شمس ساطعة، رمال ذهبيّة، طقس جميل وهواء عليل على مدار 12 شهراً في السنة! أنتِ على بعد ساعتين، كحدٍّ أقصى، من عيش تجربة فاخرة وممتعة. منتجع Four Seasons في منطقة شرم الشيخ المصرية كفيل بأن يشعركِ وكأنّكِ في جزر المالديف، السيشل أو هاواي، لا بل أكثر... وقت مميّز أمضيته في هذا المنتجع، حيث تلتقي الصحراء بالجبال وبمياه البحر الأحمر التركوازيّة.
افضل 9 منتجعات شرم الشيخ في مصر
رحلتي إلى منتجع Four Seasons في شرم الشيخ
4 أيّام لم تكن كافية لرؤية المنتجع بأكمله بكلّ تفاصيله! هل تصدّقين؟ وذلك بسبب ضخامته وامتداده على مساحة 1 كلم، ولأنّ كلّ زاوية فيه لا يمكن المرور بها مرور الكرام بل تتطلّب وقتاً كافياً للتمتّع بكل ميزاتها. ميزات معماريّة، فنيّة، مذاقيّة، خدماتيّة تجتمع ضمن إطار واحد يعكس الفخامة بأعلى مستوياتها.بعد مرور 20 سنة على افتتاحه في شرم الشيخ، تمّ توسيع منتجع Four Seasons ليضمّ 115 غرفة جديدة وعدّة مطاعم من مطابخ حول العالم. هذا الجزء الجديد حافظ على الهويّة الساحرة التي يتميّز بها هذا المكان، هندسة عربيّة بلمسات فاخرة، مستوحاة من فنّ عمارة المشربيّة، حدائق خضراء مظلّلة بأشجار النخيل، نوافير مغطّاة بالفسيفساء...
كيف كنتُ أمضي يومي؟ في غرفة فيها كلّ سبل الراحة ومظاهر الرفاهية، أستيقظ على ضوء الشمس يتسلّل من باب الشرفة المطلّة على البحر بمشهد يبعث الطاقة بالنفس. حان وقت الفطور والتلذّذ بخيارات عديدة جدّاً، تلبّي جميع الأذواق. البحر يناديني! بسرعة أتوجّه نحو تلك المياه الصافية لتجربة لا يملّ منها، حتى ولو عدتها كلّ يوم مراراً وتكراراً: الـSnorkeling. أسماك بكلّ الأشكال، الأحجام والألوان، ومرجان على مدّ النظر بألون خلّابة تشكّل مصدر متعة ورضا للروح. My Soul is Happy في سكينة تحت الماء وبين هذه المخلوقات الجميلة التي وفي كلّ مرّة كنت أنزل فيها، كانت تفاجئني بأنواع جديدة لم أرَها في المرّة السابقة. بين الشاطئ وأحواض السباحة كنت أتنقّل للاستلقاء، سماع الموسيقى، اكتساب السمرة ولتناول مشروب منعش، لساعات دون أن أشعر بالضجر.
في معظم الأحيان، كنت أتناول الغداء في المطعم المكسيكي-البيروفيّ، حيث حاولت خلال عطلتي تذوّق كلّ الوجبات على لائحة الطعام لشدّة لذّتها. بعد ذلك، كنت أستغلّ الفرصة للمشي في ربوع هذا المنتجع واستكشاف كلّ أرجائه قبل أن يأتي موعد مغيب الشمس للجلوس مجدّداً ومراقبة جمال هذا المشهد. حمّام ساخن، مكياج، شعر، "كشخة" وها أنا جاهزة للعشاء. خيارات المطاعم متعدّدة، وفي كلّ يوم، كان يقع خياري بحسب رغبتي بنوع الطعام الذي أريد. دعيني ألخّص تجربتي مع أبرز ما تناولتُ بهذه الكلمات: ثمار بحر تعانق حاسّة الذوق بانسجام جميل جدّاً، أطباق لبنانيّة Authentic، وكأنّني أتناول الطعام في بلدي، مأكولات شهيّة للغاية من المطبخ الآسيويّ تشبع النظر حتى قبل الذوق بطريقة تقديمها المميّزة. وتنتهي اللّيلة بسهرة ممتعة على أنغام راقصة، وبعدها المشي تحت ضوء القمر في جوّ منعش، للوصول إلى الغرفة.
من بين الأنشطة المائيّة الكثيرة التي يقدّمها منتجع Four Seasons، كالغطس، ركوب قوارب الكاياك، التجديف، اخترتُ التزلّج الهوائيّ. كل من يعرفني لم يصدّق أنّ هذا كان خياري، لكنني تحدّيتُ خوفي وفعلتها! لن أنكر أنّني لم أشعر بالخوف بلحظة من اللّحظات، لكنّني لا أندم على هذا القرار، كونه من أمتع التجارب التي خضتها في حياتي. هناك، بعيدة عن الضوضاء وقريبة من السماء والشمس عند مغيبها (أفضل توقيت لممارسة هذا النشاط)، انفصلتُ عن العالم لدقائق وشعرتُ بالطمأنينة، إلى أن رأيتُ بعد ذلك البحر تحتي بأشواط وأدركت حقيقة أنّني معلّقة بحبال... أنزلوني!
ما سأختم به هذا المقال، هو ذروة تدليل الذات على الإطلاق، تجربة The Egyptian Masterpiece في سبا Four Seasons. ساعتان من العمر تنطلقان مع حمّام مياه دافئة، ممزوجة بالحليب وبتلات الورود، بدأ الاسترخاء! المرحلة التالية، التقشير بالسكّر البنيّ. لا أستطيع أن أخبركِ كم أصبحت بشرتي ناعمة لأيّام من بعده.
أمّا التدليك، فهو ما كان جسمي بأمسّ الحاجة إليه، خصوصاً أنّ خبرة المدلّكة العالية جعلتها تعلم تماماً نقاط الضعف وعالجتها بطريقة محترفة إلى أقصى الحدود. النهاية كانت مع تدليك، تدليل وترطيب الرأس والشعر بكميّة وافرة من زيت الجوجوبا. أمّا المفاجأة بعد هذه الجلسة الرائعة، فكانت عندما نظرتُ إلى المرآة، وجهي مشدود وبشرتي متوهّجة، وكأنّني خضعتُ لتدليك للوجه أو لحقن بوتوكس، لدرجة أنّ كلّ من رآني (حتى Video Call) قال لي ماذا فعلتِ؟ وكم يبدو وجهكِ جميلاً، وأنا أقسم لهم أنّ أحداً لم يلمسه! أعتقد أنّ كميّة التدليك التي خضعتُ لها كانت كفيلة بتحريك الدورة الدمويّة لتؤثّر كالسحر على بشرتي! Can I Get Back There Please؟
في النهاية، أبرز ما حملته معي من ذكريات، هي الابتسامة التي لا تفارق وجه كلّ من يعمل في هذا المنتجع، حسن الضيافة، الاحترافيّة العالية في الخدمة والودّ الكبير في المعاملة. شكراً لكلّ فرد أضاف جرعة من الطاقة الإيجابيّة إلى هذه العطلة.