وراء تلك الرسومات، الطبعات المرحة، الألوان النابضة بالحياة والقَصّات الملفتة، تختبئ قِصّة عميقة. تصاميم Stella Jean تتخطّى حدود الموضة والجمال، تمزج بين جذورها الإيطاليّة والهايتيّة، بين الإثنيّات والثقافات المختلفة وتحاكي امرأة لا تريد أن تشبه غيرها. لاحقت حلمها واتّخذت القرار الصحيح الذي جعل اسمها يسطع في سماء الموضة. قبل أن أكون محاورتها، أنا من دون شكّ من أشدّ المعجبات بإبداعاتها!
- انتقلتِ من عرض الأزياء إلى عالم التصميم، فما الذي دفعكِ إلى تغيير مهنتكِ؟
في البداية، كنت أعمل في مجال عرض الأزياء لكن سرعان ما أدركت أنّ موهبتي الحقيقيّة تكمن في عالميّ الإبداع والتصميم. لم أندم على خوض تجربة عرض الأزياء لأنّ ذلك ساهم بشكلٍ كبير في الوصول إلى ما أنا عليه اليوم. قرّرت تصميم أزياء خاصّة بي في العام 2009، خضت مسابقة Who is On Next؟ من تنظيم مجلّة Vogue الإيطاليّة ومؤسّسة Altaroma، وبعد أن تمّ رفض طلبي مرّتين، نجحت في هذه المسابقة. الموضة هي وسيلة التواصل الحقيقيّة التي أعبّر فيها عن نفسي وأتخلّص من شعوري بعدم الاكتفاء الذي راودني منذ صغري.
- كيف ترين عالم الموضة من منظار عارضة ومن منظار مصمّمة؟
كان من الضروري أن أرى الموضة من منظار عارضة الأزياء لفترة معيّنة، تمكّنت خلالها من إدراك مدى تأثير الموضة على المجتمع وأهميّتها كوسيلة تواصل. من وجهة نظر مصمّمة، يختلف الأمر تماماً، فأولويّتي تكمن في تقريب ثقافات العالم من بعضها البعض من خلال تصاميمي.
- برأيكِ، لماذا اختاركِ المصمّم الإيطاليّ Giorgio Armani لتعرضي مجموعتكِ في مسرحه Armani Teatro؟ أخبرينا عن هذه التجربة.
هذه الخطوة شرفٌ كبير لي، ساعدتني لأعزّز دوري على الصعيد العالميّ. لا أعلم لماذا اختارني لكن أعلم أنّه لقّنني درساً في الكرم. إنّه مثال يؤكّد على ضرورة تحقيق"عصر نهضة" جديد، من خلال إبداع المواهب الجديدة بدعم من كبار المصمّمين في عالم الموضة.
- تباع تصاميمكِ على المواقع الإلكترونيّة بطريقة سريعة جداً. هل هذا النموّ السريع يخيفكِ؟
أعتقد بأنّ على المرء أن يخطّط لأهدافه بما يتوافق مع ظروفه وموارده.
- أخبرينا أكثر عن فلسفتكِ Wax & Stripes.
لطالما شكّلت قِصّتي. جذوري مصدر إلهامٍ أساسيّ في عملي، أردت أن أجسّد تجربتي الشخصيّة من خلال المزج بين قميصٍ لوالدي، رمزٍ لجذوري الأوروبيّة، وتصاميمَ ذات طبعات وأقمشة تذكّرني بجذوري الأفريقيّة، لا سيّما الهايتيّة، مسقط رأس والدتي. عندما جمعت هذين العنصرين، توصّلت إلى فلسفة Wax & Stripes التي تقضي بابتكار خليط من جذور والدتي ووالدي في الوقت نفسه.
- بعد رحلتكِ إلى هايتي مع مؤسّسة ITC Ethical Fashion Initiative، صمّمتِ مجموعتكِ لربيع 2015. هل تحملين ذكرى مميّزة من هذه الرحلة؟
بفضل هذه الرحلة، تعرّفت أكثر على فنّ هايتي التقليديّ Art Naïf، وهو نوع من أنواع الفنّ التشكيليّ. اكتشفت تلك الحرفة اليدويّة الثمينة وأتيحت لي فرصة تصميم القطع بمساعدة الحرفيّين المحليّين. كلّ شيء كان مدهشاً.
- صفي مجموعتكِ لخريف 2015 بـ 3 كلمات.
تكافح الاستعمار، تقرّب الحضارات وتتّخذ منحى تهكميّاً بعض الشيء.
- ماذا نتوقّع من مجموعتكِ القادمة لربيع 2016؟ هل من توجّهات جديدة؟
لا يمكنني مشاركة هذا الكمّ من المعلومات! لكنّني أؤمن بالاعتقادات الخرافيّة وأفضّل التحدّث عن أمر قمت به مسبقاً. حان وقت الأفعال لا الأقوال!
لقد شاركتِ في حدث Vogue Fashion Dubai Experience للعام 2014. ما رأيكِ بالمرأة العربيّة وهل يمكنها أن تشكّل مصدر إلهام لكِ؟
بالطبع، فاكتشاف الثقافة العربيّة أمرٌ مثير للاهتمام.
- اختاري امرأة لتمثّل دار Stella Jean.
الشخص الذي يمثّل الدار، سواء كان رجلاً أو امرأة، هو مستقلّ، مغامر وفي تطوّر دائم. المرأة التي تنجذب نحو تصاميمي تتمتّع بشخصيّة فضوليّة وهي بحاجة إلى التعرّف على الفستان و"التعايش معه". أحبّ أن أقدّم لها عناصر تشبه ثقافتها وتسمح لها باكتشاف فلسفة جديدة تسافر بها إلى أيّ مكان، من دون أن تنسى نقطة الانطلاق.
- تتميّز تصاميمكِ بطبعات مرحة. هل أنتِ كذلك؟
أفضّل أن يقوم الآخرون بوصف شخصيّتي، لكن بالإجمال، يمكنني أن أصرّح بأنّني صاحبة شخصيّة تهكميّة.
- أين ترين Stella Jean بعد 5 سنوات؟
التحدّي الكبير بالنسبة لي هو أن أثبت، من خلال حوار الأساليب المختلفة، عدم وجود حدود لمزج الثقافات.
- تصميمكِ المفضّل من مجموعة خريف 2015:
كلّ تصميم هو كابنٍ لي، من الصعب اختيار إطلالة واحدة فقط...
- التصميم الذي تحبّين العمل عليه:
قميصٌ أبيض بأسلوب ذكوريّ.
- وجهة السفر المفضّلة:
هايتي.
داخل خزانتكِ
- مستحضر لا تستطيعين التخلّي عنه:
كريم اليدين من L’Occitane
- قطعة موروثة:
ساعة يد ورثتها عن أبي
- اللّون المسيطر:
البنفسجيّ
- تذكار:
صورة بالأسود والأبيض