مواقع التواصل الإجتماعي باتت معروفة بالسيف ذو حديّن. بالرغم من منافعها على كافّة الأصعدة، إلاّ أن بامكانها التأثير سلباً على الصحّة العقليّة والنفسية، خاصةً لدى المراهقين. ما سنخبركِ إياه في هذا المقال هو أكبر دليل على ذلك.
قامت مجموعة من الأشخاص في بريطانيا بإطلاق مشروع تحت عنوان Selfie Harm، بقيادة المصوّر الفوتوغرافي Rankin. هذه المبادرة تمثلت بجمع عدد من المراهقات، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 14 و19 سنة، التقاط صور سيلفي لهنّ وطلب تعديلها خلال 5 دقائق، لتصبح جاهزة لأن تنشر على السوشيل ميديا.
النتائج كانت صادمة! بدت الفتيات مختلفات تماماً قبل وبعد تعديل الصور. التغيّرات شملت تصغير الأنف، تكبير العينين والشفاه، تفتيح لون البشرة، تنحيف الوجه وإضافة المكياج. مع العلم أن الفتيات اللواتي شاركن في هذه المبادرة يتمتعنّ بجمال مميّز.
هذه المبادرة سلّطت الضوء على أمرين مهميّن:
- أولاً قدرة الفتيات على تعديل الصور بسرعة وباحتراف باستخدام الفوتوشوب، مما يدّل على اهتمامهنّ بهذا النوع من البرامج لتغيير ملامح الوجه والشكل في الصور، لتصبح "جاهزة" لأن تنشر على السوشيل ميديا.
- ثانياً والأهم هو مدى عدم اقتناع تلك الفتيات بأشكالهنّ الطبيعيّة! إذ إن التعديلات كانت أشبه بجذرية.
هذا المشروع هو بمثابة رسالة توعويّة، حول مخاطر تأثير مواقع التواصل الإجتماعي على المراهقين، الفتيات بشكل خاص. ما أظهرته النتائج هو أبعد بكثير مما تراه العين المجرّدة. تعديل الصور أظهر عدم اكتفاء ذاتي لدى الفتيات المشاركات، وسعيهنّ لأن يصبحن مثل نجمات مواقع التواصل الإجتماعي وعارضات الأزياء. وفقاً للمصوّر Rankin، تلك المراهقات غيّرن ملامحهنّ لأن تبدو مثل النجمات العالميات على غلاف المجلات.
باختصار، استطاعت هذه المبادرة البسيطة أن تسلّط الضوء على كيف حددت مواقع التواصل الإجتماعي معايير الجمال، مما جعل المراهقات من حول العالم يفقدن ثقتهنّ بأنفسهن ويسعين لأن يتمتعن بجمال مصطنع، مثالي لمواقع التواصل الإجتماعي وبعيد كل البعد عن مظهرهنّ الطبيعيّ!
هذا الأمر دقّ ناقوس الخطر في ما يتعلّق بحالات الإكتئاب التي تطال الفئة الشبابية في العالم أجمع، نتيجة ما تروّج له السوشيل ميديا، من جمال مزيّف وسعادة وهميّة!
اقرئي أيضاً: 16 نوع صفات شخصية لم تسمعي بها من قبل: خوضي الإختبار واكتشفي أي واحدة أنتِ!