قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى، لكن خلف قبّعة Pillbox تاريخ طويل يبدأ بالجنود، يمرّ بالشخصيّات السياسيّة والملكيّة وينتهي بمحبّات الأكسسوارات التي تضيف جاذبيّة من دون مجهود. إنّها قصّة موضة، سلطة وأناقة!
الجذور... عسكريّة!
بدأت هذه القبّعة كنوع من أغطية الرأس العسكريّة. في أواخر العهد الرومانيّ، كان الجنود يرتدون قبّعة تُعرف باسم Pileus Pannonicus، وهي تشبه البيلبوكس الحديثة. وفي العصور الوسطى، ارتدى الفلمنكيّون قبّعة مشابهة، قبل أن تصبح، في القرن الـ19، جزءاً من زيّ بعض وحدات الجيش البريطانيّ ومستعمراته.
في الثلاثينيّات تمّ تقديم قبّعة الـPillbox من قبل صانعي القبّعات، وكان شكلها مستوحى من تلك العسكريّة. على الرغم من أنّها لم تكن عمليّة في الحماية من العوامل الجويّة، إلاّ أنّها اعتُبرت أكسسواراً أنيقاً يُرتدى داخل الأماكن المغلقة وخارجها. ازدهرت خلال الحرب العالميّة الثانية لكونها اقتصاديّة، بسيطة، ولا تتطلّب الكثير من المواد، وهو ما انسجم مع سياسة تقنين الموارد من زمن الحرب.
من أوائل من روّج لهذا الأكسسوار النجمة السويديّة Greta Garbo التي ارتدت قبّعة من Adrian Adolph Greenburg في فيلم The Painted Veil عام 1934.
مع مرور الوقت، بدأت النجمات وسيدات المجتمع الراقي باعتمادها كبديل أنيق ومتواضع للقبعات الكبيرة وكان يتمّ تثبيتها على الشعر باستخدام دبابيس أو مشط داخليّ. تمّت صناعتها بخامات متعدّدة مثل: الصوف، المخمل، الأورغانزا، فرو المنك أو الوشق أو الثعلب أو جلد الفهد، وأتت غالبيّتها بألوان موحّدة خالية من الزخارف ومرفقة بشبكة تغطّي الوجه جزئيّاً.
Did You Know؟
سميّت Pillbox Hat بسبب شكلها الشبيه بالعلب الصغيرة التي كانت تُباع فيها حبوب الأدوية قديماً.
الفضل يعود لـJackie Kennedy
من أبرز الشخصيّات التي ارتبط اسمها ارتباطاً وثيقاً بقبّعة Pillbox، السيّدة الأميركيّة الأولى Jacqueline Kennedy Onassis، التي ساهمت في تحويل هذه القبّعة إلى رمز أيقونيّ للأناقة الأميركيّة في الستينيّات. بلغت شعبيّة هذا الأكسسوار ذروتها في 20 يناير 1961، يوم تنصيب John Kennedy رئيساً، حين أطلّت Jackie O مُعتمرة قبّعة Pillbox، بعد أن نصحها مصمّم الأزياء Oleg Cassini باعتماد هذا اللوك. ومنذ ذلك الحين، بات هذا الأكسسوار جزءاً من إطلالاتها المميّزة، غالباً من تصميم Halston. حتى أنّها كانت ترتدي قبعة Pillbox ورديّة اللون في اليوم الذي اغتيل فيه زوجها في العام 1963.
لحظة أيقونيّة لهذه القبّعة: الممثّلة Audrey Hepburn في قبّعة بطبعة الفهد في فيلم Charade، في العام 1963.
مدّ وجزر
في السبعينيّات، مع تحوّل الموضة إلى الطابع الكاجوال، بدأت القبّعات ومن بينها الـPillbox، تفقد مكانتها كقطعة يوميّة. في فترة الثمانينيّات التي اشتهرت بأسلوب Power Dressing والأزياء المحدّدة، عاد هذا التصميم بلمسة دراميّة، وغالباً ما كان يُنسّق مع البزّات ذات الأكتاف العريضة، في مزيج بين الأنوثة والقوّة. أمّا في التسعينيّات فبقيت هذه القبّعة حاضرة في الأزياء الملكيّة.
في الثمانينيّات اعتمدت الأميرة Diana هذا الشكل من القبّعات، ما ساهم في إعادة تقديم البيلبوكس للأجيال الجديدة في بريطانيا.
لعب مسلسل Mad Men دوراً في إحياء أزياء منتصف القرن العشرين، وأعاد قبّعة Pillbox إلى الواجهة.
أناقة بلا مجهود
تعود قبّعة Pillbox في موسميّ الصيف والشتاء لعام 2025، مرتبطة بانتشار بأسلوب "القصّات المصمّمة" Tailoring. بالرغم من بساطتها، إلا أنّها قادرة على رفع مستوى أيّ إطلالة لتجعلها أنيقة بلا مجهود. لديها قدرة فريدة على إضافة لمسة مميّزة دون أن تطغى على الإطلالة بل تضاعفها جاذبيّة. خفيفة، سهلة الارتداء، تتماشى مع كافة اللوكات وتُبرز ملامح الوجه بشكل جميل، وهي تُناسب جميع أشكال الوجوه تقريباً.
