يوم بعد يوم، تشقّ المملكة العربية السعودية الطريق نحو مجتمع متحرر، خاصة فيما يتعلّق بحقوق المرأة وحريّتها الشخصية. فلا شكّ أن العمل ضمن رؤية السعودية 2030 لبناء صورة جديدة تكرّس الإنفتاح، روح الإصلاح وتمكين المرأة، بات واقع يحمل معه الكثير من الإنجازات والتغيّرات الجذرية، خاصة في الآونة الأخيرة.
بعد أن أعلنت السعودية وللمرّة الأولى، عن فتح أبوبها أمام مواطني 49 دولة للدخول إلى أراضيها من دون تأشيرة مسبقة ابتداءً من 28 سبتمبر 2019، ها هي السلطات وتحديداً الهيئة العامة للسياحة تصدر تعميم تسمح فيه للزائرات والمقيمات الأجنبيات التجوّل في المملكة من دون ارتداء العبايات، إذ اعتبرت أنه قرار اختياري يعود للشخص نفسه. في نفس الإطار، أكّد رئيس الهيئة أحمد الخطيب خلال احدى المقابلات، أن النساء الأجنبيات لن يضطررن لإرتداء العباية، لكن سيتم ارشادهن لإختيار ملابس محتشمة ولائقة. هذه الخطوة صبّت في خانة الجهود والمساعي التي تبذلها المملكة لتطوير القطاع السياحي والإنفتاح على أسلوب حياة الزائرين الأجانب.
أما بالنسبة لردود الفعل، فأتت متباينة. البعض اعتبر أن هذا التعميم هو خطوة لا بدّ منها، في حين اعترض البعض الآخر عليه.
ماذا عن قرار إجبار النساء السعوديات بارتداء العباية السوداء في المملكة؟
بالرغم من أن هذا القرار واعد، إلّا أنه حمل تساؤلات كثيرة حيال إجبار النساء السعوديات بإرتداء العباية السوداء خارج المنزل وإذا كان هنالك احتمال لتعديل هذا القرار بدوره. هذه الخطوة تسعى السعوديات إلى تغييرها على أرض الواقع كما يظهر في الفترة الأخيرة، إذ بدأ عدد محدود من النساء بالتجوّل في الشوارع بلباس محتشم ومن دون عباية. هذا ما حصل بعد أشهر من تصريح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في إحدى المقابلات بأن الشريعة الإسلامية لا تجبر النساء على ارتداء العباية السوداء، لكن لم يصدر من بعدها أي قرار رسمي أو إعلان يتناول هذا الموضوع. كما انتشر عقب ذلك هاشتاغ #سعوديات_بدون_عباءة على مواقع التواصل الإجتماعي خاصة تويتر.
كذلك، لا بدّ من ذكر هاشتاغ #اسقاط_العباية الذي انتشر منذ أشهر، كمطالبة باسقاط العباية السعودية وإعطاء النساء السعوديات الفرصة لتجربة الإنفتاح على العالم باعتبار هذا الزي أمراً مفروضاً وليس اختيار. كما أنه، على حدّ تعبير رواد مواقع التواصل الإجتماعي، قمع للحريات الشخصية (اضغطي هنا للمزيد)