من قميص مخصص للرجال إلى قطعة تنادي بالمساواة! مرّ قميص التيشرت بمراحل عديدة قبل أن يصبح قطعة عصرية في خزانة كل امرأة تطمح بأن تكون على الموضة. هو قميص محتار بأمره، حيث أنه يرتبط بالرياضة بشكل مباشر، يرافق الإطلالات العفوية اليومية ويتألق على السجادة الحمراء. لم يعد قميص التيشرت إذاً مجرّد قطعة بيضاء مصنوعة من القطن، بل أطلق العنان للفن والإبداع فيه، فاقتحمته ألوان وتطريزات تعبّر عن رأي أو حالة فكرية. هذه هي الطريق التي سلكها قميص التيشرت ليصل إلى ما هو عليه اليوم من أضواء وأصداء إيجابية.
كيف أصبح التيشرت قطعة أساسيّة في خزانة كل امرأة؟
عندما نقول تيشرت، تأتي فوراً صورة القميص الأبيض إلى أذهاننا، أي الصورة الكلاسيكية. في البداية، كان القميص الأبيض قطعة عسكرية خلال فترة الحرب العالمية الثانية في العام 1910. بعد ذلك، استخدم القميص القطني كلباس داخلي، إلى أن جاءت العبقرية Coco Chanel وحولته إلى لباس نسائي وعصري في العشرينيات. ساهم نجوم السينما خلال الخمسينيات، مثل Marlon Brando وJames Dean في الترويج لهذا القميص كلباس رسمي ليكون قطعة لها شعبية كبيرة. طبع التيشرت موضة التسعينيات بسبب سهولة تنسيقه وبالتالي، اختاره كبار الدور ومصممو الأزياء مثل Karl Lagerfeld ليظهر على منصات العروض، إلى أن وصلنا إلى الألفية الجديدة، فتحكّمت الحرية به بشكل كبير، بات متوفّراً في كل مكان وبمختلف الألوان والأشكال ويحمل شعارات ورسائل. من أبرز قمصان التيشرت، تلك التي صمّمها Kanye West بأسلوب الهيب هوب بالتعاون مع دار APC في العام 2015، وانتشرت بالتالي قمصان مطبوعة عليها أسماء فرق موسيقية مثل فريق الروك The Rolling Stones. لا يمكن أن نمرّ مرور الكرام أمام قوة نجاح هذه القطعة عبر التاريخ، فقد تمّ اعتمادها من قبل مختلف الطبقات، الأجناس والثقافات حتى أنها وصلت لتكسر القاعدة وتتألق على السجادة الحمراء. يبقى الجينز المكمل الأول للتيشرت، فيعتبران الثنائي القوي في عالم الموضة!
التيشرت صديق للبيئة
عبّري عن مزاجكِ من خلال ما هو مكتوب على قميصكِ. أصبح قميص التيشرت معتمداً في كل المناسبات، وحتى على السجادة الحمراء! بات متوفراً على شكل فستان أو حتى كقطعة Statement للتعبير عن موقف سياسي أم اجتماعي، وأصبح مألوفاً على منصات العروض حتى الخياطة الراقية. لا يمكن أن ننسى أن التيشرت يعتبر القطعة الأعز على قلب كل شخص يسعى للحفاظ على البيئة، خصوصاً حين يكون مصنوعاً من مواد عضويّة كالقطن، الجوت، الصوف أو حتى السليلوز المستخرج من الخيزران.
التيشرت وسيلة للتعبير عن الرأي
شهدنا حركة ثورية طالت القمصان القطنية منذ حقبة السيتينيّات، وقد وصلت إلى أوجها في التسعينيات. دار Dior هي إحدى الدور التي اختارت عبارة We Should All Be Feminists وطبعتها على القمصان البيضاء في مجموعة ربيع وصيف 2017، بوحي من حديث للروائية Chimamanda Ngozi Adichie. خلال العام الماضي، أقيم معرض T-Shirt: Cult – Culture – Subversion الذي ضمّ أكثر من 200 قطعة تاريخية من التيشرت تحمل رسائل مختلفة، تم عرضها في متحف Fashion and Textile في لندن. ارتبط هذا القميص بالموسيقى بشكل مباشر، كتيشرت The Rolling Stone الأيقوني من تصميم المدير الفني John Pasche الذي عبّر عن موسيقى الروك أند رول. لبس أيضاً القميص القطني حلة سياسية خلال الثمانينيات حين اعتمدته المصممة البريطانية Katharine Hamnett في لقاء لها مع رئيسة وزراء بريطانيا Margaret Thatcher خلال أسبوع الموضة اللندني، حمل عبارة 58% don’t want Pershing.
