الصحة النفسية لا تؤثّر على معنويات الفرد ومشاعره فحسب، بل تؤدّي إلى مشاكل عدّة بدءً من البشرة الباهتة مروراً بالشعر المتساقط ووصولاً إلى اكتساب الوزن. في هذا المقال، سنتطرّق بشكلٍ خاص إلى علاقة التوتر بزيادة الوزن. كما سنسلّط الضوء على أهميّة التروّي ومحاربة كل المشاعر السلبيّة بخاصّةٍ أن اليوم يصادف اليوم العالمي للصحة العقلية.
كيف يؤدّي التوتر والإجهاد العصبي إلى زيادة في الوزن؟
التوتر يفرز هرمون الكورتيزول
أثبتت الدراسات أنّه عند الشعور بالتوتّر والإجهاد العصبي، يفرز الجسم مادة الكورتيزول وهو هرمون مسؤول عن احساسكِ بالإجهاد. هذا الأمر يجعلكِ تشتهين الكربوهيدرات، السكريات والاطعمة الدهنية. من هنا يصبح الغذاء أو الطعام بمثابة عنصر مهدىء بسبب التغيرات الكيميائية التي يفرزها جسمكِ. تجدين لديك، على سبيل المثال، رغبة قوية في تناول الشوكولا الذي يعمل على تعزيز الناقلات العصبية والمواد الكيميائية في جسمكِ، فتشعركِ بالسعادة. من هنا، يؤدّي التوتّر والإجهاد العصبي إلى زيادة في الوزن.
التوتر يؤدي إلى الحدّ في انتاج التستوستيرون
عند ارتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم، يتوقف الجسم عن إنتاج التستوستيرون؛ مما يؤدي إلى انخفاض الكتلة العضلية، وبالتالي إلى حرق سعرات حرارية أقل وزيادة الوزن. هذا الأمر يفسّر ارتباط التوتّر والإجهاد العصبي بزيادة الوزن.
التوتر يبطّئ عملية الأيض
أثبت دراسة قام بها علماء في جامعة Ohio State University في سنة 2015 إلى أن التوتّر يبطّئ عمليّة الأيض وبخاصةٍ لدى النساء. من جهةٍ أخرى، المعاناة من عملية أيض بطيئة يؤدّي إلى اكتساب بعض الكيلوغرامات، ممّا يفسّر ارتباط التوتّر والإجهاد العصبي بزيادة الوزن.
بعد أن تعرّفتِ على العلاقة التي تربط التوتّر بزيادة في الوزن، سنقدّم لكِ في السطور أدناه أهمّ النصائح لتفادي تناول الطعام أثناء التوتّر، وتجنّب اكتساب الكيلوغرامات.
كيفية تفادي الإفراط في تناول الطعام عند الشعور بالتوتر
1- احرصي على تناول الوجبات الخفيفة الصحية فهي الافضل لكِ لتجنب تلك الرغبة الشديدة في تناول الطعام، منها الفاكهة والخضراوات الطازجة قليلة الدسم. كما يمكنكِ تناول حفنة من المكسرات أو الفشار بدون زبدة أو نكهات.
2- بدل من حرمان نفسكِ من طعامك المفضل وقت التوتر، يمكنكِ الحصول على طبق برغر صغير الحجم مثلاً أو ربما قطعة صغيرة من الكعكة الشهية عوضاً عن اخذ شريحة كاملة.
3- اذا شعرتِ بالملل أو بالضيق، قومي بممارسة أي نشاط جديد يعزز من طاقتكِ وحماسكِ مثل اللعب مع حيوانكِ الاليف، الاتصال بصديقة، القيام بنزهة في الطبيعة، الاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة فيلم. جميعها وسائل ستلهيكِ عن هذا الشغف المزعج للأكل في أي وقت من اليوم.
4- امنحي نفسكِ وقت في التفكير بالسبب وراء جوعكِ، لتتأكدي من انه شعور حقيقي وليس نتيجة للتوتر.
5- لا تحتفظي بمغريات الأطعمة الدسمة في منزلكِ، فإذا كان من السهل الوصول إليها، سيكون صعب عليكِ مقاومتها.
6- يمكنكِ بدل من الانغماس في الطعام وقت التوتر، أخذ حمام دافئ ينعشكِ، يحدّ من ازعاجكِ ويجلب لكِ الشعور بالسعادة والاسترخاء.