هل يقتل فصل الصيف والطقس الحار، فيروس كورونا؟ العلماء ومنظمة الصحة العالمية يجيبون!

كل الأخبار المتعلّقة بفيروس كورونا. اضغطي هنا

مع تزايد المخاوف من فيروس كورونا المستجد الذي تتزايد ضحاياه بشكل يومي، تتعلّق الآمال على إمكانية تراجع انتشار فيروس كورونامع الانتقال إلى موسم الربيع الذي يصبح فيه الطقس أكثر دفئاً. في هذا التقرير، جمعنا لك كل المسائل المطروحة عن علاقة الطقس بالفيروس وما إذا كان الطقس الدافئ والحار يمكن أن يساهم في الحد من انتشاره.

من غير المعلوم حتى اللحظة ما إذا كان فيروس كورونا سيتبع خطى الإنفونزا ويتلاشى مع قدوم الربيع ثم الصيف. فالعديد من العلماء أشاروا إلى أنه من المبكر التكهن برد فعل هذا الوباء في الطقس الحار. لكن بعض النظريات تشير إلى أن التغيّر في المناخ والطقس الدافئ المقبل قد يكون له تأثير على انتشار الفيروس. يعتقد البعض أن السبب يكمن في الأشعة فوق البنفسجية التي تكون أقوى في الاشهر الدافئة، والتي تقلص مدة بقاء الفيروسات في الهواء أو على الأسطح، حيث تفقد الكثير من السوائل وتموت.
في هذا السياق، يقول الاختصاصي في الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، أميش أدالجا: "فيروسات كورونا تحمل طابع موسمي. نحن نعلم أن بعض الظروف البيئية تفضل انتقال الفيروسات وأن الطقس البارد والرطوبة يؤثران في كل ذلك. هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن هذا الفيروس سيكون له تلك الخاصية الموسمية". قال أيضاً أن تباين الفصول بين نصفي الكرة الأرضية، الشمالي والجنوبي، يسمح بوجود الفيروسات الموسمية على مدار العام، فعندما تنحسر في أحد نصفي الكرة الأرضية بسبب ارتفاع درجة الحرارة تبدأ في الانتشار في النصف المقابل بسبب انخفاض درجات الحرارة فيه.
أكدت على هذه النظرية الأستاذة في جامعة ويسكونسن أماندا سيمانيك التي قالت أن الفيروس يتجه إلى طقس بارد وجاف كي يبقى حي، ووجود هذا الطقس في فصول معينة يجعله موسمي.
من بين الباحثين أيضاً، الذين يعتقدون أن فيروس كورونا الجديد لن يبقى لفترة طويلة في ظروف أكثر دفئاً، بول هانتر من جامعة إيست أنجيليا في بريطانيا. يقول في هذا الإطار: "أحد السيناريوهات المتطرفة التي قد تحصل، هو أن يحرق الفيروس نفسه في وقت ما في الصيف. السيناريو الآخر هو أن انتشار الفيروس سينخفض في الصيف لكنه سيعود مرة أخرى في الشتاء ويصبح ما نسميه مستوطن، حيث سينتشر كثيراً في كل مكان".

من جهة أخرى، يعتقد بعض العلماء أن الفيروس الجديد لن يوقفه فصل الصيف، وذلك لأن المناعة البشرية لم تتعود على مرض فيروس كورونا الجديد. يقول ماسيج بوني، عالم الأحياء بجامعة ولاية بنسلفانيا: "لم يتعرض كل الناس في العالم للفيروس الجديد، لذلك لم تكن هناك فرصة لتطوير المناعة". أضاف: "هذا يعني أن فيروس كورونا، حتى لو تبين أن الحرارة تعيق تقدمه، سيستمر في إصابة الأشخاص والانتشار بينهم".
كذلك، تنبّه إيرازبيل إمبرت، المتخصصة بفيروسات كورونا في جامعة أيه مارساي: "لا أحد يستطيع توقّع كيف سيكون أداء فيروس كورونا المستجد". تقول:" انكماش حالات كورونا المستجد الجديدة في الوقت الحالي يأخذ المنحى ذاته لسارس. لكن للأسف، نملك القليل من الوسائل حالياً للتنبؤ بالديناميكية الفيروسية، ولا يمكن توقّع منحى فيروس بناء على منحى فيروس آخر، ولو كانا من العائلة نفسها".
يقول اختصاصي الأمراض الخمجية في جامعة فاندربيلتويليام سكافنر لإحدى القنوات التلفيزيونية:" على الرغم من أن الفيروسات التنفسية موسمية، حتى الآن ليس لدينا ما يؤكد أن فيروس كورونا سيتبع النهج ذاته".

تصطدم النظرية أعلاه بواقع أن الإنفلونزا الموسمية تصيب عادة جنوب وشرق أفريقيا عندما تنخفض درجات الحرارة، مما يشير إلى أن معدل انتقال فيروس كورونا ومرض كوفيد-19 سيزيد أيضاً في الدول الأفريقية التي قد تكون أكثر تضرراً من فيروس كورونا عندما يصل الشتاء في وقت لاحق هذا العام. لذلك، قللّت منظمة الصحة العالمية من شأن التوقعات بانحسار فيروس كورونا في غضون الأشهر المقبلة، وقالت إنه من الخطأ الاعتقاد بأن الفيروس سيختفي خلال فصل الصيف كما لو كان مجرد إنفلونزا.

من هنا، نشرت منظمة الصحة العالمية على موقعها الرسمي مقال بعنوان "تصحيح المفاهيم المغلوطة" عن فيروس كورونا المستجد. أشارت في النقطة الأولى من المقال الى أنه من خلال البيانات المتوفرة حتى اليوم، يمكن انتقال فيروس مرض كوفيد- 19 في ‏جميع المناطق، بما فيها المناطق ذات الطقس الحار والرطب.