نحن بحاجة لأيامٍ، لا بل لأشهر وربما لـ1000 وسنة، لنتخطّى الدهشة، ولتستعِب قلوبنا وأذهاننا وأعيُننا ما قدّمه إيلي صعب لعالم الموضة والفنّ الليلة. صانعُ فساتين الأحلام، لم يشأ إلّا وأن يصنع التاريخ بحدثِ أسطوريّ تحت عنوان "1001 موسم من إيلي صعب". الكلمات عاجزة عن وصف ضخامة الحدث، لكن دقات قلوبنا المسموعة وأعينِنا الدامعة قادرة على تجسيد مشاعر الفخر، لرؤية مصمّم عربيّ لبنانيّ يكتب حكايةِ نجاح تاريخيّة عمرها 45 عام. كل جمال العالم إجتمع في حدث إيلي صعب... أيقونات الإستعراض، عارضات عالميات، فساتين من الأرشيف، ديكور خياليّ، وتصفيق حار علا صداهُ أرجاء منصة العرض. أما عن حضور سيلين ديون، فإنّه النقطة الفاصلة في هذه الأمسية التي نقلتنا إلى عالمٍ آخر. إيلي صعب، تٌرفع لك القبعة!
ليلة ولا ألف ليلة...
300 لوك من أرشيف دار Elie Saab العريق، أكثر من 40 عارضة عالميّة من الأيقونات في مجال عارضة الأزياء، 4 من أبرز ملكات الاستعراض في العالم، وآلاف من نخبة النجمات والنجوم الذين حضروا العرض... هو حدث توقّف عنده الزمن. في أمسية "1001 موسم من إيلي صعب"، نقلنا المصمّم بكلّ تفصيلٍ إلى عالمه الخاص الذي يعتبر كلّ امرأة بحدّ ذاتها. اللون الأحمر العنّابي كان نجم الديكور، حيث أضاف لمسة ملوكيّة فخمة، تُشبه صورة دار إيلي صعب. كما زيّنت الأضواء كلّ زاوية بسحر يحاكي الحدث وضخامته.
البداية من على السجادة الحمراء مع كلماتٍ مؤثرة!
الأمسية بدأت من على السجادة الحمراء، مع مرور النجمات صديقات إيلي صعب، اللواتي تألّقن بفساتين رائعة من أرشيف الدار. سيلين ديون، مونيكا بيلوتشي، هالي بيري، روزي هنتنغتون وايتلي وغيرهّن من أهم النجمات من حول العالم، حضرنَ حدثه التكريمي.
استكملت الليلة بكلمات نابعة من القلب، وجّهها النجمات والنجوم، أصدقاء إيلي صعب، كتحيّة تكريميّة له في هذه الليلة الإستثنائيّة. من أبرز هذه الكلمات كان حديث إيلي صعب جونيور، الذي عبّر عن فرحته بحلول موعد هذا الحدث الذي اعتبره حلم تحوّل إلي حقيقة. كما أنّه ذكر أنّ العمل على هذه الأمسية كانت بمثابة رحلة ساحرة، حيث ركّزت الدار على تقديم عرض عالميّ من قلب المملكة السعوديّة.
افتتاحية تُخلّد في عالم الموضة
لم يكن هنالك طريقة أجمل من اختيار نجمة هوليوود هالي بيري لتطلّ وتفتتح حدث إيلي صعب الأسطوري. فبلحظة تُقشعر لها الأبدان، أطلّت هالي بيري على منصة عرض إيلي صعب، لتأخذنا في رحلة عبر الزمن إلى عام 2002، إلى لحظة تاريخية لا تُنسى في مسيرتها الفنيّة. أعادت لنا تلك الذكرى، عند فوزها بجائزة الأوسكار منذ 22 سنة، وهي كانت مرتدية الفستان نفسه! واليوم بعج 22 سنة، سُلطت الأضواء عليها، ساد الصمت، وتردّد في الأرجاء: "وجائزة الأوسكار تعود إلى هالي بيري"، لتُضيف بذلك أبعاداً عاطفية لا مثيل لها في هذا الحدث الاستثنائي. يُذكر أن هالي بيري عبّرت عن حماسها المضاعفة، كون في هذا الحدث التقت المصّمم اللبناني إيلي صعب للمرّة الأولى، وجهاً لوجه.
