قد تتبع بعض النساء نظام غذائي نباتي لأسباب صحيّة، أو بيئيّة أو فكريّة، وقد يكون هذا الإلتزام دائم أو مؤقت، حيث يمكن العودة إلى تناول اللحوم بعد إنقطاع طويل، ولعّل عدد كبير من التساؤلات يدور في أذهان الكثيرات اللواتي وصلن الى المرحلة الثانية. ماذا سيحدث إذا تناولت اللحوم بعد الإنقطاع عنها لفترة؟ هل سيستطيع الجسم التعامل معها؟ إذا كنتِ تملكين الهواجس عينها، دعينا في هذا المقال نقدّم لك الإجابات.
ماذا يحدث للجسم في حال تناول اللحوم بعد اتباع نظام نباتي؟
غالبيّة النساء اللواتي لجأن إلى اتباع حميات نباتيّة لفترات طويلة، ثم قمن بأكل اللحم عن طريق الخطأ أو بعد انتهاء الحميّة، أكدوا على أن أجسامهن لم تتعامل مع اللحوم بشكل ليّن وشعرن بحدوث بعض الاضطرابات الصحيّة، إلّا أنّ للعلم رأي آخر. لم تثبت الدراسات أن أكل اللحوم بعد التوقف لفترة، سيتسبب بمشاكل صحيّة، أو على الأقل، لن يتسببّ بضرر فعلي طويل الأمد للجسم، إلّا في بعض الحالات التي يكون فيها الشخص مصاب بحساسيّة ضد اللحوم، حيث تسبّب له الإنتفاخ والحرقة والغثيان وألم المعدة والرأس. هذه العوارض تنتج عن حالات مرضية معلومة يستطيع الأطباء تشخيصها عبر فحوصات معيّنة والتعامل معها بحسب حالة الشخص نفسه.
مع العلم أنّ معظم الأعراض التي تشتكي منها النباتييات بعد تناول اللحم بعد فترة انقطاع، تنتج عن عوامل نفسية، وليس عن عوامل صحية جسديّة. برأي غالبيّة الخبراء، قد يعاني بعض النباتيين مثلاً وخاصةً عند أكل اللحوم عن طريق الخطأ من صدمة كبيرة قد ينتج عنها جلطات دماغية وسكتات قلبية في بعض الأحيان.
أمّا ما يشعر به معظم الناس، فهو ليس محض خيال بالتأكيد، ولكن علينا أن نأخذ بالإعتبار أن الجهاز الهضمي جهاز حساس، يجب تعويده شيئاً فشيئاً على تبديل النظام الغذائي الذي نتبعه ليتمكن من مجارات عاداتنا الغذائية الجديدة دونما مشاكل، وهذا التعويد من شأنه أن يقضي على العوارض السلبيّة مع مرور الوقت وتزامناً مع استقرار النظام الغذائي نفسه. ولهذا ينصح المختصون بادراج اللحوم ومشتقاتها بصورة بطيئة دورية وعلى عدّة مراحل كي يتأقلم الجسم شيئاً فشيئاً معها. هذا ويمنح هذه الإعادة التدريجيّة للحوم الى كنف النظام الغذائي، من شأنها أن تمنح الشخص نفسه وقتاً للتغلب على المشاكل النفسية التي قد يمّر بها في هذه الفترة أيضاً. والجدير بالذكر أن نسبة 85% من الذين يتبعون النظام الغذائي النباتي يعودون الى تناول اللحوم بعد فترة وجيزة لأنّهم يشعرون بأنّ أجسامهم لا تتلقّى الغذاء المطلوب، ما يجعل المرور بفترة التعوّد هذه أمر حتمي للكثيرين.
أضرار تناول اللحوم بعد إنقطاع طويل عنها
إذا كنتِ تتبعين نظام غذائي نباتي لمدة طويلة وقررتِ التوقف والتحول إلى تناول اللحوم والأسماك وغيرها من أنواع البروتينات المختلفة، فأنتِ بأمان كما أشرنا أعلاه، في حال لم تكن لديك حالات مرضية، ولكن وبكل الأحوال، عليكِ أن تتوخي الحذر في البداية إذ أنكِ ستقدّمين نظام غذائي "جديد" إلى جسمكِ. إذا قررتِ التخلي عن نمط الحياة النباتي وتجربة اللحوم من جديد، فعليكِ أن تكوني مستعدة جيداً لبعض الأعراض البسيطة التي لا يفترض أن تستمر لفترة كبيرة وهي:
1- زيادة الوزن
إتباع نظام غذائي نباتي يساعد في إنقاص الوزن، وقد يكون الأخير معرضاً للإزدياد بمجرد إتباعكِ نظام غذائي آخر، إلّا أنّ تناول اللحوم لن يسبب لكِ أي زيادة مفرطة في الوزن إذا قمتِ بإتباع دايت صحي ومتوازن. قومي باستشارة مختّص كي يختار لك النظام المتوازن الذي يناسب جسدك.س
2- صعوبة الهضم
النباتيون الذين لم يتناولوا اللحوم منذ فترة طويلة سيجدون صعوبة في هضمها بشكل عام ذلك لأن أجسامهم لا تفرز المزيج الصحيح من الإنزيمات من الغدد اللعابية وأنزيمات الجهاز الهضمي في المعدة والأمعاء الدقيقة لهضم اللحوم على النحو الأمثل. هذا الأمر يسبّب شعور بالثقل فور تناول اللحوم مباشرة، ولهذا عليك أن تلتزمي بالإعادة التدريجيّة للحوم الى نظامك الغذائي، والتي من شأنها أن تعيد تحفيز إفراز الإنزيميات الهضميّة.
3- ألم في المعدة
يحدث هذا فقط عندما يبدأ النباتيون بتناول اللحوم بسرعة. القاعدة الأولى لتحقيق إنتقال ناجح من كونكِ فيجيتيريان إلى تناول اللحوم مرة أخرى هي البدء بالتدريج بتناول البروتينات النباتية أولاً. ثم يمكن الإنتقال للبروتينات الحيوانية من اللحوم الحمراء وغيرها إلى جانب تناول الطعام ببطء شديد وذلك لتحضير الجسم والمعدة للنظام الغذائي الجديد.