أطلقت دار Azzi & Osta مجموعتها للخياطة الراقية لخريف وشتاء 2020-2021. قدّم المصممان جورج قزي وأسعد أسطا أزياء تعكس المزيج بين الفوضى والمعاناة، إلّا أنها تضج بالجمال والأمل أيضاً. هذه المجموعة مستوحاة من ألوان الطبيعة ومن لوحات خالدة لأشهر الرسامين مثل Van Gogh وVermeer وRembrandt.
رغم الأسلوب الدراماتيكي الذي طغى عليها، تتميّز المجموعة بالرومانسية التي تنقلنا من الحلم إلى الواقع في رسالة تدعو إلى غدٍ أفضل. فهي تحمل في مضامينها تحدّي للوضع الاقتصادي الصعب والحالة المتردية التي تسبب بها فيروس كورونا. ثم جاء تفجير مرفأ بيروت الذي دمر مبنى جورج قزي وأسعد أسطا العريق. أمام هذا الوضع، كان لا بد من الهروب إلى الحلم. حلم قزي وأسطا Azzi & Osta كان هولندي بإمتياز، يستحضر صور خيالية لرحلة لم تحصل. كانا المصممان ينويان التوجه من باريس إلى امستردام في شهر مارس الماضي، لأن الألوان الزاهية التي تغطّي حقول التوليب في فصل الربيع كانت خلفية رائعة لوضع اللمسات الأخيرة على هذه التشكيلة وتصويرها. لكن تفشي فيروس كوفيد 19 المفاجئ أدى إلى إغلاق الموانئ والمطارات. فجأةً تعطل السفر ولم يبق أمامهما سوى الخيال لتنفيذ حلمهما والهروب من الفوضى التي ألمت بهما وبالعالم أجمع. كان هذا الحلم متنفس ترجماه في هذه المجموعة. من هنا، فإن مجموعة Azzi & Osta للخياطة الراقية لخريف وشتاء 2020-2021 جاءت نابضة بالألوان والحياة.
تتميّز التصاميم بطيات الأوريغامي وأخرى تتدلى من الظهر إلى الأرض، كشاكش وبليسهات متماوجة، حيث أن جميعها كان الهدف منها محاكاة عمل فني، بالإضافة إلى الاستلهام من ألوان زهرة التوليب، مثل الأبيض، البرتقالي، البنفجسي، الأزرق والأسود.
من بين أزياء هذه المجموعة، هناك تصميم أنثوي مستوحى من لوحة المزهرية لـVan Gogh، حيث جُسّد حب الرسام الشهير للزهور، وبالتالي اتُخذ جسم المرأة في التصميم شكل مزهرية. أمّا التصميم الذي تُميزه درجات مختلفة من الأخضر فيتكوّن من 3 قطع: كورسيه بدرجة هادئة تزينه تطريزات على شكل بتلات ناعمة من حرير الأورغنزا، ينفش حجمه عند الخصر ليشكّل إطار لتنورة مستقيمة تكاد تلامس الكاحل بدرجة مختلفة من الأخضر. تكتمل هذه اللوحة المفعمة بالأنوثة مع كاب طويل باللون الأخضر الربيعي، يتدلى من جانب الكتف ويعانق الخصر بحزام مبتكر من نفس اللون. تشمل المجموعة أيضاً جاكيت واسعة مستوحاة من لوحة لـRembrandt مصنوعة من المخمل الداكن وتتميز بأكتاف غير محددة وأكمام منفوخة تحمل استدارة زهرة التوليب. أكثر ما يلفت فيها التطريزات الغنية التي تداخلت فيها خيوط الذهب مع بريق اللؤلؤ لتخلق تناقضاً بين الظل والضوء. أما تأثير Vermeer فتجلى في فستان سماوي منسدل تركزت تفاصيله على الأكمام المطرزة لتبدو وكأنها أجنحة بنسب متدرجة.
رغم ميل المصممَين الدائم إلى القطع الهندسية والفنية، فإن إحساسهما بالألوان إضافةً إلى التقنيات والتطريزات الدقيقة التي لجآ إليها جورج قزي وأسعد أسطا، نجحت في تحقيق المعادلة التي تجمع بين الانسيابية والخطوط الهندسية. حتى تكتمل هذه اللوحة الفنية، صوّرت التشكيلة في بيروت في قاعة De Gournay المتخصصة في رسم مناظر طبيعية على ورق الجدران باليد، لتكون خلفية مثالية تعزز روحها المطبوعة بالفن الباروكي. لكن مفعولها كان أكبر من ذلك، لأنها أيقظت أيضاً رغبة للإنعتاق من قيود الحجر الصحي والأماكن المُغلقة، والإنطلاق إلى البرية للإحساس بالحياة والتماس الفرح.