصبح عادة شهريّة. لتحفيز نفسكِ، حدّدي أهدافكِ، تحقّقي من تقدّمكِ وقومي بإجراء التعديلات حسب الحاجة.

حدّدي قسماً من ميزانيّة مدّخراتكِ لإنشاء صندوق طوارئ منفصل، بهدف الحصول على نقود كافية، لتغطية نفقاتكِ الأساسيّة، لمدّة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر. لماذا؟ خلال فترات الوباء والأزمات الاقتصاديّة، تنخفض الأجور، ترتفع الأسعار ويضطرّ البعض للتوقّف عن العمل، فضلاً عن النفقات غير المتوقعة، كأن تتعرّضي لحادث سير أو أن تفقدي وظيفتكِ...

سيطري على الديون ولا تدعيها تتحكّم بكِ! يمكن لبطاقات الائتمان أن تشعركِ بالتحرّر، إلّا أنّها في المقابل قادرة أن تحبسكِ في دوّامة الديون. من الجيّد استخدام هذه البطاقات، لكن فقط إذا كنتِ تحققين مردوداً، يمكّنكِ من سداد المبلغ بالكامل كلّ شهر.

من السهل جدّاً تأجيل الادّخار للتقاعد عندما تكونين صغيرة في السنّ، ولكن كلّما بدأتِ في سنّ مبكر، إحتجتِ لتوفير نسبة أقلّ من المال. في مرحلة العشرين من عمركِ، اهدفي إلى توفير ما بين 10 إلى 15 % من راتبكِ الإجماليّ. كلّما دخلت في مرحلة جديدة من العمر، عليكِ زيادة هذه النسبة 5 %.

الاستثمار، عملية توظيف الأموال في مشروع معيّن، أو شراء أصول ذات قيمة، تُسمّى الأصول الرأسماليّة. يتمّ شراء هذه الأصول بناءً على توقّعات بارتفاع قيمتها مع مرور الوقت، أو قناعةً بأنّها سوف توفّر مصدراً جديداً للدخل. في بعض الحالات، يمكن أن تحقّق الأمرين معاً. قبل أن تبدئي بالاستثمار، فكّري في أهدافكِ، المدّة الزمنيّة والمخاطر. سيساعدكِ الأمر على تطوير استراتيجيّة الاستثمار واختيار الاستثمارات المناسبة. لحسن الحظّ، لا يتطلّب الأمر الكثير من المال هذه الأيّام للبدء، خاصّةً إنْ كنتِ تستخدمين صندوق استثمار مشتركاً، البورصة أو جزءاً من ملكيّة أسهم. في بعض الأحيان، قد يكون الاستثمار أفضل من ادّخار المال، كونه بمثابة خسارة لكِ في ظلّ تردّي الأوضاع الاقتصاديّة، كالتضخّم وانخفاض القيمة الماليّة.

قد يكون من الصعب الالتزام بميزانيّة معيّنة لمدّخراتكِ، خاصّةً عندما تضطرّين إلى التخلّي عن شيء لتحقيق هذا الهدف. لكن تأكّدي أنّ الأمر يستحقّ العناء، لأنّكِ قد تحرمين نفسكِ الآن من أجل راحتكِ المستقبليّة، سواء كانت عطلة، منزلاً، مشروع تقاعد أو سيّارة... فالهدف هو حافز لكِ!

سدّدي قروضكِ وفواتيركِ تلقائيّاً فور تقاضيكِ راتبكِ. كلّما انخفض عدد الخطوات التي يتعيّن عليكِ القيام بها فيما يخصّ أموالكِ، زاد احتمال التزامكِ بها، إلى جانب عدم الحاجة إلى التفكير في القيام بها كلّ شهر.

وضع ميزانيّة شهريّة والالتزام بها أفضل طريقة لضمان دفع جميع الفواتير وتحقيق المدّخرات. تضمن لكِ روتيناً منتظماً وآمناً للحدّ من المصروف الإضافي.

تعتبر بطاقات الائتمان وغيرها من القروض الاستهلاكيّة ذات الفوائد العالية أمراً سلبيّاً لبناء ثروة. ننصحكِ بتسديد الرصيد الكامل كلّ شهر.

يتردّد كثر في القيام بهذه الخطوة، للتفاوض بشأن سلع أو خدمات. تميل الشركات الصغيرة بشكلٍ خاصّ إلى الانفتاح على التفاوض، خصوصاً إنْ كنتِ عميلة ثابتة.

ابقي على إطّلاع بكلّ ما يخصّ المشاكل الماليّة التي تدور حولنا، ما يسهّل عليكِ عمليّة اكتشاف الطريق الذي عليكِ أن تسلكيه لتفادي العراقيل. على سبيل المثال، راجعي التغييرات فيما يخصّ قانون الضرائب، أطلعي على أساسيّات التداول في البورصة، تابعي الأخبار الماليّة والتطوّرات في هذا السوق...

من أهمّ الخطوات والأكثر تجاهلاً، إذْ إنّ هذا الشخص قادر أن يحدّد لكِ الخطوات التي عليكِ القيام بها، للحصول على مسار ماليّ سليم، مهما كانت ثروتكِ أو استثماركِ.

