مصدر الصورة: انستقرام fashionweek.ai@
كثيراً ما تساءلنا إلى أيّ مدى سنصل بفضل التطوّر التكنولوجيّ. وبعد أن أحرز الذكاء الاصطناعيّ ضجّةً كبيرةً منذ ظهوره حتّى اليوم، بات مساعد الإنسان الأوّل في الكثير من مجالات عمله، وأصبح مرجعنا لحلولٍ متعدّدة ومصدر إجاباتٍ للكثير من أسئلتنا. شقّت هذه التكنولوجيا طريقها إلى عالم الموضة وتغلغت بقوّة فاستعانت بها علامات تجارية متعدّدة. لكن هل فعلاً الذكاء الاصطناعي قادر على أن يحلّ مكان مصمّمي الأزياء وبراعتهم في الابتكار؟
الذكاء الاصطناعي في عالم الموضة
لقد شهِد عالم الموضة على انخراط الذكاء الاصطناعيّ في تجارب الزّبائن وفي التصميم لمجموعات جديدة. يتمّ ذلك في أغلب الأحيان عبر تطبيق مبرمج يُسجّل التصاميم السابقة للدار، يخوّل المصمّمين وصف التصاميم الجديدة التي يريدونه في نصّ، فيقدّم لهم مع اقتراحات النقشات والرسومات.
تجسّد ذلك في عروض أزياء مختلفة مؤخّراً، فلجأت العلامتان التجاريّتان Collina Strada وHeliot Emil إلى هذه المساحة من التطوّر لابتكار مجموعة ربيع 2024. هذا ما فعلته أيضاً علامتا Monse وBach Mai في مجموعة خريف 2024 حيث استخدمت الذكاء الاصطناعيّ عبر تطبيق مولّد صور من نصوص يدعى Midjourney. أمّا علامة Ganni فهي من العلامات التجاريّة التي برز أيضاً استخدامها للذكاء الإصطناعيّ في عرضها لموسم ربيع 2024، إذ بدأت التحضير للمجموعة عبر تقديم موجزاً لـ ChatGPT، كما تعاونت الدار مع فنانة الذكاء الاصطناعيّ Cecilie Waagner Falkenstrøm لإنشاء 5 روبوتات على شكل أشجار حيّة، مبرمجة لتجسيد فتاة Ganni.
هذه ليست المرّة الأولى التي يبحث فيها مصمّمو الأزياء عن الإلهام من الذكاء الاصطناعيّ، بل شملت مجموعة خريف 2023 للعلامة التجارية الفرنسيّة Coperni معاطف مرسومة يدويّاً، مستلهمةً من صورة لروبوت وخروف قدّمها مولّد الذكاء الاصطناعيّ Dall-E. كما وقامت G-Star Raw بتصميم مجموعة كاملة من الدنيم باستخدام الذكاء الاصطناعيّ. في الوقت نفسه، تقوم العلامات الأخرى مثل Loewe وغيرها بإنشاء إطلالات "فائقة الواقعيّة" مستلهمة من الصور التي تمّ إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعيّ.
في أبريل من العام الماضي، استضاف استوديو Cyril Foiret للذكاء الاصطناعيّ، Maison Meta، أوّل أسبوع للموضة بالذكاء الاصطناعيّ في نيويورك، والذي شمل مسابقة للمصمّمين الطموحين لاستخدام الذكاء الاصطناعيّ لإنشاء أزيائهم الخاصّة. وتمكّن الفائزون من تصنيع مجموعاتهم لبيعها عبر الإنترنت عبر متجر Revolve.
كيف يساهم الذكاء الإصطناعي في الجانب التجاريّ للموضة؟
• تحليل بيانات المبيعات وتحديد الكميّات المثلى للمخزون.
• تحليل المبيعات في السوق لتحديد صيحات الموضة على مواقع التواصل الاجتماعيّ.
• التسوّق عبر الإنترنت من خلال توفير توصيات شخصيّة ودقيقة للمستخدمين.
• تسريع عمليّة التصميم مما يسمح للمصمّمين بابتكار أفكارٍ جديدةٍ بشكلٍ أسرع.
هل الذكاء الاصطناعيّ ومصمّمو الأزياء، حلفاء أم متنافسون؟
بين التكنولوجيا والموضة علاقة أصبحت تحمل نوعاً من المتانة، وسبق ورأينا كيف استوحت العلامات من الذكاء الاصطناعيّ لتصميم مجموعاتها وتطوير عروض أزيائها. لكن إجابةً على السؤال، وخلاصةً لما تقدَّم، تطوّر الذكاء الاصطناعيّ وانخراطه في عالم الموضة وتصميم الأزياء لن يمحو إبداع مصمّمي الأزياء ولن يحلَّ مكان ابتكاراتهم. الذكاء الاصطناعيّ جاء إذاً مساعداً لا مبتكِراً، ليأخذ الموضة إلى أعلى المستويات، وإلى مرحلة من التقّدم لم يشهدها هذا المجال من قبل.
عرض Monse لمجموعة خريف وشتاء 2024