هذه ليست المرة الأولى التي يرجع بنا المدير الإبداعي لدار لويس فيتون Nicolas Ghesquière إلى التاريخ والمراجع القديمة، ويقدمها بطريقة متجددة تلائم عالمنا الآن. أمّا مجموعة ربيع 2021، فتجسد فترة ما بعد عام 1900، بالإضافة إلى العشرينيات وهي حقبة مثيرة للإهتمام بكل تفاصيلها. في هذا الإطار، لم تجسّد الملابس موضوع المجموعة فحسب، بل قدم أيضاً نيكولا جيسكيار التشكيلة في La Samaritaine وهو متجر كبير يتميّز بمزيج متناغم لعناصر فنية من حقبتَي الـArt-Nouveau والـArt-Deco. كما وتزيّنت حيطان منصة العرض بالشاشات الخضراء التي عكست مناظر طبيعية وأفلام تجعل الحاضرين يشعرون وكأنهم في داخل هذه المشاهد: من هنا نرى كيف جمع المصمم بين الماضي والحاضر.
الدخول إلى عالم حيث لا يزال الأسلوب فيه غامض، لا يوجد فيه فرق بين الجنسين: كيف تبدو الملابس في هذا الوضع؟ أي نوع من القطع تناسب كل من النساء والرجال؟ استكشاف جديد في الموضة ورحلة تسعى دار لويس فويتون للوصول إليها من خلال كسر الحواجز بين المرأة والرجل. في هذا الإطار، رافقت الألوان الحيادية التصاميم التي تنوّعت ما بين المعاطف، البزات، السراويل والبلايز التي أتت جميعها بقصات مستقيمة وواسعة.
لم يركّز المدير الإبداعي فقط على القطع والألوان، بل لفتنا كيفية إدخال النشاطات التي فرضها المجتمع في البداية فقط على الرجال في الملابس. من هنا، برز الشورت والبلايز المستوحاة من التصاميم المعتمدة خلال ممارسة رياضة كرة السلة، جمبسوت وبزة تم استلهامها من ملابس رواد الفضاء، بالإضافة إلى الطبعات التي زيّنت بعض القطع والتي أتت على شكل كلمات مثل Skate أي تزلّج وDrive أي قيادة باللغة العربية. هذه الكلمات إلى جانب عبارات أخرى مثل سرعة، تسلق واصطياد السمك وغيرها من النشاطات رافقت، موسيقى العرض. كذلك، استحوذت على انتباهنا السراويل الشبيهة بالشروال، القمصان ذات الأكمام القصيرة والفساتين بقصة التيشرت. كل من الحبيبات البراقة، الطيات والكروشيه أضاف لمسة أنثوية على اللوك لكن بطريقة تتماشى تماماً مع موضوع المجموعة.
بالنسبة للأكسسوارات، برزت الأحزمة والسلاسل العريضة والضخمة. الأحذية تنوّعت ما بين تلك بالكعب العالي ذي التصميم المستقبلي، تلك المستوحاة من التصاميم الرجالية وتلك الشبيهة بأحذية البيت الشتوية. أمّا بالنسبة للحقائب، فقدّم Nicolas Ghesquière حقائب جديدة تتّسم بألوانها وأشكالها العصرية وشنط أخرى كلاسكية بالأسلوب الباريسي الشيك. إضافة إلى ذلك، برزت حقائب أيقونية متجددة وأخرى مستوحاة من أرشيف الدار.