هالي بيري تُخلّد لحظة عمرها 22 عام في "1001 موسم من ايلي صعب"
لوحات فنيّة ضاعفت سحر الأمسية
منصة عرض الأزياء التي مشت عليها أيقونات في هذا المجال، تزيّنت بلوحات فنيّة بتوقيع نجمات عالميات. الافتتاحية كانت مع جينيفر لوبيز التي قدّمت العرض الأوّل، الذي طغى عليها اللون الأبيض. وسط الأضواء المتلألئة، محاطة بقوسٍ من الريش الأبيض الفخم، أدّت Jlo أشهر أغانيها، مرتدية جمبسوت استعراضي باللون الفضي. على وقع أغانيها، مشت عارضات أزياء أيقونيّات متألّقات بأجمل تصاميم دار Elie Saab، بتدرجات الأبيض والفضيّ، كما انهت العرض الأوّل "عروسة إيلي صعب" بلوك خياليّ.
Jennifer Lopez في لوحة إستعراضيّة أسطوريّة في "1001 موسم من إيلي صعب"
بعدها قدّمت Camila Cabello أكثر أغانيها حماساً، في عرضٍ ساحر مليء بالبريق وطغى عليه اللونين الزهري والأخضر. افتتحت عرضها الفنّي بعبارة مرحبا رياض! كما قامت بتغيير كلمات أغانيها، حيث وجّهت تحيّة إلى السعودية، وختمت بشكر خاص لموسم الرياض ولإيلي صعب. ليكتمل عرض Camila Cabello لجأت إلى لوك استعراضي من توقيع ايلي صعب، فاعتمدت فستان ورديّ قصير مزيّن بالترتر، ومرفق بذيل طويل.
بدورها، قدّمت النجمة اللبنانيّة نانسي عجرم مجموعة من أشهر أغانيها على منصة العرض، حيث كانت تتنقّل إلى جانبها عارضات الأزياء. أطلّت خلاله بفستان ماكسي، تميّز بتدرّجات الأزرق فيه، وبياقة اوف شولدر لإضافة لمسة أنثويّة تحاكي نعومة أسلوب نانسي عجرم. أطلّت عارضات إيلي صعب إلى جنبها مرتديات اللون الأزرق الذي عكس طابع هذ العرض.
إلى جانب النجمات العالميات اللواتي ذكرناها أعلاه، قدّم النجم المصريّ عمرو دياب بدوره واحدة من أجمل لوحاته الفنيّة. وقد مشت عارضات الأزياء في عرضه مرتديات تدرجات برّاقة.
اللحظة التي أوقفت قلوبنا
إنها لحظة قُشعرت فيها الأبدان، وعجز الكلام عن وصفها! هي اللحظة التي سحرت فيها سيلين ديون الحضور بصوتها العذب وحضورها الأيقوني في عرض "1001 موسم من إيلي صعب". مشهد تحوّل إلى لوحة فنية خالدة للتاريخ، فبعد مرورها بمرحلة صعبة وتعرّضها لوعكة صحية أثارت فيها قلق جمهورها حول العالم، أطلّت سيلين ديون لتعلن عودتها للحياة، الفن، والمسرح، أقوى وأكثر سحراً من أي وقت مضى.
تحت عنوان "ألف شروق وشروق"، أشرقت سيلين من جديد، ورافقتها عارضات الأزياء مرتديات فساتين برّاقة، تماماًَ مثل فستانها الذي كان بمثابة تحفة فنيّة تجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسات العصرية. بينما كانت خطواتها على المنصة تُنير المكان بحضورها الطاغي. كل حركة، كل ابتسامة، كانت تروي قصة من الفن والجمال والذوق الرفيع، وكأنها ترجمة حيّة لعقود من التعاون والنجاح بين سيلين ديون وايلي صعب. غنّت، استعرضت، رقصت، أعلنت عودتها للمسرح وللحياة، بكت، أبكتنا وأبدت إيلي صعب! لحظة سيلين ديون على منصة "1001 موسم من ايلي صعب" كانت أكثر من مجرد حدث، كانت فصلاً من كتاب فنيّ طويل، سيُحفر في الذاكرة كأحد أروع المشاهد في تاريخ الموضة والفن.
سيلين ديون تصنع التاريخ جنباً إلى جنب مع إيلي صعب