كلّنا نحبّ لندن! كلّنا نريد الهرب إلى لندن! كلّنا نريد التسوّق والسهر في لندن والارتماء في أحضانها! وأنا واحدة من "كلكنْ"! لكن أن أرغب بأن أكون لندنيّة، ألاّ تغادرني هذه الرغبة لأيامٍ عدّة، فذلك فعلٌ يتطلّب قوّة تأثير كتلك التي تملكها دار Burberry بإرثها البريطانيّ العظيم، يتطلّب تجربة لندنية تشعل حواسي الخمس، يتطلّب التعرّف على امرأة لا تستطيع تخيّل نفسها ولدت في مدينة غير لندن، مثل Cara Delevingne، ويتطلّب عطراً سافرتُ لحضور إطلاقه، لكن عدت مرتديةً إيّاه، وما زلت، الآن وكلّ يوم...
في رحلة التعرّف على العطر الجديد Burberry Her Eau de Parfum التي دامت يومين في لندن: حضرت حفل إطلاق العطر بوجود سفيرته Cara Delevingne وصانعه Francis Kurkdjian في 38 Grosvenor Square، ثمّ أجريت مقابلتين منفصلتين معهما، وبعدها قضيت يومين أشبه بحلم لعاشقة الطعام والروائح. لقد أرادت الدار أن نتذوّق طعم لندن، أن تنطبع في ذاكرتنا الحسيّة، من نكهات، روائح وأزهار الفاوانيا التي أحاطت بنا أينما ذهبنا، تماماً كما يصف Francis Kurkdjian العطر: "مزيج قويّ من النفحات المتناغمة... وقد أسفر دمج الثمار التوتيّة الشمسيّة التي تجسّد الروح البريطانيّة مع مزيج العنبر والمسك عن هذه السمة المميّزة للغاية".
أمّا إذا كان لي أن أصف عطر Burberry Her Eau de Parfum بكلمة واحدة، لكنت قلت: شهيّ! هو فاكهي وزهري نابض بالحيويّة، تفوح مقدّمته بدفقة من نفحات الثمار التوتيّة الحمراء والداكنة، فيما ينبض قلبه بنسمات الياسمين والبنفسج الزهريّة، أمّا قاعدته فتتمثّل في العنبر الجافّ والمسك.
واحدة من الأمور التي لا يمكن أن أنساها عن هذا العطر، أنّ الحملة الإعلانيّة التي صوّرتها عارضة الأزياء البريطانيّة Cara Delevingne مجسِّدةً روح المرأة اللندنية المفعمة بالحيوية تجوب أرجاء مسقط رأسها لندن، اتّسمت بصوت Cara Delevingne الدافئ الجذّاب والذي يؤدّي أغنية Maybe it’s Because I’m a Londoner.
إليكِ تفاصيل المقابلة التي أجريتها مع Cara Delevingne، والتي يمكن القول عنها أنها مرحة، مزاجيّة ومتأقلمة كعطر Burberry Her Eau de Parfum.
في جناحٍ في فندق Café Royal، جلست Cara Delevingne بشعرها القصير، مكياجها الذي تفضّل أن تكون من دونه في سائر أيّامها، قميص أبيض وسروال أسود طبعاً من Burberry: "أنظري من النافذة الآن، لندن مدينة تنبض بالتاريخ، رائعة وأنا محظوظة جدّاً لكوني نشأت هنا، في هذا المزيج من الثقاقات والفنون! في لندن هنالك دائماً شيء تقومين به، وأجمل ما في الحياة فيها، أنّه ليس عليكِ أن تكوني مولودة في لندن لتكوني لندنيّة، فهي طريقة حياة".
هي فخورة بلندن وبكونها تمثّل مدينتها في الحملة الإعلانيّة للعطر الذي تقول إنّه يذكّرها برائحة لندن: "بالنسبة لي، رائحة لندن فريدة من نوعها وكذلك العطر. يتميّز بالخفّة وبالقدرة على التأقلم مع رائحة الجسم الطبيعيّة، فأجمل ما فيه، أنّه يبدو مختلفاً على كل امرأة. هو أيضاً فرح جدّاً".
أسألها إن كانت تعتقد أنّ Francis Kurkdjian ترجم شخصيّتها في هذا العطر الذي يعتبر متفائلاً، مرحاً، لكن يفرض نفسه، متغيّرالمزاج ولكنّه مقنِع، كما يصعب وصفه بدقّة، وهي صفات تطبع شخصيّة Cara Delevingne. تجيب: "أعتقد أنّه كان يملك صورة لامرأة في مخيّلته عندما صنع العطر، وهي امرأة لا تخجل من إظهار مزاجها وتقوم بكلّ شيء حتى النهاية، وأنا واحدة من النساء اللّواتي لا يخجلن بمشاعرهن وبمزاجهن".
