أنا داعمة لفكرة القيام بالإجراء الذي ترينه مناسباً خصوصاً إن كان هناك سمة ما تزعجكِ في نفسكِ عندما تنظرين في المرآة، وتعتبرين أنّ تغييرها سيُسعدكِ. سأعطيكِ مثلاً عمّا حصل معي: كنت أشعر أنّ أنفي كبير مقارنةً مع وجهي النحيف، ولا يعجبني شكله. لذلك، قرّرت وفي يوم من الأيّام الخضوع لعمليّة له، لكي يصبح متناغماً مع ملامح وجهي الناعمة. قبل العمليّة، قرأت الكثير عن الموضوع وسألت العديد من الأشخاص الذين خضعوا لها عن التجربة وكلّ ما مرّوا به، تحديداً من أمور أزعجتهم وأثّرت سلباً عليهم. رغم ذلك، وبعد أن خضعت لعملية تجميل الأنف، اكتشفت أنّه ثمّة العديد من التفاصيل المهمّة التي لم أعرف عنها أبداً من قبل والتي لم يخبرني أحد عنها، وهذا ما سأطلعكِ عليه في السطور أدناه.
قائمة المحتويات
تجربتي مع عملية تجميل الأنف
انتظرت أن أكمل سنّ الـ18 لكي تصبح تكاوين وجهي واضحة ولكي أتأكّد من أنّ قرار الخضوع لعملية تجميل أنفي هو صائب. لكن حين أتممت الـ18 لم تكن لديّ الجرأة المطلوبة، بما أنّني أخاف من العمليّات كثيراً. 4 سنوات هي الفترة التي استغرقتها لكي أتّخذ هذا القرار المصيريّ والنهائيّ والذي بالنسبة إليّ، سيغيّر الكثير في حياتي، ففي عام 2022، أي عندما بلغت الـ22، بدأت بالإدخار بشكل جدّيّ. أتذكّر التواريخ جيّداً: الأوّل من شهر أغسطس، اتّصلت بالعيادة وحجزت موعد عند طبيب التجميل الذي، ومن بعد البحث الكثيف، وجدت أنّه المفضّل لديّ. في الثالث من شهر أغسطس كان موعدي، فذهبت، وعندما وصلت وتحدّثت مع الطبيب عن الموضوع، شعرتُ ولأوّل مرّة بأنّني اقتربت كثيراً من مرادي. انتهى لقائي بالطبيب وحدّدنا تاريخ العمليّة: 13 أكتوبر 2022. شهران هي الفترة التي تفصلني عن الموعد المنتظر، وبالطبع، خلالها، حرصت على إجراء أبحاث معمّقة وسألت أشخاصاً سبق لهم أن خضعوا لها، لمعرفة كلّ ما أريده عن عملية تجميل الأنف، وفي حين أنّني حصلت على بعض المعلومات، إلّا أنّني تفاجأت بعد إجراء عملية تجميل الأنف، بالكثير من الأمور.
ماذا يحصل بعد عملية تجميل الانف؟ هذه هي الأمور التي لم أعرفها من قبل
عندما حدّدتُ والطبيب موعد عملية تجميل الأنف، أخبرني ببعض التفاصيل الأساسيّة التي عليّ معرفتها، مثل عدم قدرتي على وضع نظارات لفترة 3 أشهر، والتوقّف عن ممارسة التمارين الرياضية لشهر على الأقلّ، والامتناع عن تناول المأكولات الساخنة لمدّة أسبوع، لكن هذا لم يكن كلّ شيء، إذ ثمّة بعض الأمور لم يخبرني بها أحد، مررت بها بنفسي بعد العملية، وسأقولها لكِ:
1. بعد عملية تجميل الأنف، الألم ليس الشعور الطاغي، بل الانزعاج
دخلت العمليّة وخرجت منها، ولا يمكنني وصف السرعة التي انتهت بها (بالنسبة إليّ، على الأقلّ)، ففي حين استغرقت 3 ساعات تقريباً، إلّا أنّ بفضل التخدير العام، كانت العملية سريعة بالنسبة إليّ، إذ لم أشعر بأي شيء... إلى أن استيقظت. ما استغربته هو أنّني لم أختبر الألم من ناحية أنفي أو عظمته، بل شعرته كان انزعاج بسبب التخدير العام، الذي رافقني – بالمعنى الحرفيّ – لمدّة أيّام. لذلك، أصف شعور فترة ما بعد العمليّة بعدم الراحة أبداً، حتى أنّني تقيّأت في اليوم التالي من العملية عند خروجي من المشفى، والسبب هو تأثير التخدير العام عليّ! بهذا، بدأت بالتساؤل بيني وبين نفسي: لمَ لم يخبرني أحد من قبل أنّ أنفي لن يؤلمي بل ما سيؤثّر عليّ هو التخدير العام؟
