أثناء تصفحي لوسائل التواصل الاجتماعي شاهدت فيديو غير اعتيادي يتحدث عن أم بريطانية لديها 9 أطفال وتمتلك منزل كبير مكون من 7 غرف نوم. مع ذلك لا توجد ذرة غبار واحدة في المنزل لدرجة أنها تنظف الفراغات الموجودة في الأجهزة الكهربائية بفرشاة الأسنان ولديها غرفة كبيرة لملابس الأطفال تبدو كأنها محل صغير ولا تسمح لأحد بدخولها غيرها! تقضي هذه المرأة يومياً 6 ساعات كاملة في التنظيف وتتعجب من الأشخاص الذين لا يفعلون هذا.
هذا الأمر دفعني للبحث عن ظاهرة الكلينفلونسرز. لعلك لاحظت أثناء تصفحك لوسائل التواصل الاجتماعي وجود مئات من الصفحات والحسابات المنتشرة على اليوتيوب والانستغرام وحتى الفيسبوك والتي تتحدث عن كيفية ترتيب المنزل والتخلص من الروائح الكريهة وخصوصاً في الحمام والحصول على أفضل شكل وترتيب سواء للأماكن الصغيرة أو الكبيرة.
تجدين فيديوهات للنظافة وترتيب المنزل في كل مكان سواء على الطريقة العربية أو الغربية أو حتى الكورية، لكن الأمر لم يعد يقتصر على منصات التواصل الاجتماعي بل حتى نتفلكس التي قررت عرض برنامج يسمى "ترتيب... مع ماري كوندو" والذي حقق نسبة مشاهدة عالية. كما أن ماري كوندو ألفت كتب كثيرة عن الترتيب ونمط الحياة (اضغطي هنا وتعرفي اليها اكثر).
ما هو سبب الاهتمام الذي تحظى به ظاهرة الكلينفلونسرز؟
في الواقع، هذه الظاهرة جيدة جداً فهي تقدم محتوى هادف وممتع في نفس الوقت وتسهل على كثير من النساء إيجاد أفكار سهلة وعملية لتنظيف وترتيب المنزل. كما أنها تعرض تجارب وخبرات الآخرين العملية.
كما أنها ليست جديدة فهي موجودة على مر الأزمنة والعصور: لطالما حظيت النساء صاحبات المهارات الاستثنائية في النظافة والترتيب على اهتمام وإعجاب الجميع، لكن في هذه الأيام اختلفت الطريقة فقط. فبدل من الطرق العادية، تحولت إلى منصات التواصل الاجتماعي مثل الانستغرام واليوتيوب وأصبح بإمكانك الإطلاع على ثقافات البلاد الأخرى وطرقهم في الترتيب والتنظيم.
الكلينفلونسرز أو مؤثرات التواصل الاجتماعي عموماً هن نساء في مرحلة متطورة من حركة تطوير الذات التي ظهرت في القرن العشرين مع برامج نمط الحياة التليفزيونية.
