خطفت رئيسة كرواتيا، كوليندا غرابار كيتاروفيتش، الأضواء وأصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الرياضية، مؤخراً، بعد حرصها على مشاركة ومساندة منتخب بلادها كرواتيا في مشواره في كأس العالم 2018 الذي يقام في روسيا.
هي ليست المرة الأولى التي يندفع فيها رؤساء بعض الدول لمساندة وتشجيع منتخبات بلادهم المشاركة في بطولة العالم لكرة القدم. عادة ما تتابعهم عدسات المصورين وتصبح ردات أفعالهم من اللقطات المثيرة في الصحف، لكن احتفال رئيسة كرواتيا Kolinda Grabar-Kitarović بجنون وتفاعلها الكبير بحرارة وحماس جعل كل الأنظار تتجه نحو هذه السيدة بعد فوز كرواتيا في المباراة الحاسمة في ربع الدوري النهائي ضد روسيا.
كسرت رئيسة كرواتيا، كوليندا غرابار كيتاروفيتش، قوانين الفيفا بروحها التنافسية عندما جلست تشجّع مع جمهور بلادها في المباراة الربع النهائية بكل فخر واعتزاز، وفرضت رغبتها بارتداء قميص بلادها داخل المقصورة الرسمية رغم القوانين التي تمنع ذلك.
رئيسة كرواتيا Kolinda Grabar-Kitarović صفّقت وضحكت فرحاً بعد تأهل بلادها في الضربات الترجيحية الحاسمة ضد روسيا البلد المضيف، ولاحقاً دخلت غرفة تغيير ملابس اللاعبين وهي ترقص فرحة بعد الفوز وتهتف مع اللاعبين وتقوم بتهنئتهم فرداً فرداً. كما قامت بنشر صور لها مع نجوم الفريق ومدربهم زلاتكو داليتش.
اللافت في هذه المرأة التي تتولى رئاسة كرواتيا منذ العام 2015 أنها انتقلت إلى روسيا منذ بداية المنافسة بعد مغادرتها العاصمة الكرواتية زغرب على مقعد في الدرجة الاقتصادية للخطوط الجوية الكرواتية. ودأبت على نشر العديد من الفيديوهات برفقة منتخب بلادها على صفحتها في وسائل التواصل الاجتماعي، ومقابلة شعبها والمشجعين الكرواتيين بلباس المنتخب.
بتذكرة عادية دخلت كوليندا غرابار كيتاروفيتش إلى الملعب وسط الجمهور الكرواتي، جلست في المدرجات الى جانب عشاق الكرة ولم تقبل بالانتقال الى منصة الشرف الا بعد الحاح من رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف .
وقالت في تصريحات إعلامية لها، عقب المباراة، إنها تفضل أن تكون مشجعة عادية، "أحب تشجيع منتخب بلادي بطريقة قد تكون غير لائقة لمنصة كبار الزوار".
قبل المباراة الحاسمة امام روسيا، حضرت رئيسة كرواتيا مباراة كرواتيا والدنمارك في دور الستة عشر وسط الجماهير، حيث رفضت متابعتها من المنصة الشرفية واشترت البطاقة من مالها الخاص.
رغم عدم تمكنها من حضور المباراة النصف النهائية الذي تمكن فيها ليل امس المنتخب الكرواتي من خطف الفوز والوصول للمرة الأولى في تاريخه الى النهائي، أرسلت كوليندا غرابار كيتاروفيتش المتواجدة في قمة "الناتو" في بلجيكا رسالة مصورة لمنتخب بلادها، قبل بدء المباراة، لتأكيد دعمها ومساندتها له.
الضجة الواسعة التي أثارتها رئيسة كرواتيا في مباراة كرواتيا وروسيا دفعت الجميع الى البحث أكثر عن الرئيسة التي وصفت باللاعب رقم 12 للمنتخب الكرواتي. باعت الطائرة الرئاسية، أخفضت راتبها 30 في المئة، قلّصت مخصصات وزراء الدولة وسفراتها، حاربت الفساد، ألغت الضرائب على ذوي الدخل المحدود، رفضت بيع وتخصيص مؤسسات القطاع العام الاستراتيجية...هذه بعض من الإنجازات التي أوردها وتناقلها جمهور مواقع التواصل الإجتماعي عن سجل أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في بلاد سكانها 4 ملايين و400 ألف ومساحتها أكثر من 56 ألف كيلومتر مربع.
تبلغ كوليندا غرابار كيتاروفيتش من العمر 48 سنة، ولدت في مدينة رييكا، ثالث أكبر مدن البلاد التي انضمت للاتحاد الأوروبي في تموز الماضي . عاشت طفولتها في الولايات المتحدة، وأيضاً مدة دراستها العليا في ولاية نيو مكسيكو الأميركية، ثم تخرجت من جامعة زغرب بالعلوم الاجتماعية، وبعدها في 1992، ببكالوريوس في الفنون بالإنكليزية والإسبانية اللتين تتقنهما، إلى جانب الفرنسية والكرواتية والبرتغالية والألمانية والإيطالية.
تلقت دورة مكثفة طوال عامين في "أكاديمية فيينا الديبلوماسية" بالنمسا، نالت على أثرها دبلوما في 1996 وتلته بعد 4 أعوام بالتخرج من كلية العلوم السياسية في جامعة زغرب بالعلاقات الدولية. هي متزوجة منذ 18 سنة وأم لابنين. أما المناصب التي تولتها، فأهمها سفيرة لبلادها بواشنطن، ثم وزيرة للخارجية بدءا من 2003 ولخمس سنوات.
تعيش رئيسة كرواتيا حياتها ببساطة، حتى أن ملابسها وإطلالاتها غير متكلّفة. تتسم بالأناقة والكلاسيكية، بعيداً عن الصيحات، لكنّها لا تخشى اعتماد الألوان الصارخة أبرزها الأحمر. تسريحتها ومكياجها بسيطين أيضاً، ولا تخشى من التردد الى الكثير من الأماكن العامة.
يذكر أن هذه ليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها رئيسة كرواتيا الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، فمنذ عامين نشرت على حسابها الخاص على "فيسبوك" صوراً لها وهي تقوم بدهان شقتها بيديها وترتدي بنطالًا وقميصًا فاتحًا وقد ربطت شعرها بطريقة عفوية. كما أثارت صور لها بلباس السباحة ضجّة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يتّضح لاحقاً أنّها تعود لعارضة الأزياء الأميركيّة كوكو أوستين المشهورة بقوامها الممتلئ.