المشي بكلّ ثقة وسط قوّة الطبيعة: العواصف الرعدية، الرياح القويّة، الطقس البارد والعيش في البرّية، إنّها المرأة الصارمة التي أراد Anthony Voccarello تجسيدها في مجموعة Saint Laurent Paris لخريف 2021. فعلاً هذا ما رأيناه على منصة عرض الأزياء هذه، فالمدير الإبداعي للدار الفرنسية سلّط الضوء بشكلٍ بارز على المرأة القويّة، ضمن الفيديو الذي أطلقه لمجموعته الجديدة. تشكيلة تنبض مرحاً وتأخذنا إلى حقبة الستينيات، حيث كان Yves Saint Laurent يتنقّل بنفسه وبكلّ سعادة.
لعرض مجموعة خريف وشتاء 2021-2022، قدّمت سان لوران باريس فيديو تمّ تصويره وسط المناظر الطبيعية في آيسلندا، لتتناسب مع الأجواء الشتوية. المدير الإبداعي Anthony Voccarello استوحى مجموعته من الحفلات الباريسية في حقبة الستينيتات وتحديداً من الفترة التي كان يتجوّل فيها Yves Saint Laurent في المدينة الفرنسيّة. فقدّم تصاميم سلّطت الضوء بشكلٍ بارز على الرموز البورجوازية التي رسّختها دار سان لوران باريس منذ الأوائل. قماش التويد وتفاصيل الفرو تداخلت في القطع لتعكس الشخصيّة العفويّة. أمّا التصاميم اللامعة المستوحاة من الملابس الكلاسيكيّة للنجمة Peaches التي لاقت رواج في التسعينيات، أتت لتجمع ما بين الرقي والملابس الكاجوال. كذلك، ما كان لافت في هذه المجموعة، هو الألوان البارزة التي تضاربت مع خلفية المشهد المظلم في الفيلم، فكانت بمثابة محاولة متواصلة للحفاظ على التوازن بين الخطأ والصواب. من جهة ثانية، برزت التصاميم القصيرة ضمن المجموعة، فأتت إمّا على شكل تنانير أم شورتات. كما أنّ شورت البرمودا أخذ حصّة بارزة من التشكيلة، إمّا بقماش الجلد أو الأقمشة الأخرى. كذلك، الكنزات المزيّنة بنقشة المربّعات، سواء كانت كارديغان أم كنزات من دون أكمام، تداخلت في لوكات عارضات الأزياء.
من جهة الأكسسوارات، برزت الأحذية الشتوية العالية والتي تصل إلى حدود الفخذين، تلك التي تصل إلى أسفل الركبتين وأحذية الستيليتو بألوان مختلفة. كذلك، الأحزمة أتت على شكل سلاسل ذهبية أم فضّية ومزيّنة بالتفاصيل المبالغ بحجمها مثل الأزهار وغيرها. أمّا من جهة موديلات العقد، فأتت أيضاً على شكل سلاسل مرفقة بالتفاصيل الملفتة مثل الألوان المرحة والأشكال الجميلة. بالنسبة للأقراط، فرافقت الموديلات الكبيرة والمنسدلة معظم لوكات عارضات الأزياء لتضيف اللوكات لمسة مشاغبة وأنيقة في آن.
هكذا تجلّت المجموعة بخفّتها وبساطتها، حيث استطاعت فعلاً قلب المعايير والمفاهيم السابقة، والحفاظ على التوازن بين الخطأ والصواب تماماً كما قال Anthony Voccarello: " تدفعك المسائل الجدّية إلى اتّخاذ الأمور الأخرى بأقل جدّية، فإيجاد التوازن والبقاء في الطليعة لا يعكسان سوى الكفاءة والتمرّس."