2. فَمي لم يكن بحالته الطبيعيّة، خصوصاً في الفترة الأولى بعد تجميل الأنف
ليس بسبب العمليّة بحدّ ذاتها أو بسبب نوع دواء معيّن كنت أتعاطيه، بل لأنّني غير قادرة على فتح فمي حتى لكي أتناول الطعام! هذا ليس كلّ شيء، بل لم أستطع التكلّم والنطق بشكل طبيعيّ عند الانتهاء، وظلّ الوضع هكذا لمدّة أسبوع على الأقلّ، كما ولم أستطع الضحك كما كنت أضحك من قبل، لمدّة أسبوعين أو ثلاثة! جميع هذه التفاصيل أتت كالصاعقة عليّ، بما أنّني لم أعي أنّ تأثير هذه العملية سيكون قويّاً إلى هذه الدرجة! كلّ ما قيل لي هو إنّه لا يمكنني تناول المأكولات الساخنة لأنّ ذلك يؤثّر على أنفي وفترة تعافيه وقد ينتج عن ذلك نزيف بسبب الحرارة العالية. لكن، لمَ لم أعلم عن عدم قدرتي على الأكل والضحك وحتى الكلام بشكل طبيعيّ لمدّة؟
الحالة النفسية بعد تجميل الأنف، بعد تجربة زميلتي في جمالكِ
3. لم أستطع النوم بشكل مستقيم لمدّة 3 أيّام على الأقلّ بعد عملية تجميل الأنف
عندما اكتشفت عدم قدرتي على تناول الطعام بشكل سليم أوّل يوم، وفي حين أنّ الممرّضة لم تقدّم لي من طعام إلّا الكاسترد في المساء، قلت بيني وبين نفسي: سأنام كي أرتاح وأتوقّف عن التفكير في الطعام. لكن، قبل ميعاد النوم، مرّ الطبيب ليبشّرني بالخبر: لا يمكنكِ النوم بشكل مستقيم اللّيلة، ولليلتين أخرتين، بل يجب أن يكون ظهركِ شبه جالس وغير مسطّح بشكل كامل لتفادي النزيف. لم أستطع النوم بشكل طبيعيّ لمدّة 3 ليالي، وهي اللّيالي التي احتجت فيها النوم الصحيح والراحة الأكثر!
4. إزالة جبيرة الأنف وفكّ القطب: أمر مؤلم ومزعج
فكّ القطب وإزالة الجبيرة وتنظيف الأنف بعد مرور 7 أيّام، بثلاث كلمات: مؤلمة، مؤلمة، مؤلمة! قيل لي إنّ إزالة فتايل الأنف هي أكثر ما يؤلم في العمليّة برمّتها، لكنّني وبكل صراحة لا أوافق الرأي، فعندما أزالتها الممرّضة لي في اليوم التالي من العمليّة، لم أشعر بألم، بل ما آلمني كان أمر آخر لم يخطر في ذهني يوم. مرّة أخرى، تفاجأت من أنّ الانزعاج الحقيقيّ يصبّ بعد مرور أسبوع، أي عند تحرّر الأنف من كلّ ما يربطه، وما زاد الأمر سوءاً هو عندما نظّفه الطبيب، لا من الخارج وحسب، بل من الداخل أيضاً، إذ لمس الجروح والعظمة الهشّة. سأكون صريحة بالكامل وأخبر عن أمر حصل معي عند الخروج من العيادة ذاك اليوم: انزعجت كثيراً، لدرجة أنّني لم أستطع السير إلى السيارة للذهاب إلى المنزل، واستعنت بيد أمّي، التي حملت ثقلي إلى أن وصلنا. حتى أنّني عندما جلست إلى السيارة، انتظرت وأمّي حوالي النصف ساعة قبل الذهاب، لكي أصبح بحالة أفضل. أقرّ بأنّ ذلك قد لا يحدث مع غيري، بما أنّني انزعج كثيراً من الدم والعمليات ولا أستحمل الألم أو الانزعاج، لهذا السبب اختبرت ذلك، خصوصاً أنّني لم أعلم أنّ ذلك مؤلم وسيشعرني بالانزعاج بشكل كبير!
