هل طرحتِ على نفسكِ سؤالاً عن سبب إطلاق تسمية الطبقة المخمليّة على الأثرياء؟ لم تأتِ من عبث، إذْ أنّ قماش المخمل كان يجسّد الوضع الماديّ المرموق لهذه الطبقة التي كانت تتزيّن بالأقمشة الثقيلة. هذه الأخيرة كانت حكراً على أبناء العائلات الغنيّة، قبل أن تصبح جزءاً لا يتجزّأ من موضة اليوم. هذا الموسم، ستتمكّنين حتماً من تدليل نفسكِ بفضل إطلالةٍ ملكيّة دافئة بالأقمشة المخمليّة، لذا تعرّفي على تاريخ هذا النسيج وعلى أبرز طرق تنسيقه.
تتضارب الأقوال حول المصدر الحقيقيّ لنسيج المخمل. يرجّح أنّه ظهر منذ 2000 عاماً ق.م. في مصر التي عرّفت العالم عليه، لأنّها كانت مركز إنتاجه لسنوات عدّة، تلتها الصين. بعد قرون، اعتقد أنّ هارون الرشيد عرّف بغداد على المخمل أثناء فترة حكمه لينقله بعد فترةٍ وجيزة الفنّان زرياب إلى الأندلس. الجدير بالذكر، بدأ إنتاج المخمل في الشرق الأوسط قبل أن ينتشر في الشرق الأقصى، ثمّ أوروبا. خلال عصر المماليك، بدأت القاهرة بتصدير كميّات كبيرة من المخمل إلى البندقيّة، التي حاولت بدورها تقليده. عُرفت إيطاليا بمركز صناعة المخمل في العالم الغربيّ من القرن الثاني عشر حتى القرن الثامن عشر. مع حلول الثورة الصناعيّة، تبدّلت أسعار الأقمشة المخمليّة، لتصبح متاحة لمختلف الطبقات وبدأت تستخدم في الألبسة، المفروشات، الستائر، الأقمشة الدينيّة وغيرها. لعب ابتكار الماكينات دوراً رئيسيّاً في النهوض بهذه الصناعة، إذْ سهّلت وسرّعت عمليّة الإنتاج. في الواقع، لم يكن يحقّ سوى للملوك والنبلاء بارتداء المخمل، لأنّه كان يعبّر عن مستواهم المرموق. في ثمانينيّات القرن التاسع عشر، كانت الفساتين المعتمدة مصنوعة من الأقمشة الثقيلة، منها المخمل، كما كانت الألوان الداكنة مسيطرة كالأخضر، الأحمر العنّابي، الأزرق والأسود.
المخمل على منصّات الموضة وفي الحملات الإعلانيّة
في العام 1920، دخل المخمل إلى عالم الموضة من الباب الواسع، وانتشر في مختلف الحقبات حتى اليوم. أبرز من ارتداه خلال تلك الفترة كانت الممثّلة الأميركيّة Josephine Dunn. رغم كلّ الابتكارات التي شهدها المخمل، إلاّ أنّه حافظ على طابعه الكلاسيكيّ. في ثلاثينيّات القرن الماضي، ظهرت الفساتين المسائيّة المصنوعة من المخمل وارتدتها كلّ من الأميركيّتين Joan Crawford وGinger Rogers، كما دخل في التصاميم اليوميّة، كالسراويل، القمصان وغيرها في الخمسينيّات حين ارتدته Dorothy Dandridge. ظهر في تصميم لدى دار Saint Laurent Paris في موسم خريف وشتاء 1983. اعتمدت العارضة الأميركيّة Christy Turlington تصميماً مخمليّاً في التسعينيّات ونال أهميّة كبرى، كما برز المخمل على منصتيّ دار Dior في العام 1995 وMaison Margiela في العام 1997. عادت هذه الصيحة بعد بضعة أعوام لدى عدد من الدور، منها Antonio Berardi، Jill Stuart، Rochas وغيرها في موسم خريف وشتاء 2010، ولدى دار Diane Von Furstenberg في العام 2013، ثمّ لدى Luisa Beccaria في العام 2016، وأخيراً لدى Altuzarra، Ashi Studio، Elie Saab وغيرها في موسم خريف وشتاء 2017-2018.
برزت التصاميم المصنوعة من المخمل في العديد من الحملات الإعلانيّة. في العام 2015، ظهرتIrina Shayk في حملة Bebe ترتدي تصميماً من المخمل، تلتها حملتا Guess وValentino لموسم خريف وشتاء 2016. أمّا لهذا الموسم، فظهر في حملات Dior، Giorgio Armani وAlberta Ferretti. كما ارتدت Negin Mirsalehi بزّة من المخمل الزهريّ في حملة تعاون مع Cluse Watch.
المخمل في عالم الأفلام والسينما
كثرت الأفلام التي ظهرت فيها التصاميم المخمليّة منذ القرن الماضي حتى اليوم. أبرزها فيلم Tonight or Never في العام 1931، Meet me in St. Louis في العام 1944، War and Peace في العام 1956، My Date with the President's Daughter في العام 1998، سلسلة Lord of the Rings وفيلم Age of Adeline في العام 2015.
المخمل ضمن مجموعات الخياطة الراقية
في مجموعات الخياطة الراقية، تألّقي بأجمل التصاميم المخمليّة التي ستزيدكِ رونقاً وأناقةً، لأنّها صيحة الموسم دون منازع! إنْ في المناسبات أو حتى في الإطلالات غير الرسميّة، اعتمدي المخمل بألوانه الغنيّة في الألبسة أو الأحذية أو حتى الأكسسوارات. كذلك، لا تتردّدي في تنسيقه مع مختلف الإطلالات، علماً أنّ المخمل لا يتحمّل الكثير من التفاصيل والزخرفة، لأنّه بحدّ ذاته قطعة ملكيّة مميّزة. أبرز الدور التي استخدمته في أزياء مجموعة الخياطة الراقية هي Dior وElie Saab وGeorges Chakra وValentino وغيرها.