سواء من خلال الكتب، المدوّنات، البودكاست، مقاطع الفيديو... إبحثي عن الطريقة الأنسب لكِ، ودعي عقلكِ يمتصّ هذه المعلومات. قد يحمل عالم التمويل والاستثمار مخاطر ومخاوف لدى البعض، إلّا أنّه أمر ضروريّ لكِ، لتفادي خسارة الأموال، خصوصاً إنْ كنتِ تودّين الاستثمار. تأكّدي أنّكِ مع مرور الوقت، ستطوّرين نفسكِ، ما يجعل بحوثكِ وقراراتكِ أسهل.

العناية الجيّدة بالممتلكات، أكانت سيارات، أحذية، حقائب... تجعلها تدوم لفترةٍ أطول. هذا الأمر يغنيكِ في بعض الأحيان عن تكاليف الصيانة، ما يسهّل عليكِ عمليّة بيعها والاستفادة منها إلى أقصى حدّ.

لا يقتصر فقط الحفاظ على ممتلكاتكِ على الأغراض فقط، بل على كلّ ما تملكينه، وأهمّها صحّتكِ. الاهتمام بصحّتكِ له تأثير إيجابيّ كبير على صحّتكِ الماليّة أيضاً. نقصد بالاعتناء بصحّتكِ، من خلال الزيارات المنتظمة إلى العيادات واتّباع نصائح صحيّة حول أيّ مشكلة تواجهينها. هذا الأمر يساعدكِ في حماية نفسكِ من الأمراض، من خلال إجراء تغييرات أساسيّة في نمط حياتكِ، مثل ممارسة التمارين الرياضيّة واتّباع نظام غذائيّ صحّي.

سواء كانت ميراثاً، هديّة، مكافأة... لا تقومي بصرفها بتاتاً! بقدر ما يكون الأمر مغرياً، إلّا أنّه من الأفضل الاحتفاظ بها في حساب التوفير، الاستثمار أو سداد ديونكِ بها.

مقابلة مع رائدة الأعمال المصرية مها جابر

بغضّ النظر كيف، من الضروريّ القيام بذلك! ما عليكِ سوى تدوين ما تصرفين على دفتر، هاتف أو كمبيوتر... أو حتى يمكنكِ تنزيل أحد تطبيقات الميزانيّة الشخصيّة المتاحة. معرفة أين تذهب كلّ أموالكِ، قد يكون بمثابة Wake Up Call لكِ، تحتاجين له لتغيير سلوككِ والمضيّ في المسار الصحيح.

إنْ كنتِ تفكّرين أّن ديونكِ أكبر بكثير من راتبكِ وتفتّشين عن طرق لسدادها، فالحلّ يكمن في البحث عن طرق لجني دخل إضافيّ. فالتضحية أمر أساسيّ لإنجاز هذه الخطوة. من المؤكّد أنّها ليست سهلة، لكنّها ستوصلكِ بشكل أسرع لهدفكِ! تجدر الإشارة إلى أنّ هناك طريقتين لجني المال، منها ما يعرف بـ Active ، أي التي تتطلّب مجهوداً ووقتاً وPassive ، أي المداخيل التي لا تحتاج لمجهود كبير وتعرف أيضاً ب، Side Hustles ، كإعطاء دروس أونلاين، المشاركة في إحصاءات مدفوعة الأجر أو بيع بعض المنتجات اليدويّة وغيرها الكثير...

يعتمد المبلغ الماليّ الذي تحتاجينه لتحقيق الاستقلاليّة الماليّة على أهدافكِ! إذا كنتِ تريدين العيش من حساباتكِ الماليّة واستثماراتكِ من دون دخل إضافيّ، فيجب أن يكون متوسّط عائدكِ السنويّ أكبر من نفقات معيشتكِ. بهذه الطريقة، لن تستنفدي مدّخراتكِ لتغطية فواتيركِ. كلّما انخفضت نفقاتكِ، قلّت نسبة الأموال التي تحتاجينها لتحقيق الاستقلال الماليّ. أمّا إنْ كنتِ تودّين الحصول على نمط حياة مترف، عليكِ الادّخار ما بين 28.5 و31 ضعف إنفاقكِ السنويّ المتوقّع، دون نفاد أموالكِ.

ما زلت تعتمدين على شخص آخر لتزويدك بالمصروف.

تكسبين ما يكفي لتغطية نفقاتك، من دون أن تتمكني من الادخار.

أنت تكسبين باستمرار ما يكفي من المال لتغطية نفقاتك، ولديك ما يكفي من المال للادخار وما لا يقل عن 6 أشهر من نفقات المعيشة في صندوق الطوارئ.

دخل ثابت ومدخرات كافية. يمكنك الآن التطلع إلى تنمية ثروتك والتخطيط لتقاعدك. يمكن استثمار الأموال الإضافية.

لقد استثمرت بثبات لعدد من السنوات، وقمت ببناء العديد من الاستثمارات القوية وطويلة الأجل التي تعود عليك بمال كاف لتغطية نفقات المعيشة اليومية حتى تقاعدك، مما يعني أنك تستطيعين التقاعد باكراً، إذا رغبت بذلك.

لقد واصلت تنمية ثروتك إلى مستوى يمكن لاستثماراتك ودخلك السلبي، تمويل نمط حياتك وأحلامك بسهولة.

لديك أكثر مما تحتاجين في هذا المستوى، يكون تركيزك على مساعدة الآخرين وكيفية توريث ثروتك للأجيال القادمة