إن كنتِ لا ترغبين في قراءة الكتب فلا بأس لأنكِ لستِ الوحيدة. لكن من المؤكّد أنكِ تفوتين الكثير، ليس من ناحية تعزيز ثقافتكِ ومعلوماتكِ فقط بل أنتِ تفوّتين فوائد صحية عديدة تطيل عمركِ من خلال قراءة الكتب.
نعم، إن قراءة الكتب تساهم في إضافة سنوات على عمركِ وتزيد من سعادتكِ، بحسب دراسة أجريت عام 2016 في كلية الصحة العامة في جامعة "يال" Yale University في الولايات المتحدة.
حللت هذه الدراسة معلومات من استطلاعات رأي أجريت على عادات القراءة لدى 3600 رجل وامرأة تجاوزوا سنّ الخمسين على مدار 12 عاماً، للبحث عن تأثير القراءة على طول العمر.
استندت الدراسة على 3 مجموعات: المجموعة الأولى قرأت أكثر من 3 ساعات ونصف بالأسبوع، المجموعة الثانية قرأت حوالي 3 ساعات ونصف أسبوعياً، أمّا المجموعة الثالثة فلم تقرأ إطلاقاً. تبيّن أن معدّل البقاء على قيد الحياة لدى المجموعة الأولى كان أكثر بـ23% مقارنة بالمجموعة الثالثة.
كذلك، تبيّن من خلال هذه الدراسة أن الذين قرأوا المجلات والصحف كان معدّل البقاء على قيد الحياة جيداً لكن ليس أفضل من الذين قرأوا الكتب.
يعود السبب إلى أن قراءة الكتب تتطلّب التعمّق أكثر من الصحف والمجلات التي تتطلّب قراءة سطحية. كذلك، تحثّ قراءة الكتب على التفكير النقدي، خصوصاً أنها تحسّن عمليّة التفكير وتشغيل المخيّلة بشكل أفضل. أُثبِت أيضاً أن قراءة الكتب تعزز العلاقات الإجتماعية، من خلال فهم الشخصيات التي تدور حولها أحداث الكتاب، إذ عندما تُظهرين التعاطف مع شخصية خيالية، يكون التأثير هو نفسه عندما تتعاملين مع شخص حقيقي.
هذا ليس كل شيء! يمكن للقراءة أن تطيل عمركِ، من خلال تفاعل الدماغ وإبقائه فعّالاً بما فيه الكفاية لمنع التدهور المعرفي الذي يسبّب الألزهايمر والخرف. بالتالي، تدرّب القراءة المكثفة دماغكِ من خلال النشاط الذهني أثناء القراءة، وتطور قدرات الدماغ الدفاعية ضد الأمراض أيضاً، بحسب دراسة حول علاقة النشاط المعرفي مدى الحياة بالمشكلات العصبية والمعرفية أثناء الشيخوخة.
إن قراءة الكتاب لمدة 6 دقائق، تبطئ من معدل ضربات القلب وتخفّف جهد العضلات لذلك، ستشعركِ بالإسترخاء وتزيد من سعادتكِ خصوصاً إن تهتِ في عالم الكتاب الذي تقرأينه أي أنكِ شعرتِ بالإندماج التام بمحتوى الكتاب لدرجة تنسيكِ هموم الحياة.
خصّصي بعض الوقت لقراءة كتاب قبل النوم يثير اهتمامكِ، إذ يساعدكِ كثيراً على إرخاء جسمكِ وعقلكِ وربما سيمنحكِ نوماً هنيئاً. لكن في هذه الحالة من المفضّل أن تختاري الكتاب الورقي بدلاً من الإلكتروني لأن ضوء الشاشة الأزرق يمنع جسمكِ من إفراز الميلاتونين Melatonin وبالتالي ستشعرين بالأرق.
فوائد قراءة الكتاب لا تتوقف عند هذا الحد. تقول إحدى الدراسات أن 27% من القرّاء أكّدوا أن بعض الكتب حثّتهم على اتخاذ قرارات غيّرت حياتهم، 36% شجّعتهم على السفر و19% شجّعتهم على ممارسة هوايات جديدة.
فهل تشجّعتِ على قراءة الكتب أم بعد؟