هذا ما تقوله طريقة المشي وسرعته عن الصحة والعمر البيولوجي، بحسب الدراسات

تُعتبر الكثير من العادات اليومية التي نقوم بها مقياساً ومعياراً لعدد من جامعات العالم لكي يتوصّلوا من خلالها إلى نتائج تتعلّق بالصحة العامة. ومن الأمثلة على ذلك هو ما توصلت إليه إحدى الدراسات الجديدة التي وجدت أن طريقة المشي وسرعته تحدّدان معلومات كثيرة حول صحّتكِ العامة، وعمركِ البيولوجي. إليكِ، في هذا المقال، معلومات أكثر حول نتائج الدراسات المتعلّقة بالمشي وكيف يمكنها أن تحدّد معلومات حول صحّتكِ، وعمركِ البيولوجي.

جرّبي هذه الاختبارات السريعة في المنزل لمعرفة ما إذا كنتِ ستعيشين حياة صحية طويلة

قبل مراقبة مشيتكِ والبحث عما تقوله حول عمرك البيولوجي، إليك ما وجدته الدراسات. لقد وجدت نتائج الدراسات أن سرعة المشي قد تكون مؤشراً مهمّاً يعكس معلومات حول الصحة العامة للجسم. يقول الأطباء أن الأفراد يتمتعون بسرعة مشي مفضلة تكون مستقرة بشكل ملحوظ، أي يختار جسمك سرعة المشي التي تناسبه من حيث الحفاظ على راحة الجهاز التنفسي، والهيكل العظمي، والعضلي، والجهاز العصبي، ويعتمدها في كل النشاطات الجسديّة التي تتطلّب المشي. من هنا، دراسة أسلوب المشي وسرعته لدى الأفراد يقول الكثير عن صحة الجسم.

للقيام بالدراسة تم إجراء اختيار على عدد من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية، وعدد آخر لا يعانون من أية مشاكل صحيّة، وطلب منهم المشي بالطريقة التي تعتبر مريحة بالنسبة إليهم. من خلال مراقبة هؤلاء الأشخاص توصلت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بصحة عامة جيدة، سرعتهم وخطواتهم في المشي أكبر بشكل ملحوظ مقابل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية. واتّضح أن المشي البطيء والخطوات الصغيرة مرتبطة بتسارع الشيخوخة بصورة ملحوظة، وحدوث تراجع في الأداء المعرفي العصبي مثل مشاكل التركيز والتذكر. إذاً ما عليكِ أن تحفظيه من نتائج هذه الدراسات هو التالي:

• المشي بطريقة سريعة، وخطوات كبيرة يشير إلى أنّكِ تتمتّعين بصحة عامة جيّدة.
• المشي بطريقة بطيئة، وخطوات صغيرة يشير إلى أنّك تعانين من مشاكل صحيّة ما، وهنا لا بدّ لكِ من مراجعة الطبيب.

العمر الزمني هو الفترة الزمنية التي قضيتها على قيد الحياة منذ الولادة حتى هذه اللحظة، أما العمر البيولوجي فهو العمر الذي يشير إلى صحة جسمكِ ورشاقتكِ، كلما كنتِ تتمتّعين بعمر بيولوجي أصغر كلما كنت بصحة أفضل. إذاً المقصود هنا هو أنّ طريقة المشي وسرعته يحدّدان عمر الجسم أي العمر البيولوجي وهو أمر لا يرتبط بأي شكل بعمرك: فقد تكونين في سن الـ30 ومشيتكِ تشير إلى أنّ عمركِ البيولوجي 40، والعكس صحيح. يمكن للأطباء استخدام سرعة المشي للمساعدة في تحديد العمر البيولوجي للشخص، والذي قد يكون أصغر أو أكبر من عمره الزمني، كما بإمكانكِ أنّ تقومي باختبار سرعة المشي بنفسكِ لمعرفة عمركِ البيولوجي على الشكل التالي.

امشي كل يوم لمدّة نصف ساعة، وراقبي سرعة المشي وطريقته، في حال كنتِ في عمر الشباب ولاحظتِ أنّكِ تمشين بطريقة بطيئة، وخطوات صغيرة فهذا يعني أنّ عمركِ البيولوجي أكبر من عمركِ الزمني. هذا الأمر لا يدلّ مباشرةً أنّكِ تعانين من مشاكل صحيّة بل قد يكون الأمر متعلّق بعدم ممارسة الرياضة لوقت طويل مما يجعل الجسم أقلّ نشاطاً. لذلك خصّصي وقتاً للقيام بنشاطات رياضية، ثم بعد فترة قومي بإجراء الاختبار من جديد إن لاحظتِ أنّ المشي أصبح أسرع وبخطوات أكبر فهذا يعني أنّكِ لا تعانين من مشاكل صحيّة، ولكن في حال لم تلاحظي أية تغيّرات فهذا قد يعني أنّك تعانين من مشاكل صحية وعليكِ مراجعة الطبيب.

ملاحظة: لا يوجد دليل علمي يثبت أن زيادة سرعة المشي يحسّن صحتك، بل على العكس إنّ النشاط البدني المستمرّ يؤدي إلى زيادة سرعة المشي التي بدورها تشير إلى تمتّع الإنسان بصحة جيّدة.

في حال كنتِ في عمر متقدّم ولاحظتِ أنّكِ تمشين بطريقة سريعة، وخطوات كبيرة فهذا يعني أنّ عمركِ البيولوجي أصغر من عمركِ الزمني، وهذا مؤشر أنّك لا تزالين تتمتّعين بصحة جيدة على الرغم من التقدّم في السن. يقول الأطباء هنا أن خلال التقدّم بالسن يجب دائماً مراقبة سرعة المشي وطريقته في جميع الأماكن أي إن كنتِ تمارسين رياضة المشي، أو تتسوّقين، أو تقومين بأي نشاط آخر يتطلّب المشي، وفي حال لاحظتِ أن السرعة تتراجع، والخطوات تصغر يجب مراجعة الطبيب لمعرفة السبب ومعالجته.

تَخْلص الدراسة إلى أن المشي كل يوم يساهم من جهة في الحفاظ على صحة عامة جيّدة، ويساعد الإنسان من جهة أخرى على تتبّع كيفية تطور سرعة المشي مع مرور الوقت الأمر الذي يقدّم له الكثير من المؤشرات المهمة حول صحته.