السياحة في السعودية: حضارات العالم كله تجتمع في قصر المقر بالنماص

من النادر أن تجتمع مختلف حضارات العالم في مكان واحد، لكن بالنسبة للشاب السعودي محمد المقر الشهري لم يكن ذلك مستحيل. رغم عدم نجاحه في حياته الدراسية والمهنية، إلّا أن شغفه جعل إسمه على لسان الجميع والسبب يعود إلى بنائه قصر المقر في المملكة العربية السعودية وتحديداً في محافظة النماص. مكان شهد له التاريخ على أنه واحد من أهم الوجهات التراثية والسياحية في العالم. ما يميّزه أنه استطاع حصر حضارات مختلفة من كافة الأرجاء على حيطان وعواميد تغطيها النقشات والزخرفات التاريخية. سنعرّفك اليوم على هذا المكان لتجعليه وجهتكِ السياحية المقبلة.

قضى الشاب السعودي محمد المقر الشهري سنوات في السفر إلى مختلف بلدان العالم، فجمع كل ما اكتسبه من حضارات وزخرفات تعكس تراث المناطق التي زارها، فوظّفها في تشييد قرية المقر التي تستريح على أعلى القمم في منطقة العسير محافظة النماص. ضمت هذه القرية ومنذ مئات السنين، قصر خاص به عرف بقصر المقر، استغرق بناؤه حوالي 35 سنة، كما وصلت كلفته إلى 80 مليون ريال سعودي.

صمم هذا المكان من مليوني حجر طبيعي، وقد هندس من قبل صاحبه على شكل يسمح لأشعة الشمس بعمل دورة كاملة على جميع نوافذه. من هنا، أطلقت عليه تسمية القصر الفلكي أيضاً. من الخارج، ترين 7 قبب ضمن هندسة القصر وهي ترمز إلى قارات العالم. أما من الداخل، فقد صمم من 365 عمود، يمثلون عدد أيام السنة. تجدين في القصر زخرفات وصل عددها إلى 3 ملايين، تنقل حضارات العالم الأجمع، أهمها الحضارة اللأندلسية، العباسية، الأموية وغيرها. كل ذلك يبدو واضحاً على الجدران ذي النقشات الملوّنة التي لا يمكنكِ إشاحة النظر عنها. فضلاً عن ذلك، هو يحتوي على 18 ألف قطعة أثرية تعود إلى العصور القديمة. يتألف قصر المقر بالنماص من أدوار، يمثل كل واحد منها حضارة معينة من التاريخ، أهمها الدور الثاني الذي تنتشر به الزخرفة الخاصة بالحضارة الإسلامية الممتدة من الصين إلى غرب أفريقيا. كما يتضمن المكان مئات المخطوطات القديمة التي تتمتع بقيمة تاريخية وتراثية مهمة جداً.

أهمية قصر المقر السياحية تكمن في كيفية تصميمه، هندسته التاريخية، النقوش الزخرفية التي يتضمنها والمخطوطات النادرة التي يعرضها على الزوار. من هنا، أصبح هذا المكان واحد من أهم الوجهات السياحية العريقة في المملكة السعودية، إذ يستقطب سياح من حول العالم ليتمتعوا بتجربة التعرّف على هذا الصرح الثقافي التاريخي. فضلاً عن ذلك، فقد شيّدت قرية المقر على جبل العسير بالكامل لإستقبال الزوار، إذ تم تصميم من الناحية الخلفية منها، مجموعة من الشقق و الإستراحات التي يتم استخدامها من أجل خدمة الزائر، كما يلحق بالقصر حديقة خاصة بالحيوانات.