5. إزالة جبيرة الأنف صدمتني... وليس من الناحية الإيجابيّة
حسناً، أُزيلت الجبيرة وفًكَّت القطب، والآن، أتى دور رؤية النتائج والتمعّن بها أمام المرآة في منزلي. كلّا، ما رأيته في ذاك اليوم ليست النتيجة التي أراها اليوم ولا التي سأراها بعد مرور أشهر إضافيّة! بالطبع، رأيت أنّه أصبح أصغر و... مختلف، لكن، ليست النتيجة التي كنت أتوقّعها. كان أنفي متورّماً *كثيراً* وانتابتني مشاعر القلق والحماس في آنٍ معاً: من جهة أعلم أنّ ما رأيته هو نتيجة التورّم وأنّ كلّ ذلك سيزول بعد وقت (والكثير من الوقت)، ومن جهة أخرى، ماذا لو لم يزُل الورم، أو أنّ أنفي لم يصبح كما أردت؟ مشاعر متضاربة أراحتني وأخافتني في الوقت عينه، ويا ليت أخبرني أحد بأنّ هذا أمر طبيعيّ وطمأنني!
6. وضع الشريط اللّاصق الطبي لمدة شهر لم يكن أفضل قرار اتّخذته
بعد إزالة الجبيرة وفكّ القطب، وضع الطبيب على أنفي شريطاً لاصقاً وطلب منّي أن أغيّره كلّ يوم، لمدّة أسبوعين. لكن من شدّة خوفي وانتباهي، قرّرت تمديد الفترة أسبوعين إضافيّين، ووضعت الشريط اللّاصق لمدّة شهر، ظنّاً منّي أنّ ذلك أفضل. لكن، عندما قرّرت إزالته بشكل كامل ونهائيّ، تغيّر شكل أنفي كثيراً، فعلى ما يبدو، كان الشريط يحبس الورم، بالتالي، وضعه لمدّة إضافيّة لم يكن أفضل قرار اتّخذته، لكنّني لم أعلم أنّ لذلك أهميّة، بل ظننت أنّني أقوم بالأمر الصائب!
7. الأنف بعد العملية يتغيّر... كلّ يوم!
في حين أنّ الطبيب قد قال لي منذ البداية إنّ الورم لن يزول إلّا بعد مرور 6 أشهر، وإنّها المدّة اللّازمة لكي يتّخذ أنفي شكله الحقيقيّ، إلّا أنّني لم أعلم أنّ كلّ يوم سألاحظ تغيّراً في أنفي. رأيت ذلك بشكل أساسيّ في أوّل شهر، ففي كلّ مرّة أنظر فيها إلى المرآة، كنت أشعر بأنّه تغيّر، وكان ذلك بالفعل مفاجأةً بالنسبة إليّ، فلم أعلم أنّ التغيّر يحدث بشكل يوميّ، وبهذه الطريقة الملحوظة. أعترف أنّ هذه المعلومة هي من الأمور الإيجابيّة التي لم أعرفها من قبل، وكنت سعيدة بها.
تجربة زميلتي في جمالكِ مع فيلر الأنف
8. الأنف يظلّ ضعيفاً حتى بعد مرور 3 أشهر من عملية تجميل الأنف
اليوم، وبعد مرور أكثر من 3 أشهر على العمليّة، أنفي ما زال متورّماً، ومنمّلاً، وأشعر بأنّه هشّاً، لدرجة أنّني حتى اليوم، لا أستطيع استعمال المحارم عليه كما يجب، إذ أشعر بأنّني غير قادرة على الضغط عليه، ولا حتى قليلاً! بالإضافة إلى ذلك، كان الطبيب قد قال لي إنّه بإمكاني وضع نظّاراتي بعد مرور 3 أشهر على العمليّة، وهذا ما فعلته، وندمت عليه، إذ وضعتها لمدّة 8 ساعات، وعندما أزلتها، رأيت آثار النظارات على أنفي، التي دامت لحوالي اليومين، وحتى اليوم بعد مرور أسبوع، يمكنني أن أشعر بها عندما أضع يدي على أنفي.
نتيجة عملية تجميل الأنف بشكل عام... سلبيّة أم إيجابيّة؟
لن أنكر أنّني تمنّيت لو أنّني علمت بكلّ ما ذكرته أعلاه قبل الخضوع لعملية تجميل الأنف، لكن ما قمت به من أفضل قرار اتّخذته بحياتي! أمّا النتيجة، فهي إيجابيّة، بالمعنى الحرفيّ، وأنا ممتنّة لها ولكلّ ما مررت به خلال هذه الرحلة الصعبة، فكان الأمر يستحقّ العناء فعلاً، ولا أطيق صبراً لرؤية النتيجة النهائيّة بعد مرور الفترة اللّازمة بالكامل.