أثار خبر وفاة الصبية الإيرانية مهسا أميني غضب المجتمع العربي والعالمي بشكل كبير. ذلك بعد أن تم اعتقالها وتعذيبها من قبل شرطة الإرشاد في إيران بسبب مخالفتها القانون الذي يفرض زياً موحّداً على نساء الجمهورية الإيرانية. ارتداء مهسا أميني لحجابها بطريقة "سيئة" بحسب التعبير المتعارف عليه في إيران، أنهى بحياتها وخطفها من حضن والِدَيها! يبقى اعتماد الحجاب، مسألة تندرج في إطار حرية الإختيار والحرية الشخصية المُتاحة في المجتمع! في هذا السياق، ما حصل مع مهسا اميني حرّك الرأي العام بشكل كبير، أكان على الأرض أو عبر منصات السوشل ميديا، حيث عبّرت المواطنات عن حزنهنّ من خلال احتجاجات عدة، كذلك عدد من النجوم والنجمات دعموا قضية مهسا اميني.
تفاصيل وفاة مهسا اميني في إيران
يوم 16 سبتمبر 2022، ذهبت مهسا أميني البالغة من العمر 22 عام، برحلة مع عائلتها إلى طهران. أثناء وقوفها وشقيقها بجانب الميترو، مرّت دورية لشرطة الإرشاد (شرطة الأخلاق) بجانبها، ولاحظت أنها ترتدي حجابها بطريقة "سيئة" أو لا تُناسب الزي الموحّد المفروض على السيدات الإيرانيات. قبضت الشرطة على مهسا أميني امام عيون أخيها، اعتقلتها وعذّبتها. بسببِ خوفها الشديد خلال وما بعدَ الاعتقال، عانت مهسا أميني من نوبة قلبية ودماغية دخلت على إثرها في غيبوبة قبل أن يتم الإعلان عن خبر وفاتها. أصبحت مهسا أميني اليوم إحدى أشهر ضحايا "العنف" ضدّ المرأة في إيران...
ردود الفعل بعد وفاة مهسا اميني في ايران
غضب كبير وحزن شديد خيّما على إيران بعد وفاة مهسا اميني، حيث شهدت البلاد احتجاجات عدّة، امتدت أيضاً إلى أكثر من 20 مدينة في الجمهورية. كل شخص عبّر عن رأيه حيال هذه القضية بطريقة مختلفة، قسم رفع صور لمهسا أميني، كُتب عليها "أنا مهسا أميني". أما النساء الإيرانيات فتوافدن إلى الطرقات يلوحنّ بالحجاب في الهواء، وقسم آخر قام بحرق الحجاب، والرقص حول النيران المشتعلة. في الوقت عينه، قامت بعض السيدات بقصّ شعرهنّ تعبيراً عن غضبهنّ جرّاء ما حدث مع مهسا اميني. كل ردود الفعل هذه تصبّ في إطار حرية الإختيار لدى السيدات في المجتمع، واتخاذ القرار بحسب الرغبة الشخصية. بالتالي، وبينما تحتج بعض السيدات في إيران من أجل حقهن في اختيار ارتداء الحجاب أو لا، فهناك سيدات في بلاد أخرى كالهند مثلاً، يطالبن بحق ارتداء الحجاب... أي، خلاصةً، هاتين الفئتين المختلفتين من السيدات يقاتلن من أجل الحق نفسه: حرية الإختيار!
لم تقتصر هذه الإحتجاجات على الأرض فحسب، بل عبّر الكثير من النجوم والوجوه المعروفة عن رأيهم بهذه القضية، كان أبرزهم Bella Hadid التي نشرت عبر صفحتها الرسمية على انستقرام صورة للراحلة مهسا امين معلّقة: "ارقدي بسلام، لم تستحقي ما حدث". كذلك، الممثل التركي Kerem Bürsin عبّر عن حزنه حيال قضية مهسا اميني عبر خاصية الستوري على صفحته الرسمية على انستقرام، ناشراً صورة لها مُرفقة بالشموع. بدورها، عبّرت المغنية الأميركية Ashley Frangipane عن رأيها بهذه القضية، ناشرة قصة مهسا اميني كاملة عبر خاصية الستوري على انستقرام.
في السياق نفسه، عبّرت شريحة من المجتمع الإلكتروني عن حزنها حيال هذه القضية بطرق مختلفة، حيث ظهرت بعض السيدات بفيديوهات على منصات التواصل الإجتماعي، وهنّ يحلقن شعرهنّ من المنازل، تضامناً مع قضية مهسا اميني. في الوقت عينه، دعمت بعض السيدات قضية مهسا أميني، عبر فيديوهات ومنشورات على السوشل ميديا تشدّد وتسلط الضوء على مبدأ حرية الإختيار الذي تطالب فيه كافة السيدات في مختلف البلدان.