لطالما كانت القلادات أكثر من مجرّد عناصر لتزيين الإطلالات، فهي قطع تحمل الكثير من المعاني. يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وقد اتّخذت أشكالاً متنوّعة وارتبط تطوّرها بتطوّر الثقافات والمعتقدات. في هذا التقرير نجول في تاريخ القلادات وتحوّلاتها عبر السنين.
قِصّة بدأت منذ آلاف السنين
تاريخ القلادات قديم جدّاً ويعود إلى العام 3000 قبل الميلاد حيث كانت الحضارات القديمة كالمصريّة، اليونانيّة والرومانيّة تضع قلادات مصنوعة من معادن ثمينة وأحجار كريمة، ومتّخذة شكل مجسّمات أسطوريّة، حيوانات وآلهة. حملت هذه القلادات عناصر رمزيّة، ففي مصر مثلاً كانت نوعاً من التعويذات أو تمثّل الآلهة أو تُبعد الشرّ.
كيف تطوّرت القلادات على مرّ السنين؟
خلال العصور الوسطى، كانت القلادات تحمل رموزاً دينيّة. أمّا في القرن 14، فأصبحت مرتبطة بنبلاء المجتمع، وباتت السيّدات يضعنها لما تحمله من معانٍ عاطفيّة. مع بداية القرن 16، أصبحت القلادات عناصر لتزيين الإطلالات، واشتهرت في هذه الفترة القلادات التي تُسمّى Locket، وهي كناية عن حُلية على شكل عُلبة تُخزّن فيها عناصر عزيزة على القلب كصورة أو خصلة شعر.
في الفترة الباروكيّة وما بين القرنَين 17 و18، أصبحت القلادات بأحجام كبيرة، كما برز أيضاً الشوكر العريض والمقترن بحُلية متدلّية، هذا إلى جانب القلادات المُقترنة بعقود اللؤلؤ. في القرن الـ19، اشتهرت القلادات على شكل سلاسل أو شرائط من المخمل.
الفنّ الجديد Art Nouveau والفنّ الزخرفيّ Art Deco في بداية القرن 20 أثّرا على تصميم العديد من القلائد والعقود، فبرزت الحُلي بأشكال هندسيّة، بأحجام كبيرة وبأشكال الحيوانات. في منتصف القرن 20 خفتَ وهج القلادات إلى أن عادت لتبرُز أواخر التسعينيّات وبداية الألفيّة في المجوهرات والأكسسوارات.
ماذا عن القلادات اليوم؟
أصبحت القلادات جزءاً أساسيّاً من صيحات الموضة، تتكرّر في كلّ موسمٍ لتتّخذ أشكالاً تتماشى مع الصرعات الرائجة. في خريف وشتاء 2024-2025، أتت مُرفقة بعقود طويلة، مزيّنة بحُلي إمّا مينيماليّة إمّا كبيرة ومُلفتة، مرصّعة بحُبيبات الماس، ومصنوعة من الذهب.