رقائق البطاطا، وجبات سريعة، مشروبات غازية... تركتها كلّها في خزانة ذكرياتي الجامعيّة في الـ2008 ولم أفتقدها حتى اليوم. آنذاك، هذه كانت وجباتي المفضّلة التي رافقتني يومياً في جلساتي الدراسية وأوقات فراغي من دون تردد؛ إلى أن قرّرت خسارة بعض الكيلوغرامات. من رجيم إلى روتين غذائي ولايف ستايل دائم، هنا كانت نقطة التحوّل! قرّرت أن أتخلّى عن كافة المأكولات المقليّة، أن أتوقّف عن تناول المشروبات الغازية والمأكولات المالحة المصنّعة، وأن أستبدل العصائر غير الطبيعيّة بشرب الماء. علماً أنّني لا أتناول اللحمة الحمراء منذ أواخر المراهقة، وقد أستبعدت الدجاج من نظامي الغذائي في العام 2010.
مهمّة صعبة، إرادة قويّة، عقاب؟! يمكنكِ تسميتها كما تشائين، لكنني لم أجد حتّى الآن إلّا أسباباً إجابيّة تشجعّني على إكمال هذه الخطوة. أتمتّع بصحّة جيّدة ولا أعاني من فقر الدم أو أيّة مشاكل صحيّة أخرى، حتّى أنّني لم ألجأ إلى الأدوية المسكّنة والمضادات للحيويّة منذ 2008. أشعر دائماً بالخفّة والرشاقة، ولم أسترّد الكيلوغرامات الزائدة التي سبق أن خسرتها. بشرتي ناعمة، صافية، مشرقة، خالية من الشوائب والبثور، والتجاعيد في وجهي لا تزال قليلة والكلّ يتفاجأ بعمري، إذ أبدو أصغر سنّاً رغم أنّني تخطّيت الثلاثين.
إذا أثرتُ فضولكِ وتتسآلين ماذا أتناول، فأنا أعمد إلى شرب ليترين من الماء يوميّاً، وألجأ إلى الأطعمة المغذّية مثل المكسّرات، الفواكه، والطبخ المنزليّ. لكن لا تتفاجئي! فإرادتي لا تزال ضعيفة على الحلويات. صحيح أنّني أتناول مشروباتي الساخنة بلا سكّر، إلّا أنني لم أستثني الشوكولا والحلوى من نظامي الغذائيّ، بل أحاول الحدّ من استهلاكها قدر المستطاع.
أخيراً، رغم العوامل العديدة التي تحول بيني وبين إكمال هذه الرحلة، ورغم الإنتقادات السلبيّة التي أسمعها، أشعر أنّني تمّكنت من الجمع بين هذا الروتين الذي أتّبعه ووتيرة الحياة التي تحيطني على أمل أن يكون يبقى هذا النظام حليفي في محاربة الشيخوخة. أنصحكِ بأن تجرّبي هذا الأسلوب ولو بشكلٍ تدريجي، فأنا أؤكد أنّكِ ستلحظين الفرق، إذ إن الخارج ليس إلاّ مجرد انعكاس للداخل، بمعنى آخر أنّ بشرتكِ ستتحسن فقط إن عدّلتي بنوعيّة طعامكِ.
من هنا ولكي أساعدكِ في البدء بهذه التجربة، سأقدم لكِ بعض الأطعمة غي المقلية والتي تغذّي وترطّب بشرتكِ:
الأفوكادو: تناول الأفوكادو أو حتّى استخدام زيت الأفوكادو في الطبخ وتحضير المأكولات مفيد جدّاً لبشرتكِ، نظراً إلى أنه غني بالمواد المضادة للأكسدة وبالفيتامين E الذي يحفّز عملية تجدد الخلايا. الأفوكادو يعمل على ترطيب بشرتكِ من العمق ويخفّف الالتهابات والاحمرار كما أنه لذيذ جدّاً! لكن انتبهي، اكتفي بنصف حبّة في اليوم لأنّ الإفراط في تناوله قد يسبّب زيادة الوزن.
البطاطا الحلوة: هذا النوع من البطاطا يحتوي على إحدى أهمّ الفيتامينات الضروريّة لترطيب البشرة: الفيتامين A. تناوله بشكلٍ منتظم يُبعد عنكِ شبح الجفاف كما أنّه يساهم في تجديد الخلايا ومحاربة علامات الشيخوخة.
الخيار: فليكن هذا النوع من الخضار حاضراً في طبخاتكِ ومختلف أنواع السلطة التي تحضّرينها. فهو غني بالفيتامين A و C ويحتوي على نسبة عالية من السيليكا التي تمدّ البشرة بالترطيب اللازم وتزيد مرونتها.
زيت جوز الهند: تستخدمين زيت جوز الهند في العديد من الخلطات الطبيعيّة للبشرة، لكن لمَ لا تتناولينه أيضاً؟ الدراسات أثبتت أن هذا النوع من الزيوت يحسّن البشرة ويرطبها من الأعماق ليزيد جمالها ونقاوتها. استخدميه في الطبخ أو أضيفيه إلى العصائر والمشروبات التي تتناولينها يومياً.
الفجل: يحتوي على كمية كبيرة من الماء، الفيتامين C، الفوسفور والزنك ما يجعل منه الطعام المثالي لترطيب بشرتكِ والمحافظة على صحّتها وجمالها.
بذور الكتّان: أضيفي بذور الكتّان إلى أطباقكِ ولن تندمي، إذ أنها تحافظ على ترطيب بشرتكِ وتُبعد عنها شبح الجفاف والتشققات. هي غنية أيضاً بالبروتين وبالأحماض الدهنيّة التي تعالج خلايا البشرة والالتهابات فيها. لا تنسي أيضاً أن هذه البذور هي سلاحكِ لمحاربة الدهون العنيدة والسيلوليت أيضاً. إضغطي هنا للمزيد من التفاصيل.
الكينوا: أصبحت هذه الحبوب الصغيرة رائجة خلال السنوات الأخيرة وباتت متوفّرة في السوبرماركت بأسعار مقبولة. هي لا فقط ترطّب البشرة بل تحتوي على نسبة عالية من البروتين الضروري لإنتاج الكولاجين في البشرة. إذاً بمجرّد تناول الكينوا بشكل منتظم ستحافظين على جمال بشرتكِ وستقاومين علامات التقدم في السن في الوقت نفسه.