مهما مرّ عليه الزمن، يبقى التيشرت القطنيّ باللون الأبيض قطعة أيقونية موجودة في خزانة كل رجل وامرأة على حدّ سواء. تسهّل هذه القطعة الأيقونية الحياة، حيث بالإمكان تنسيقها في العديد من الإطلالات سواء كانت رياضية، يومية أو حتى رسمية. بإمكانكِ اعتمادها مع أي سروال أو تنورة، تحت سترة الـBlazer أو الفستان، فتكونين فاشينيستا بدون مبالغة.
للمصمّمين العرب حصة كبيرة في عالم صناعة التيشرت، خصوصاً تلك التي تحمل رسالة! رصدنا النجمة Rihanna معتمدة تيشرت Kodak للمصممة اللبنانية Lama Jouni. أطلقت دار Maison Rabih Kayrouz خلال موسم خريف وشتاء 2018 تيشرت تحمل عبارة It’s Couture Baby. برزت مجموعة Beduwins للمصممة السعودية Arwa Al Banawi والتي تضم مجموعة من التيشرت، أبرزها تلك التي كتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية، كما أطلقت المدوّنة اللبنانية Lana El Sahely بالتعاون مع دار La Terre Est Folle تيشرت Power بمختلف الألوان والقصات كرسالة لدعم المرأة.
يعتمد Mark Zuckerberg التيشرت الرمادي بشكل يومي. لماذا؟ ليس لأنه لا يملك حساً مرهفاً في عالم الموضة والأزياء، بل لأنه ببساطة لا يريد الاختيار. فيقول: "كلّ قرار يتعلّق باختيار ملابسي، يجعلني أقل إبداعاً، أقل تحكماً وأقل تركيزاً".
اتّخد التيشرت شكل T، لذلك أطلق عليه تسمية "T-Shirt". ليس هناك أيّة معلومة أكيدة عمّن اخترع قميص التيشرت، لكن من المؤكّد أن شركة Tropix Togs كانت واحدة من أولى الشركات التي قامت بالطباعة عليه. أوّل شركة بدأت بتصنيع التيشرت، كانت مخصصة للألبسة الداخلية.
في البداية، تمّت حياكة هذا القميص من مادتيّ الصوف والكتان، ليصبح القطن فيما بعد المادة الأنسب لصناعته. يذكر أن فرنسا وقطر هما الدولتان اللّتان حطّمتا الرقم القياسي في إنتاج أغلى وأكبر عدد من التيشرت.
التيشرت أمام أضواء هوليوود
قد يكون أمر شبه مستحيل تذكّر كل الأفلام التي ظهر فيها التيشرت الأيقوني! نذكر فيلم The Wild من بطولة الممثل Marlon Brando الذي ساهم في نشر هذه الصيحة، لتكرّ السبحة وتظهر في عدة أفلام، مثل Black Mama White Mama و21 Jump Street. لا يمكن أن ننسى مدى شهرة التيشرت خلال التسعينيات في إحدى أهم سلسلتي تلفزيون Beverly Hills, 90210 وFriends. محطّة تاريخية جديدة مع Sarah Jessica Parker حين اعتمدت القميص من Dior في الجزء الثاني من فيلم Sex and the City ونسّقته مع تنّورة بنفسجيّة مزيّنة بالكشاكش.
أبرز النجمات اللواتي اعتمدن التيشرت:
إقرئي أيضاً: البيريه قطعة رائجة: لمحة عن تاريخها في عالم الموضة
نقاط البولكا: صيحة لا تلبث أن تختفي حتى تعود وتطلّ على ساحة الموضة