تمضين أشهر وربما سنوات عديدة محاولةً خسارة الوزن الزائد عن طريق اتباع دايت متوازن وصحي بالإضافة إلى ممارسة الرياضة باستمرار، ويعتبر هذا الروتين من بين الطرق التقليدية للحصول على الوزن المثالي. أمّا من بين الطرق الغريبة وغير المألوفة لتخسيس الوزن، هي البكاء. أكّدت دراسة حديثة، نُشرت على موقع AsiaOne، أن البكاء يساهم في التخلص من الوزن خصوصاً لدى الأشخاص العاطفيين للغاية والإنفعاليين.
يقول الدكتور Aaron Neufeld، طبيب عيون، إن الدموع تُقسم إلى 3 أنواع: الدموع اليومية، الدموع العكسية والدموع النفسية. الدموع اليومية هي تلك التي تُبقي العين رطبة والتي تحميها من البكتيريا الخارجية. الدموع العكسية هي الدموع الناتجة عن العوامل الخارجية التي تسبب تهيّج العينين مثل الغبار أو الرياح الرملية. أمّا الدموع النفسية فهي تلك التي تذرفينها عند تراكم العواطف والمشاعر وتشعرين أنكِ بحاجة لطرد كل الضغوط النفسية أو التنفيس عن غضبك من خلال البكاء. بالتالي نوع الدموع الوحيد الذي يجعلكِ تخسرين الوزن هو الدموع النفسية أي العاطفية.
أثبتت الدراسة أن البكاء بسبب الحزن، السعادة أو الإرهاق الجسدي والنفسي يساعدكِ على تخسيس الوزن لأنه عند تراكم الضغوط والتوتر يرتفع مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم، وبالتالي عند ذرف الدموع تطردين بذلك هرمون الإجهاد بالإضافة إلى السموم الأخرى التي تتراكم بسبب التوتر والقلق. لهذا السبب، تشعرين بالإسترخاء والراحة بعد البكاء.
من المعروف أن الكورتيزول يحفّز عملية التمثيل الغذائي للدهون والكربوهيدرات للحصول على طاقة سريعة، إضافة إلى إفراز الإنسولين والحفاظ على مستويات السكر في الدم. لكن عند تراكم الضغوط النفسية والإجهاد وارتفاع هرمون الكورتيزول بكثرة، قد يحدث خللاً في الجسم بما فيه زيادة الشهية ورغبة شديدة في تناول الأطعمة المشبّعة بالدهون. كذلك، إن ارتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم، يتوقف الجسم عن إنتاج التستوستيرون؛ مما يؤدي إلى انخفاض الكتلة العضلية، وبالتالي إلى حرق سعرات حرارية أقل وزيادة الوزن.
لكن عند البكاء وذرف الدموع تتخلّصين من التوتر والقلق وبالتالي من هرمون الكورتيزول فتطلقين كل السموم التي تحول دون تخسيس الوزن. اكتشف عالم الكيمياء الحيوية William Frey أن البكاء يمكّن الجسم من التخلّص من بعض المواد السامة التي تتكدّس داخل الجسم نتيجة الإجهاد والتوتر النفسي.
نحن طبعاً لا نشجّعكِ على البكاء طيلة الوقت فقط لمحاولة خسارة الوزن، لكن في بعض الأحيان تحتاجين للتنفيس عن كل الضغوط النفسية والإرهاق، نتيجة ظروف الحياة أو العمل أو المشاكل اليومية أو الأحداث الصادمة التي تتعرّضين لها.