أريد الاستفادة من جلستي معها لأحصل على واحد من آرائها الجريئة، فأسألها كيف يمكنها أن تكون مقنعة في ثورتها على الظلم وفي حملها للعديد من القضايا الإنسانيّة، وهي واحدة من وجوه عالم الموضة المترف الذي تكسب عيشها منه: "الحياة متناقضة والجميع منافق إلى حدّ معيّن ليستطيع مجاراة الحياة، لكنّني لا أشعر أن عملي يؤثّر سلباً على اهتمامي بالإنسان وأحاول دائماً أن أنجز أفعالاً في هذا المجال وليس فقط كلاماً. طبعاً أنا محظوظة في أسلوب عيشي ولكنني أعمل بكدّ، وفي المقابل لا أغضّ النظر أبداً عن أي قضية يمكنني أن أساعد فيها".
في ما يلي المقابلة التي أجريتها مع Francis Kurkdjian:
هل يشعر صانع العطر بأنه مقيّد بالمتطلّبات التسويقيّة وبرؤية الدار خلال عملية خلق التركيبة؟
صنع العطر ليس نوتات عطرية تتناغم مع بعضها، بل هو رؤية متكاملة، وأنا أبتكر ما أراه مناسباً لهويّة الدار. لا أرى ما ذكرتِه مقيّداً بقدر ما أراه حدوداً لملعبي: الخطّ الأوّل هو Burberry، الخطّ الثاني هو صنع عطر للمرأة، الخطّ الثالث هو لندن كمدينة ملهمة، وأنا آتي لأكمّل هذه الخطوط. هنا اقترحت على الدار أنّه يجب أن يكون لديها على قائمة العطور ما يُسمّى بـGourmand Perfume، وهو العطر الذي تتكوّن تركيبته من مكوّنات طعام شهيّة.
يبدو من نظرتك أنّك رجل أعمال أكثر ممّا نسميّه بالإنكليزيّة A Nose أي خبير عطور...
I have a brain! أنا أملك دماغاً ولا أحبّ عبارة Nose. ليكون صانع العطور معاصراً، عليه أن يفهم عالم الأعمال وتحدّياته. ماذا لو صنعتُ عطراً رائعاً، لكنّه لم يصل إلى أحد؟ ليست صناعة العطور فنّاً بحتاً، بل يجب أن تحمل أهدافاً عمليّة، كالنجاح والطلب العالي، لكن أيضاً لا يجب أن يتحوّل ذلك إلى الهدف الأساسيّ، فننسى الابتكار وخلق شيء جديد.
ما هي العناصر التي تصنع من عطرٍ ما عطراً أيقونيّاً وتضعه على لائحة الأكثر مبيعاً؟
هنالك قوانين: أوّلاً مشروع متماسك بكل جوانبه، وثانياً تحديد اللّعبة. هل نلعب لنكون بين العطور العشرة الأوائل؟ عندها نحتاج للمال، ولرائحة جديدة يتمّ حفظها بسهولة والتعرّف عليها لكي يتردّد اسم العطر كثيراً.
بما أنك صانع العطور الحصري لدار Burberry، هل ترى نفسك ملتزماً بخلق عطر جديد كل مرّة، أم ترى نفسك مسؤولاً عن إرث الدار العطري الذي سيكمل عشرات أو مئات السنين؟
أشعر بأنّني مسؤول عن جمع كتابٍ بأكمله من خلال كتابة قصص متماسكة، وذلك يساعدني في التخطيط للمشاريع المقبلة، لأنّ ما أريده هو استكمال هذا الإرث من خلال جمع كل الصفحات المطلوبة. في الوقت الحالي لديّ خطّة للسنوات الأربعة المقبلة وذلك مريح جدّاً في العمل.
بين صانع العطر والدار والشركة المصنّعة. رأي مَن هو الأقوى؟
الثلاثة، لأنّني لن أصنع عطراً لا أحبّه، وكذلك الدار والشركة لن تعتمداه إذا لم تقتنعا به. حتى اليوم لم يحدث أيّة مشاكل.
صف لي المرأة التي في خيالكَ تضع عطر Burberry Her Eau de Parfum.
هي امرأة مسؤولة عن حياتها. أحاول أن أتوجّه إلى شريحة كبيرة من النساء ولا أتخيّل امرأة واحدة.
إقرئي أيضاً: خطآن تقترفينهما عند تطبيق عطر العود... تجنّبيهما!
بالفيديو، الطريقة الأفضل لنثر العطر وجعله يدوم حتّى في الطقس الحار
