ما هو حمام الصوت وما هي أبرز فوائده الصحية والنفسية؟

الجلوس في حوض الاستحمام وبداخله مياه ساخنة ليس هو النوع الوحيد من الاستحمام الذي يسمح للجسم بالاسترخاء، بل قد تساعد أيضاً موجات الصوت المنبعثة من بعض الأدوات في تخفيف أعراض الإجهاد والتعب والاكتئاب، وهذا ما يُعرف بالحمام الصوتي. ما هو هذا الحمام؟ ما هي فوائده على الجسم؟ إليكِ، في هذا المقال، دليل كامل عن الحمام الصوتي.

لسنوات كثيرة كانت القبائل تلجأ إلى الموسيقى لشفاء الناس روحياً وحتى جسديّاً، ومن هنا نبعت فكرة حمام الصوت. يمكن أن يكون حمام الصوت أسهل من الممارسات التأملية الأخرى مثل اليوغا لأنه لا يتطلب الكثير من الانضباط أو الصبر لتعلم كيفية القيام بذلك، كل ما عليك فعله هو الاستماع إلى مقدم الخدمة وهو يعزف الموسيقى. ينقسم حمام الصوت إلى مراحل عدة، وهي:

• سيُطلب من الشخص أوّلاً ممارسة مجموعة من تمارين اليوغا أو التأمل.
• من بعدها سيطلب منه الاستلقاء على الظهر للمباشرة بحمام الصوت.
• بعد ذلك، سيستخدم مقدم الخدمة الذي تم تدريبه على التقنيات الموسيقية للاستحمام الصوتي أداة واحدة أو عدة أدوات لإنشاء اهتزازات متداخلة مهدئة. الأدوات التي يتم استخدامها في الحمام الصوتي هي: أطباق الكريستال، أطباق الغناء التبتية، الأجراس، الصنوج.
• تقودك هذه الاهتزازات الصوتية إلى حالة من التأمل أو الاسترخاء العميق، مما يؤدي إلى تخفيف التوتر، والاكتئاب.
• في نهاية الجلسة، سيساعدكِ مقدم الخدمة إلى العودة إلى شعور الوعي قبل الانتهاء من حمام الصوت ويتمنى لك التوفيق.

ملاحظة: يمكن ممارسة حمام الصوت في مكان مخصص لذلك بشكل فريدي مع مقدم الخدمة، أو ضمن مجموعة حيث يجتمع عدد من الناس في غرفة ويستمعون إلى الأصوات التي تساعد على الاسترخاء. كما يمكنكِ ممارسة حمام الصوت في المنزل.

فوائد عرق السوس للبشرة

تبقى الحمامات الصوتية حتى الآن ممارسة تساهم في التخفيف من التوتر، ولكنها ليست علاجاً ولا تجود أية أبحاث تؤكد إمكانيّة حمام الصوت في الشفاء من بعض الحالات المرضيّة. هناك دراسات محدودة تشير إلى أن حمام الصوت له فوائد إيجابية على الصحة العقلية من جهة، وعلى على الصحة الجسديّة أيضاً.

قد تساعد الحمامات الصوتية في علاج حالات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق. وقد قامت الدراسات التالية بتأكيد ذلك، وهي على الشكل التالي:

• قام الباحثون بقياس مشاعر 62 شخصاً قبل تلقي حمام الصوت، ومرة أخرى من بعده، ووجدوا أن التوتر، والقلق، والحالات المزاجية السلبية، انخفضت بشكل ملحوظ بعد الحمام الصوتي.
• طلبت دراسة أخرى أجريت مع 60 مشاركاً من 30 منهم الاستماع إلى موسيقى أوعية الغناء التبتية التي تستخدم في الحمام الصوتي قبل الخضوع لعملية جراحية، في حين طلب من 30 آخرين عدم الاستماع إلى الموسيقى. وجد التحليل أن معدل ضربات القلب والعناصر الحيوية الأخرى التي تشير إلى القلق تحسنت لدى أولئك الذين سمعوا الموسيقى قبل العملية.

قد تساعد الحمامات الصوتية في تحسين الصحة الجسدية وبالتحديد في تخفيف الآلام، مثل الاكتئاب والقلق. وقد أظهرت إحدى الدراسات أن المشاركون في الدراسة قالوا إن نسبة الألم في الجسم كانت أعلى من نسبة الألم ما بعد القيام بحمام الصوت. ولكن، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد ما إذا كان هذا الاتجاه في الحد من الألم شائع ما بين عدد كبير من الناس، وإن كان هناك احتمال أن يصبح علاجاً طبيّاً.

فوائد زيت عرق السوس للبشرة

قد لا تناسب الحمامات الصوتية جميع الأشخاص، من هنا يمكن القول إن حمام الصوت مناسب لكل من يبحث عن الراحة أثناء التأمل أو يرغب في محاولة التأمل، على أن يكون واقعيّاً حول ما يمكن للحمامات الصوتية أن تفعله وما لا تستطيع فعله. في حين هو غير مناسب لكل من يجد الأصوات الشديدة مرهقة، أو يعاني من الصداع النصفي، أو لديه سماعات طبية لأن الأصوات قد تكون غير مريحة.

الحمام الصوتي ليس مثل العلاج بالموسيقى، وإليك الفرق:

• حمام الصوت: في خلال هذا الحمام ستمارسين اليوغا، ومن ثم تستلقين للاستماع إلى الموسيقى التي ستساعدكِ على تهدئة الجهاز العصبي، وحجب جميع الأفكار السلبية والاسترخاء. ويكون مقدم الرعاية هو من يستخدم الآلات التي تصدر أصوات موسيقية. تكون نتائج هذا العلاج آنية يشعر بها المشارك خلال الحمام، ولكن قد يعود إلى الشعور بالتوتر والاكتئاب فور العودة إلى حياته اليومية.
• العلاج بالموسيقى: هذا العلاج مختلف تماماً عن حمام الصوت. إذ يتم إدارة العلاج بواسطة معالج موسيقى مدرب وحائز على شهادة بذلك. يشمل أيضاً العلاج حث المريض على استخدام الآلة الموسيقية، والعزف عليها، والتعرف على عالم الموسيقى من خلالها كخطوة علاجيّة تخوّله تخطي الحالة النفسية التي يمر بها مثل التوحد، النشاط المفرط، العصبية، الاكتئاب... وتكون نتائج هذا العلاج دائمة لمدى الحياة.

ملاحظة: ضعي في اعتبارك أن عند علاج القلق أو الاكتئاب، لا يعد حمام الصوت بديلاً عن الأدوية أو العلاج تحت إشراف طبي متخصص. ولكن نظراً لكونه يسمح للجسم بالاسترخاء يمكن أن يكون الحمام الصوتي إضافة تكميليّة مفيدة للعلاج.